الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

نصر عبده يكتب: حكايات من جحيم الحوثيين.. "البوابة نيوز" تلتقي الجرحى اليمنيين.. جرائم الجماعة الإرهابية في اليمن الذي كان سعيدًا.. قتل.. سرقة.. تدمير.. زرع ألغام.. وتعذيب حتى الموت

لقاء البوابة نيوز
لقاء "البوابة نيوز" مع الأبطال اليمنيين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
** بهاء أبوزيد: معظم الحالات من الشباب والنساء والإصابات "مركبة" نتيجة انفجار الألغام أو رصاص القناصة

** نوفر الرعاية الصحية اللازمة للجرحى.. وما يحدث جرائم حرب تستوجب المساءلة 

** "مبروك": احتلوا أرضنا وفجّروا بيوتنا وسرقوا أموالنا وأسروا أطفالنا ونساءنا.. والجميع في مصر يهتم بنا وكأننا في بلدنا 

** "علوي": الحوثيون كالفئران يظهرون عن بعد ثم يوجهون نيرانهم على المدنيين.. ويتلقون الدعم من طهران لتمزيق اليمن وتشتيت شعبه 

** "عبدالجليل": مصر واليمن والإمارات والسعودية يد واحدة ضد الإرهاب 

** "ناصر": سيأتي الدور على من يدعم الإرهاب وستتجرع طهران والدوحة ويلات ما زرعوه 

** العقيد محمد صلاح: الحوثي عبد لإيران وستعود اليمن رغم أنفه 

كلماتهم كسهام موجهة إلى القلب، آهاتهم كدموع ساخنة نزلت على جسدك لتلهبه وتشعر بحرارة وصدق ما يقولونه، نظراتهم تجبرك أن تنظر لعيونهم لتقرأ فيها الماضي وتاريخه وروعته، والحاضر ووجعه وألمه، والمستقبل وأمله وأحلامه وتطلعاته. 
إنهم ضحايا جماعة الحوثي الإرهابية الذين يعيثون في اليمن فسادا، ويدمرون الأخضر واليابس بدعم إيراني قطري لعملياتهم الإرهابية، حتى فاق شرهم كل خير، وبات إرهابهم ملء البصر دون تدخل دولي لوقف ما يحدث في اليمن الذي كان سعيدًا. 
"البوابة"، التقت الجرحى اليمنيين الذين يعالجون في مصر، هؤلاء الأبطال الذين حكوا لنا حكايات الصمود والنصر، وحبهم لبلدهم وتضحيتهم من أجله، واستعدادهم لأن يضحوا أكثر وأكثر ليتخلص اليمنيون من تلك الجماعة الآثمة، ويتحرر اليمن من براثنها، ويعود إلى أهله في خير وسلام.

ماذا يريد الحوثيون من اليمن؟ 
الحوثيون جماعة دينية شيعية مُسلّحة تقوم علی ولاية الإمام، وتتبع الطريقة الاثني عشرية علی غرار النموذج الإيراني، تأسست عام 1992، واتخذت اسم "أنصار الله"، وتمت تسميتهم بالحوثيين نسبة إلى مؤسسهم حسين الحوثي، الذي قتل عام 2004، ووالده المرشد الروحي للحركة بدر الدين الحوثي. 
والأهداف الحقيقية للحوثيين هي إعادة الإمامة الزيدية، رغم تأكيد آل الحوثي انتماءهم إلى آل البيت وانتسابهم الى إرث أئمة الممالك الزيدية، والتي حكمت شمال اليمن طوال 1000 عام تقريبًا حتى عام 1962، حين أطاحت بالإمام البدر ثورة تهيمن عليها شخصيات سُنية، واستمر الصراع في السبعينيات بين أنصار الزيدية والجمهوريين السنة. 
ويسير الحوثيون علی خطی حزب الله اللبناني، ويتلقون الدعم من إيران بمشاركة الحزب من أجل تحقيق مشروع إقامة "الهلال الشيعي" في المنطقة بعد أن ظهروا في البداية كحركة دعوية قبل أن تتحول إلى جماعة لها مطالب جمعت بين الاجتماعية والسياسية، وهناك من يعيد تاريخ ظهورها إلى سنة 1992 باسم "الشباب المؤمن". 
كل هذا قد لا يكون مهمًا، لكن تأتي المشكلة الأساسية في تاريخ جماعة "الحوثي"، وهي أن إرداتهم ليست بيدهم فهم دائما ينفذون مخططات لصالح دول خارجية لها مطامع توسعية، وهذا ما تقوم به الميليشات الحوثية لصالح إيران في اليمن، فهم يريدون إخضاع اليمن بقوة السلاح لصالح مشروع إيران في المنطقة العربية، رغم أنهم أقلية في الشمال وما حققوه قبل ذلك كان نتيجة تصديهم لنظام لم يتسم بالقوة والحسم. 
ومن أجل تحقيق هذا الهدف صال الحوثيون وجالوا في اليمن، غير عابئين بالمواطنين الأبرياء الذين باتوا هدفا في مرماهم، فسقط الآلاف من القتلى وجرح آلاف آخرون، وعذبت النساء والأطفال على يد الجماعة المسلحة، وكل هذا يؤكد أن الحوثيين جزء من مشروع الهيمنة الإيراني التي تسعى لتنفيذه في المنطقة العربية، وأنهم وكلاء طهران في مخططها الاستعماري، وأنهم لا يفعلون شيئا إلا الخضوع للإرادة الإيرانية التي لا تريد شيئا إلا زعزعة استقرار بعض البلدان حتى لو تطلب ذلك جلب المرتزقة لتنفيذ مخططاتهم الشيطانية. 
ومن هنا، بدأ الحوثيون إرهابهم بدعم ومشورة إيرانية، وأخذوا من طريق الاعتداء على المواطنين نهجا لها، وترويع الآمنين أسلوبا لا يحيدون عنه، وبات إرغام اليمنيين على ما لا يريدون يتم كل لحظة، حتى قرر الشعب اليمني الوقوف ضد سطوتهم، والتصدي لإرهابهم، بعد أن أيقن الجميع أنهم خنجر مسموم في جسد اليمن. 

