الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الجوكر الأفريقي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا أعرف مدى اهتمام (الكاف) باسم الذين سطروا بنجوميتهم مواهب أسطورية.. ونبدأ بالجوكر الأفريقي.. رأفت عطية وتقول السجلات إن رأفت عطية سيظل فى وجدان وقلوب جماهير الكرة بصفة عامة وعشاق الزمالك بصفة خاصة فقد كان لاعبًا رائعًا واستطاع أن يسجل تاريخًا مع كرة القدم واختطفه القدر فى لحظة غفلة.
وُلد رأفت عطية عام ١٩٣٤م، مركز ههيا، محافظة الشرقية، ثم انتقل للإسكندرية وبدأ هوايته مع كرة القدم (الشراب) بشوارع باكوس وبحرى ولمع وجذب الأنظار وانضم لأشبال الترام، ولكن سرعان ما اكتشفه السيد حودة لاعب الاتحاد ومدربه عام ١٩٤٧م، وعام ١٩٤٩م لعب أول مباراة رسمية ضد الأهلى ونفس العام لعب ضد الإسماعيلى وأحرز رأفت هدف فريقه الوحيد.
فى عام ١٩٥٦م، انتقل للقاهرة لنادى الزمالك وفى موسم ٥٧ انتقل معه سمير قطب وظل فى صفوف الزمالك حتى اعتزاله عام ١٩٦٥م لعب فى جميع مراكز كرة القدم ابتداءً من قلب الدفاع ثم الظهير الثالث ثم عندما انضم للمنتخب عام ١٩٥١م لعب قلب الهجوم وأصبح (جوكر) الفريق يلجأون إليه كلما خلا أحد المراكز، وكذلك فى ناديه الزمالك حتى فى مباراة موسم ٦٣ مع الأهلى وأصيب حارس الزمالك عبدالصمد وخرج وكان القانون لا يسمح بالتغيير وقف رأفت حارسًا للمرمى وتألق ولم يدخل مرماه أى هدف.
رأفت عطية صاحب أول هدف فى أمم أفريقيا اختير رئيسًا لفريق الأهلى عام ١٩٦٠م وقاد الفريق دورتين أوليمبيتين روما وطوكيو ١٩٦٤م، وبلغت مبارياته الدولية والعسكرية ٧٧ مباراة وأحرز ٥٠ هدفًا من ضربة جزاء ولم يهدر سوى ٣ ضربات وشارك التعلب السيد الضظوى فى الرقم القياسى لعدد الأهداف فقد سجل ٥ أهداف بمرمى الصين، وعاصر ثلاثة أجيال أولهم جيل حنفى بسطان ومكاوى وفؤاد صدقى ثم جيل صالح سليم ويكن، وأخيرًا عاصر جيل حمادة إمام والجوهرى وعادل هيكل حتى اعتزل وأنهى مشواره فى الملاعب فى ١٩٦٥م، وأقيمت له مباراة تكريم مع الإسماعيلى وشارك فيها نجم إنجلترا سيرستانلى ماتيوز ساحر الكرة الإنجليزى واتجه بعدها للتدريب فعمل مدربًا للزمالك تحت ٢١ سنة ١٩٧٣م وقبل الحادث المشئوم أصدر الزمالك قرارًا بتعيينه مشرفًا عامًا على فرق الناشئين بالزمالك.
فى عام ١٩٧٨م كان عائدًا بأسرته من الإسكندرية إلا أن اختلت فى يده عجلة القيادة فانقلبت السيارة وتم نقله مع الأسرة للمستشفى إلا أن ابنته سحر ذات ١٧ عامًا توفيت وفشلت كل المحاولات لإنقاذه.
رأفت عطية الذى تعرض وأسرته لهذا الحادث البشع قد رحل بعد أن احتل ركنًا دافئًا فى قلوب عشاق كرة القدم وبعد أن كتب لنفسه سجلًا حافلًا فى تاريخ الكرة المصرية بسطور من ذهب، فهذا لا يجعلنا أن ندفن تاريخه فى هذه الجريمة الأسفلتية.. فهو جوهرة لابد أن يكون لتاريخها وجود نقاط تفاخر بها الكرة المصرية والأفريقية لأحد أبنائها.