الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

كنوز باقية| أشرف عبدالغفور.. وما زال العطاء مستمرًا "1"

 أشرف عبدالغفور
أشرف عبدالغفور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تشكل المقتنيات الخاصة بالجماعة الفنية، التى يحتفظ بها متحف المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، إرثا فنيا ضخما، نظرا لما يحفظه من تاريخ يمثل حركة وتطور الفنون المسرحية والموسيقية والغنائية بشكل كبير.
برع الفنان القدير أشرف عبدالغفور، فى تقديم الأدوار التاريخية المميزة، التى تتطلب أداءً متمكنًا، وهو ما قدمه بسهولة ويسر، فهو صاحب الموهبة والصوت المميز الذى لا يختلف عليه أخلاقه، جعلته حبيب الفنانين من الوسط الفنى، فأنتخب نقيبًا للفنانين لفترة زمنية، أحبه الجميع من خلال صوته المميز فى أداء حلقات أسماء الله الحسنى بل وظل صوته فى أذهان الجميع.
كان آخر تكريم له من قبل الهيئة العربية للمسرح، فى مهرجان المسرح العربى فى دورته الحادية عشرة فى يناير الماضى بالقاهرة وإهداؤه درع الهيئة، تقديرًا لمسيرته الفنية، ومن المقرر أن يكرمه المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، خلال الفترة القليلة المقبلة، ضمن سلسلة تكريمات لقاء الرواد، وذلك تقديرًا لمشواره الفنى ورحلة عطائه المستمرة للمسرح المصرى والعربى، وقد حرص على اقتناء المركز القومى للمسرح إلى كل مقتنيات من دروع التكريمات الذى حصل عليها، تخليدًا له ولمشواره المسرحى.
عشق الفن منذ الصغر، وبدأ هواية فن التمثيل من المسرح المدرسى، وبالتحديد مدرسة الجيزة الثانوية، وعقب ثورة ٢٣ يوليو نشأت منشآت فى الأحياء تحت عنوان «هيئة التحرير» التى تعتمد على النشاط السياسى، والاجتماعى، والثقافى، فكان أبناء حى الجيزة يجتمعون فى هذا المنتدى بهيئة التحرير، ومن هنا اندلعت شرارة بداية مشواره الفنى مع هيئة التحرير بالجيزة، ويشرف عليها الدكتور محمود على فهمى الطالب بكلية الهندسة، وقد اختبر عبدالغفور وهو طالب بالصف الأول الثانوى، أثناء انضمامه للفرقة، حيث كان الاختبار منحصرًا فى ذلك الوقت، فقد قام بتقليد دور الفنان عبدالسلام النابلسى، واجتاز هذا الاختبار حتى أصبح عضوًا بفرقة هيئة التحرير، كان الملازم الأول والأخير والمرفق الآمن لكل الهواة فى هذا الوقت هى مسرحيات نجيب الريحانى. 
كانت أول أدواره فى مسرحية «قسمتى» قدم خلالها شخصية الولد الشقى الذي يدعى «صف صف»، وحصل على كأس التمثيل عن مسابقة الجمهورية، وهو طالب بالمرحلة الثانوية، وتسلم الجائزة بدار الأوبرا التى احترقت، وكانت بمثابة المرة الأولى التى يعتلو بها خشبة مسرح دار الأوبرا.
وبدأ مشواره الأكاديمى والفنى بكل الوعى، قرر أن يمتهن الفن والتحق بالمعهد العالى للسينما قسم التمثيل وتخرج فيه فى ١٩٦٣، وبدأ العمل الفنى من خلال مسرحيته «جولفدان هانم» للمؤلف على أحمد باكثير، وإخراج عبدالمنعم مدبولى، ولعب دور حفيد «جلفدان هانم»، وشاركه البطولة نعيمة وصفى، فيفى يوسف، محمد عوض، السيد راضى، نوال أبوالفتوح وغيرهم، وبرزت موهبته العالية من خلال هذا الدور.
لم يكتشف موهبته بعد التحاقه بمعهد السينما بالشكل الحقيقى، حيث كانت موهبته تتجه نحو المسرح فى بداية ظهورها، وبدأ فى قراءة المترجمات والأعمال المسرحية العالمية، على الرغم أن المخرج يوسف شاهين كان يدرس له فى معهد السينما مادة الإخراج، وذلك من خلال كتيب مسرحى، فكان كل شىء يوجهه ويدفعه للمسرح، وعندما وصل للبكالوريوس فى معهد السينما، أعلن المسرح القومى، ومسارح التليفزيون التى أنشئت فى فترة الستينيات عن قبول ممثلين، وبالفعل تقدم لها واجتاز كل اختباراتها، وأصبح عضوًا بالمسرح القومى، وهو لم يتخرج فى المعهد، وتذكر اللجنة المهولة التى اختبرته، وكان فى ذلك الوقت من الصعب الدخول للمسرح القومى فى ظل اختباراته التى كانت شديدة الصعوبة عكس الوقت الراهن، وعندما تطلع الفنان أحمد حمروش، رئيس اللجنة إلى أوراقه عقب الاختبارات فقال له: «إياك أن تتحول للسينما وتترك المسرح وخاصة بعد قبولك واختيارك عضوًا للمسرح القومى».