الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

أهل المدد| أحمد عاشور: اشتغال المرأة بالإنشاد لا يخالف الشرع

المنشد أحمد عاشور
المنشد أحمد عاشور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ليلة ميلادك يا طه لاحت الأنوار.. شفنا الظلام اتمحى وبانت الأسرار.. يا رحمة من ربنا يا هدية من القهار.. من حب ربك ليك نصرك على الكفار.. لما أراد يسترك باض الحمام على الغار. والعنكبوت غيمت بأمر من الستار.. آمنا بيك يا محمد وخلاص شاهدناك.. كل اللى أسلم يا طه تحرم عليه النار.. تلك الكلمات طاف بها فى السماء محلقًا؛ كى يغرد خارج السرب ليضع اسمه فى رحاب دولة المنشدين وبين قائمتهم فى مصر، ليصبح أحمد عاشور المنشد الدينى الذى يتلألأ بصوته معانقًا السماء، ضمن حلقات سلسلة أهل المدد التقينا بالمنشد أحمد عاشور ليروى لنا كيف كانت بدايته.
للمنشدون طابع خاص فنشأتهم تختلف عن غيرهم ويؤكد ذلك المنشد أحمد عاشور قائلا: كان والدى يحرص على تعلمى للقرآن الكريم، وأتممت حفظه فى المرحلة الإعدادية، ومن هنا بدأت أسمع المشايخ والقراء وأقلدهم إلى أن تعرفت على الابتهالات والمدائح النبوية.
يستكمل «عاشور» ابن العشرين عامًا رحلته الإنشادية التى بدأت منذ نعومة أظافره فى القليوبية، إلى أن التحق بكلية العلوم جامعة بنها، موضحا: دخلت فى مجال الإنشاد الدينى منذ طفولتي، فى الراديو كانت تبدأ تواشيح دينية قبل أذان الفجر مباشرة كنت مستمعا جيدا لها عبر إذاعة القرآن الكريم، وكنت غير الأطفال فى سنى حسبما تروى لى والدتى فكنت محبا جدا لأن أرتل كل ما أسمعه، وشاركت فى العديد من المسابقات المدرسية بدون أن أخبر أحدا؛ حتى لا يشعروا بأن ذلك يؤثر على دراستي، ومع مرور الوقت، والتحاقى بالجامعة قمت بتطوير نفسى وتعلمت أصول الإنشاد الديني، وذلك أهلنى للانضمام فى العديد من الحفلات المنظمة بداخل الحرم الجامعي، فأنشدت فى عدة أماكن «صيدلة الأزهر بنات، وهندسة الأزهر وطب قصر العينى» وتمت دعوتى لأكثر من فرح إسلامي، بالإضافة إلى القنوات الفضائية وقنوات التليفزيون المصرى.
وأضاف، قمت بتنمية موهبتى فى الإنشاد الديني، عن طريق عدة سمات، أولاها أن أى منشد يحتاج أن يسمع لبعض المشايخ العظام بشكل كبير حتى يتمكن من الإلقاء، مثل الشيخ طوبار، محمود عمران، النقشبندي، هؤلاء الأشخاص تراث عظيم فى عالم الإنشاد الدينى وهذا من الجانب السماعي، ولكن يجب علينا الاهتمام أكثر بالجانب الأكاديمى، فمن يريد أن يتعلم أصول الإنشاد من مقامات موسيقية وأداء صوتى وخلافه عليه أن يلتحق بمدرسة الإنشاد الديني، ولكنه لم يلتحق بها واعتمد على ذاته وحبه لهذا المجال واستطاع أن يطور من شأنه بجانب دعم من أهله وأصحابه وتشجيعهم له على موهبته، كانت تلك الوصايا وراء روح المغامرة والمثابرة فى أحمد حتى يصل لحلمه فى أن يصبح منشدًا دينيًا وأمتعنا عاشور بصوته الجذاب برائعة من روائع الشيخ النقشبندي.
هناك فروق كثيرة بين الابتهال والتواشيح فسر المنشد ذلك قائلا: الابتهال عبارة عن ارتجال، بمعنى وجود بعض الكلمات يبدأ المبتهل بتجميعها ثم يرتجل مثلما يفعل الشاعر مع التنوع فى المقامات، والآلات الموسيقية، بدون الحفاظ على لحن معين، ولكن العكس فى التواشيح فهى عبارة عن بطانة مكونة من ٧ مشايخ وعلى رأسهم شيخ يبدأ بالقول وهم يرددون وراءه وهكذا حتى ينتهي، من الفقرة الإنشادينة.
لكل منا حلمه الذى يختلف عن الآخر، ولكن يبقى حلم المنشدين واحدًا لا غيره، فيؤكد ذلك عاشور قائلا: إن حلم أى منشد أن يصل صوته إلى الناس، وأتمنى أن تتاح لنا كمنشدين مصريين فرصة أن يتم تسجيل أغانينا الإنشادية والابتهالات، سواء كانت من التراث أو من كلماتنا فكل يورث للأجيال وذلك فى ألبوم، وأيضا مقاطع مسموعة كالفن الطربى وذلك يرجع لأن الإنشاد فى مصر لم يتمتع بقدر كاف من الاهتمام ولا يأخذ حقه بالشكل المناسب له ومجرد عدد من المسابقات هى التى تغذى المنشدين ليقبلوا عليه، فوجود مثل المسابقات تدعم الإنشاد ولكن الدور الحقيقى هنا لوزارتى الشباب والرياضة والثقافة بأن تعيدا نظرتهما إلى الإنشاد الدينى حتى يساعدوننا فى أخذ حقنا فى مصر.
هناك من يحرم المديح للنبى عليه الصلاة والسلام، ولكن عاشور له رأى مخالف لذلك، فيرى أن الرسول نفسه عفا عن كعب بن زهير لمجرد أن سمعه يمدحه، فكيف لنا نحرم ما أحله نبينا، مضيفا ما الحرام فى أن نمدح سيدنا النبى وآل بيته «إحنا بنخلى ناس تصلى على النبى صلى الله عليه وسلم وتذكر الله عز وجل وتتعرف على آل بيت الرسول عليه السلام».
غياب المرأة عن الإنشاد الدينى له دلالة فى نظر «أحمد»، موضحًا ذلك بأن اقتصار المديح على الرجل أكثر من المرأة بسبب الثقافة المجتمعية فى أن صوت المرأة عورة وما شابه ولكن إذا كانت تستخدمه فى رضا الله عز وجل ومدح الرسول وكلام خال من الإسفاف فلا أدنى مشكلة فى مديح الرسول من النساء.
تعددت الأقاويل حول عدم الاهتمام بالابتهالات والإنشاد الدينى إلى أن أصبح قليلا، فيوضح أحمد قائلا: الابتهالات والتواشيح الإسلامية حققت نجاحا كبيرا على مدار سنوات وكانت جزءًا من ثقافة المصريين الذين أحبوا رواد هذا المجال وحرصوا على سماعه حتى الآن، لكنه فى الآونة الأخيرة لم يظهر منشدون ولا ابتهالات حققت نفس النجاح، لكن ستبقى مصر منبع الحضارات ومهد الثقافات فالفكرة تكمن فى عدم الاهتمام من قبل الدولة بالمنشدين فالنقابة لا تأمين لها ولا مشاريع تحفظ ماء وجهنا.