مدير المستشفى يتحدث 
أكد الدكتور بهاء أبوزيد، مدير مستشفى المعلمين، أن المستشفى يتعاون منذ عامين مع السفارة اليمنية في علاج مصابي إرهاب جماعة الحوثي، ضمن عدد من المستشفيات المصرية التي تقوم بتلك المهمة الوطنية، لافتًا إلى أن معظم المصابين من الشباب والنساء، وواصفا ما تقوم به جماعة الحوثي بأنه إرهاب وجرائم حرب تستوجب المحاكمة والمساءلة. 
وأضاف "أبوزيد"، أن معظم الإصابات التي يتم علاجها بالمستشفى إصابات مركبة نتيجة انفجار ألغام أو عبوات ناسفة أو طلق ناري من قناصة، ما يتسبب في بتر للأطراف أو فقدان للبصر أو كسر في الجمجمة. 
وعن أشد الحالات التي قام المستشفى بعلاجها قال "أبوزيد": " استقبلنا حالات تقشعر لها الأبدان ويشيب لها الولدان، وأتذكر حالة مصاب فقد قدميه في انفجار لغم وكان يسير على يديه، وأخرى فقدت بصرها والطرف الأيسر علاوة على كسر مركب في الطرف الأيمن وكان في يديها اليمنى إصبع واحد. 
وطالب "أبوزيد"، المجتمع الدولي باتخاذ موقف موحد وحاسم تجاه تلك المليشيات الإرهابية التي تنتقم من الشعب اليمين وتنكل به دون رادع، لافتًا إلى أن ويلات الحروب في اليمن يدفع ثمنها المدنيين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم وقعوا تحت وطأة إرهاب أسود لا دين له. 
وقال "أبوزيد"، إن مصر هي الشقيقة الكبرى للدول العربية وواجب عليها أن تحتضن الجميع وتقف إلى جوار الدول العربية التي تمر بمرحلة حرجة مثل سوريا واليمن وليبيا، منوهًا إلى أن الجرحى اليمنيين لا يتحملون أية تكاليف في العلاج، وأن هذا واجب عروبي على مصر وجميع البلدان العربية. 

جولة بين الأبطال 
عندما اصطحب محرر "البوابة" أحد الأطباء إلى غرف الجرحى اليمنيين، شعرنا أننا نسير بين جنبات مستشفى ميداني في معركة حربية كبيرة، فالغرف يقف أمام أبوابها أهل الجرحى، نساء ارتسمت علامات الحزن على وجوهن، أطفال يتوجهن بالدعاء ويتضرعن لله سبحانه وتعالى أن يمن بشفائه على آبائهم، ويبكون توسلا للمولى عز وجل أن يخلصهم من إرهاب الحوثي وجرائمه، رجال تنطق عيونهم دون أن تتحرك شفاههم وتقول:" الحوثي إرهابي.. واليمن سيعود، ساندونا من أجل حياة آمنة، ابعدوا عنا ويلات الحروب، الإرهاب لا دين له". 
تلك الكلمات أقل ما نصف به المشهد خارج غرف الجرحى، ومع دخولنا أول غرفة، للجريح مبروك علي حلوان، شعرنا بأننا أمام بطل تملأه الإرادة، بل يمتلك منها ما يمدنا به وبين يديه عزيمة وقوة تكفي، لتحرير اليمن الشقيق من قبضة جماعة الحوثي الإرهابية. 
و"مبروك" بطل يمني أصيب في منطقة "نهم"، نتيجة هجوم لجماعة الحوثي الإرهابية، وبعد أن تصدى لهم الجيش اليمني الوطني وانسحبوا من المنطقة انفجر لغم أصاب 6 أشخاص بينهم "مبروك". 
وقال "مبروك": "بعد انفجار اللغم لم أشعر بشيء إلا وأنا في مستشفى صنعاء، حيث أجروا لى عدة عمليات جراحية، ثم قرروا سفري إلى مصر لتلقي العلاج هنا، والحمد لله الرعاية الطبية هنا لا مثيل هنا، والجميع يهتم بنا وكأننا في بلدنا، وهذا قدر مصر الشقيقة الكبرى لجميع البلدان العربية، ونتوجه بالشكر بالشكر لمصر رئيسا وشعبا وحكومة على ما يقدم لنا". 
وعن جماعة الحوثي قال "مبروك": "جماعة إرهابية احتلت أرضنا وفجرت بيوتنا وسرقت أموالنا وأسرت أطفالنا ونساءنا، وشردت أهلنا، منظمة إرهابية لا تعرف إلا الدم والقتل والتعذيب حتى الموت بدعم إيراني، والدليل على ذلك الأسلحة الحديثة التي في حوزتهم ومنها ما هو إيراني، علاوة على الأموال الكثيرة التي يمتلكونها ويواصلون من خلالها معركتهم ضد اليمن واليمنيين"، مؤكدًا أنهم ينهبون حتى المساعدات الإماراتية والسعودية المرسلة إلى الشعب اليمني. 
وتابع "مبروك": "أنصح الشعب اليمني بالاتحاد والتماسك مع الشرعية اليمنية، كونوا كرجل واحد في وجه إرهاب الحوثي ودعم إيران لهم حتى لا نشرد أو يضيع وطننا". 

