الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

بورتريه| حامد عويس.. رائد الواقعية الاشتراكية في مصر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الروح الوطنية وروعتها فى الأعمال الفنية تظهر من خلال ما ينقله الفنان التشكيلى فى أعماله اعتمادًا على ما عاشه خلال مسيرته طوال حياته، والحلقة الحادية والعشرون من «بورتريه» تدور حول فنان عُرف بروحه الوطنية الشديدة، فبالرغم من عدم إدراكه لأجواء الثورة التى وُلد بها، فإنه عاش بقلب وحماس ينبض بكلماتها وحيويتها، فظهر كل ذلك فى أعماله الفنية التى أبدع فيها وجذب من خلالها أنظار كل الفنانين وعشاق الفن التشكيلى من حول العالم، إنه الفنان محمد حامد عويس والشهير بـ«حامد عويس».
بدأت أولى خطوات «عويس» الفنية منذ تخرجه من المدرسة العليا للفنون الجميلة قسم التصوير، وهو فى الخامسة والعشرين من عمره، ثم تابع فور انتهائه من دراسته بالتحاقه بالمعهد العالى للمعلمين الذى درس فيه لمدة عامين، ثم استمر الفنان فى مشواره الأكاديمى حتى سافر فى بعثة فنية إلى أكاديمية سان فرناندو بالعاصمة الإسبانية مدريد وحصل حينها على درجة الأستاذية فى فن الرسم وهو فى الخمسين من عمره.
اهتم محمد عويس فى لوحاته بسمات الشعب المصرى وحياته اليومية، فكتب عنه النحات الألمانى فريتس كريمر قائلًا: «إن فن «عويس» بجانب ما يحمل من صفات إنسانية عالمية، إلا أنك حين ترى لوحاته تؤمن أن صانعها لابد أن يكون من مصر وذلك لما تزخر به هذه الأعمال من سمات شعب مصر وأمانيه»، وفى دليل آخر عن شهرته عالميًا لروعة أعماله التى يُقدمها فى المعارض المُختلفة، كتب عنه الناقد البريطانى جون بريجر، وخص بالذكر لوحته فى معرض بينالى فينيسيا الدولى، قائلًا: «إذا كان لى أن اختار من مجموع اللوحات التى احتواها بينالى فينسيا لوحة واحدة أقدمها إلى العالم أجمع كتصوير لإنسان هذا العصر، فلا أتردد فى اختيار اللوحة التى قدمها الفنان المصرى محمد عويس».
اتجه «عويس» فى أعماله إلى مدرسة «الواقعية الاشتراكية» التى اتخذها نهجًا له فهو يُعتبر رائدًا لهذه المدرسة فى مصر، وتدور الواقعية الاشتراكية حول الطبقات الكادحة فى المجتمع بشكل ذات قوة وأمل، فصور فى لوحاته الفلاحين والعمال، كما صور الجنود أبطال حرب أكتوبر، هذا إلى جانب تعبيره عن العديد من القضايا السياسية والاجتماعية.
وعن حياة الفنان العملية، بدأ بتدريس الرسم فى مدارس التعليم العام منذ تخرجه واستمر هكذا لمدة عشرة أعوام، ومن بعدها تفرغ ليُمارس موهبته الفنية ليأتى بالعديد من الإبداعات التى ألهمت الجميع، ومن بعد ذلك اتجه نحو التدريس الجامعى فعمل مدرس بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، وهو فى التاسعة والثلاثين من عمره، وتدرج فى مشواره الأكاديمى حتى أصبح أستاذًا بقسم التصوير بالكلية نفسها، وكان بجانب عمله يُشرف على إدارة متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية.
استكمل هكذا الفنان مشواره الأكاديمى حتى شغل منصب عميد كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، وهو فى الثامنة والخمسين من عمره وحتى التقاعد، وبجانب ذلك كان عضوًا بمجلس الثقافة فى محافظة الإسكندرية، ثم تقاعد الفنان بعد عامين من شغله منصب العميد، حتى عاد مرة أخرى، وهو فى الثالثة والستين من عمره ليكون أول نقيب للفنانين التشكيليين بفرع النقابة فى مدينة الإسكندرية.
ومن الإسهامات التى قدمها «عويس» للفن التشكيلى أيضًا، مشاركته فى تأسيس جماعة صوت الفنان عقب الحرب العالمية الثانية، وتكريمًا لكل ما أضافه هذا الفنان، حصل على العديد من الجوائز الفنية من بينها جائزة الدولة التقديرية للفنون، وهو فى الثانى والثمانين من عمره، وجائزة مبارك فى الفنون بعدها بأربع سنوات، حتى فارق الفنان الحياة تاركًا أثرًا فنيًا عميقًا على المستوى العالمى، وهو فى الثانية والتسعين من عمره، وتوافق عام رحيله مع اشتعال أجواء ثورة ٢٠١١، ليكون بذلك قد فتح عينه وأغمضها على انتفاضة الشعب.