الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

فرنسا «أرض الأحلام».. ختام أيام وليالي «كان السينمائي 72»

كان السينمائى 72
كان السينمائى 72
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
براد بيت وليوناردو دى كابريو وتارانتينو ومارجوت روبى
قضايا البؤس الاجتماعى والتطرف تؤرق السينما الأوروبية.. و«ماليك وتارانتينو» يستعيدون هيبة هوليوود

تتوالى ليالى فرنسا الفنية والرياضية، لتظل الدولة الفرنسية مركزًا إشعاعيًا من مختلف الفنون والرياضة.. فموسم الأوسكار انطلق من شواطئ الريفييرا الفرنسية، وأمس «ليلة الأحد» أختتمت أيام وليالى مهرجان كان السينمائى 72، لكن باريس كانت على موعد اليوم «الأحد» لانطلاق ثانى البطولات الأربع الكبرى «جراند سلام»، وهى بطولة رولان جاروس فى باريس.. بجوائز 36 مليون يورو، فى العاصمة الفرنسية باريس، وتُختتم بالنهائى فى 9 يونيو المقبل على الأراضى الترابية بمشاركة أبرز نجوم اللعبة. 
واختتم مهرجان كان السينمائي، دورته الأخيرة التى تحمل رقم ٧٢، مساء أمس السبت، بعرض فيلم الدراما الفرنسى «The Specials»، بعد أن نجحت دورة العام الحالى فى جذب أنظار المريدين من عشاق السينما على مدى ١٠ أيام ببرنامج متنوع وثري، ضم فى مسابقته الرسمية ٢٢ فيلمًا من مختلف أنحاء العالم، وكان من بينهم الفيلم الفلسطينى «لا بد أن تكون هى الجنة» للمخرج إيليا سليمان، وغيرها من الأفلام العربية، الموزعة بين أقسام المهرجان المختلفة.
وسيطرت إشكالية البؤس الاجتماعى على عدد من الأفلام المشاركة بالمسابقة الرسمية للمهرجان، جاء فى مقدمتها أفلام «Sorry We Missed You» للمخرج الإنجليزى كين لوتش، و«Les Miserables» للمخرج الفرنسى لادج لي، و«Bacurau» للمخرجين البرازيليين جوليانو دورنيل وكليبير ماندونسا. وانتقدت كل من هذه الأفلام السياسات الاجتماعية والاقتصادية المتبعة فى فرنسا، البرازيل وبريطانيا، التى تضع فئة من المواطنين على هامش الحياة.
وكعادة أفلام المخرج كين لوتش، التى تحاكى حياة البسطاء والمهمشين فى المجتمع، قدم لنا فى فيلم «Sorry We Missed You» حياة أسرة بريطانية، تجد نفسها بين فكى كماشة العمل المضنى اليومى ومتطلبات الحياة المادية، إلى أن يقرر يومًا رب الأسرة الدخول فى مشروع جديد. كانت البداية صعبة فى التأقلم مع ظروف العمل، إذ ظل رب الأسرة يكد كل يوم على الرغم من الصعاب، ويحاول أن يتجاوز العراقيل التى تعترضه، فإن ذلك أثر سلبًا على حياته الاجتماعية والأسرية.
أراد «لوتش» أن يعرى الوجه المتوحش لتوجهات اقتصادية لحكومة بلاده، التى توهم الطبقة العاملة طول الوقت بخلق مشاريع ذاتية، لكنها مجرد مناورات سياسية يُراد منها استعباد طبقة معينة، يمثلها بطل الفيلم، تكون مجبرة على الكد صباحًا ومساء دون أن يكون لذلك أى تأثير إيجابى على حياتها الاجتماعية.
أما فيلم «Bacurau» فقدم قصة سكان قرية تم عزلها، ولم يعد يصلها حتى ماء الشرب، بل إن شاحنة نقل هذه المياه إليهم تستهدف بالرصاص الحى من قبل عصابات فى منطقة، أصبحت فيها القوة والعنف هى من يفصل فى كل شيء.
المخرجان كشفا عن القلق الذى يسكنهما حول مستقبل البرازيل جراء العنف وتوحش الرأسمالية، خاصة مع التغيرات السياسية المثيرة للقلق التى حصلت فى بلادهما بوصول اليمين المتطرف للحكم.
ويسلط المخرج الفرنسى لادج لى الضوء على الأوضاع الصعبة فى الأحياء الشعبية الفرنسية من خلال فيلم «Les Miserables»، الذى لخص كل الأمراض التى تنخر جسد هذه الأحياء بداية من العنف مرورًا بالبطالة ووصولًا إلى انتشار الأصولية الإسلامية وتوظيفها سياسيًا.
اختيار المخرج لعنوان الفيلم يحمل إسقاطًا عمديًا على رواية «البؤساء» للكاتب الفرنسى فيكتور هوجو، التى كتبها قبل أكثر من ١٥٠ عاما وكان أحد الأحياء الشعبية مسرحًا لجزء منها، حتى يقول إن الأوضاع فى الأحياء الهامشية لباريس هى نفسها، ولم تتغير على الرغم من توالى السنوات تلو الأخرى.
وضرب جمهور «كان» موعدًا هذه الدورة مع أجدد أفلام الأخوين البلجيكيين جان بيير ولوك داردين، الذين سبق لهما أن فازا بسعفتين ذهبيتين، وحمل أسم «Young Ahmed»، ويأتى فى سياق انكباب السينما بشكل عام على ظاهرة التطرف والإرهاب الذى استطاع أن يتسرب إلى عائلات أوروبية عجزت عن التصدى له على الرغم من مساعدة الدولة لها. ويظهر الفيلم شابًا فى سن المراهقة، يخرج عن سيطرة الأسرة، ويتحول إلى دمية بين يدى إمام كل همه الدفع به أكثر فأكثر نحو التطرف إلى أن ينتهى الفيلم بعمل كارثي.
وشهد المهرجان كذلك حضورًا مكثفًا للسينما الأمريكية التى شهدت انحسارًا لأفلام هوليوود على مدى الدورات الأخيرة، ما يبشر بسباق شرس هذا العام بموسم جوائز الأوسكار. 
وافتتح المخرج جيم جارموش المهرجان بفيلم «The Dead Don›t Die»، بالإضافة إلى فيلم «A Hidden Life» للمخرج تيرانس ماليك، الذى نال إشادة واسعة من جانب النقاد عقب عرضه، وفيلم «Rocketman» للمخرج ديكستر فليتشر، والذى يتناول السيرة الذاتية لأسطورة الروك إلتون جون، بجانب الحضور القوى لواحد من أفلام العام المنتظرة «Once Upon a Time In Hollywood» للمخرج كوينتن تارانتينو، ويضم نخبة من نجوم الصف الأول بهوليوود، على رأسهم براد بيت وليوناردو دى كابريو ومارجوت روبى وبمشاركة النجم آل باتشينو.