الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

اقرأ| تناقضات الخطاب والنص «الموروث وأثره في بناء صورة المرأة»

الموروث وأثره فى
الموروث وأثره فى بناء صورة المرأة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
متعة القراءة لا تنتهي، فمع كل كتاب يجد المرء نفسه فى عالم جديد ومختلف، يتنقل عبر العصور والأماكن والأحداث والشخصيات، يرى ما لم يسبق له أن شاهده من قبل، ويتعرف على أناس لم يكن يتخيل وجودهم، ويواجه الكثير من الأفكار التي ربما لم يتخيل أن لها شعبية جارفة. ولأن أول كلمات القرآن الكريم كانت «أقرأ»، فعلى مدار 30 يومًا تستعرض «البوابة» ثلاثين كتابًا شيقًا، تتنوع ما بين الأعمال الأدبية والسير الذاتية والكتب الفكرية، والتى يُمكنك أن تتصفحها وتنتقل بها إلى عوالم أخرى من المتعة. 
يلقى الدكتور نبيل بهجت الضوء على المرأة ودورها خلال ثورة ١٩١٩، وذلك من خلال كتابه «تناقضات الخطاب والنص»، والذى صدر عن الهيئة العربية للمسرح، وهو الكتاب الذى يضم قرابة الخمسين نصًّا، كما تسعى تلك الدراسة إلى التعرف على صورة المرأة المصرية فى الأعمال الدرامية لاسيما المسرحية منها. 
اهتم الكتاب أيضًا لأول مرة بإلقاء الضوء على الأعمال الدرامية التى تم نشرها فى الصحف المصرية خلال الفترة ما بين ١٩٢٣ و١٩٥٢، والتى لم تلق اهتمام الباحثين نظرًا لصعوبة الحصول عليها، ووقفت الدراسة على عدد من المحاور هى الموروث وأثره فى بناء صورة المرأة حيث اعتمد بعض النصوص على الموروث الدينى والشعبى والأدبى كركيزة لها، بالإضافة إلى جدلية العلاقة بين الرجل والمرأة، وصورة المرأة العصرية، ومفهوم المرأة الجسد فى بناء صورة المرأة، كما صاحب أغلب الأعمال رسم لأحد المشاهد أو الشخصيات ويبدأ العمل غالبًا بوصف المنظر من خلال إرشاد يقف على التكوين العام للمكان ويقدم معلومات عن الزمن أحيانًا وينتهى بعضها بكلمة «ستار» فى محاولة لمسرحة العمل.
وتلقى الدراسة الضوء على نماذج لكتاب ومنهم توفيق الحكيم، وعبدالعزيز البشرى، وزكى طليمات، وأحمد رشدى صالح، وسعد مكاوي، وقد تميزت تلك الأعمال بالتكثيف، حيث ارتبطت بمساحات أعدت لها سلفًا داخل الصحف، وكذلك الانتقال السريع للأحداث وصولًا للنهايات معتمدًا على نمط من الشخصيات التى لها مخزون درامى مثل الخادمة، والبخيل، والغانية.. إلخ. 
وقد تركت الموروثات بتجلياتها المختلفة آثارًا واضحة فى بناء صورة المرأة فى تلك الأعمال الدرامية، والتى تركت تأثيرها ما بين القصص الدينى والتراث الشعبي، سواء كان مكتوبًا مثل ألف ليلة وليلة أو شفهيًا مثل الأمثال وغيرها، كما كان للتراث الأدبى واستدعاء صور محددة للمرأة نصيبٌ من هذا الاهتمام، وكان لقصة آدم وحواء حضور واضح ولم يختلف موقف الكاتبة عن المنطق الذكورى فى استدعاء القصة وحملت المرأة مسئولية الخطأ، ومن ثم برر ذلك وضعها داخل السياق الاجتماعي.
ولقد طور الحكيم صورة المرأة فى استدعائه لشخصية شهرزاد عن تلك التى التزمتها الليالى وتجاوزها لتصل إلى مستوى التغيير الإيجابى وامتد تأثيرها لحياة الناس وشكل نظام الحكم، فلم تحمى شهرزاد نفسها وجنسها فحسب، بل طورت الرؤية العامة للحياة.