ويقول علوي محمد صالح، أحد المصابين الذين يعالجون في المستشفى، إنه أصيب في 29 من مارس 2019، في منطقة مريث بالضالع، عن طريق رصاص قناص يتبع جماعة الحوثي الإرهابية، وشظايا إثر إطلاق صاروخ، لافتًا إلى أن الحوثيين كالفئران يظهرون عن بعد ثم يوجوهن نيرانهم على المدنيين ويختفون. 
ووصف "علوي"، الحوثيين بأنهم جماعة إرهابية لديها سجون لتعذيب اليمنيين حتى الموت وأنهم لا يفرقون في هذا بين رجل وامرأة أو طفل وشيخ، مؤكدًا أنهم يمتلكون أسلحة إيرانية ويتلقون الدعم من طهران لتمزيق اليمن وتشتيت شعبه، وأنهم يستولون على المساعدات المرسلة من الإمارات والسعودية لليمنيين في مثال صارخ للهمجية واللا إنسانية. 
ووجه "علوي" رسالة إلى الشعب اليمني قال فيها: "اصمدوا، وتوحدوا والنصر لكم إن شاء الله". 

أما عبدالجليل محمد قاسم المصاب برصاصة قناص حوثي في رأسه منذ 2012، وأصيب بشلل نصفي وفقد بصره لفترة طويلة، فقد قال: إن الحوثيين ما هي إلا جماعة إرهابية تدمر وتخرب اليمن الذي كان سعيدا، وأنهم تسببوا في تجويع الشعب اليمني، مؤكدًا أن الحق سينتصر في النهاية، وسينتصر اليمنيون على الحوثيين وإيران وكل من يدعم الإرهاب في اليمن. 
وأكد "قاسم"، أنه تلقى الرعاية الصحية في مصر كما يجب أن تكون، موجهًا شكره للرئيس عبدالفتاح السيسي والحكومة المصرية والسفارة اليمنية في القاهرة على ما يبذلونه من أجل رعاية وتوفير كل ما يحتاجه الجرحى اليمنيين، قائلًا: مصر واليمن والإمارات والسعودية يد واحدة ضد الإرهاب. 

بعد ذلك التقينا بالجريح عبدالناصر ناصر، المصاب بطلق ناري في الرقبة منذ ما يقرب من شهر في صنعاء في مواجهة مع الحوثيين حينما هاجموا المدنيين وتم التصدي لهم من قوات الجيش الوطني اليمني وتم القضاء على عدد منهم وأسر عدد آخر. 
ووصف "ناصر" الحوثيين قائلًا: "إنهم كلاب النار لا يعرفون عن الدين شيئًا، ويسخرونه ويطوعونه لتحقيق مصالحهم وأهدافهم، وتاريخهم يشهد على سرقاتهم وإرهابهم وتدميرهم لليابس والأخضر ولا يفرقون في ذلك رجل وامرأة ويعذبون الجميع حتى الموت". 
وأكد "ناصر"، أنه سيأتي الدور على كل من يدعم الإرهاب، وسيأتي الدور على إيران وقطر، وستجرعون ما تجرعناه". 
ووجه البطل اليمني رسالة إلى شعبه قال فيها:"اصمدوا واتحدوا في وجه الحوثي حتى أخر قطرة دم "، موجها خالص شكره لمصر رئيسا وشعبا وحكومة على الرعاية الصحية الفائقة التي يتلقاها الجرحى اليمنيين في القاهرة، مطالبًا الدول العربية بالوقوف إلى جوار اليمن في حربها ضد الإرهاب، ومقاطعة إيران وجميع الدول التي تدعم الإرهاب. 

بعد ذلك، انتقلنا إلى غرفة أخرى يرقد فيها بطل جديد من أبطال الشعب اليمني الذين يتصدون لجماعة الحوثي الإرهابية، وفي الغرفة التقينا فرج محمد صلاح الذي أصيب في منطقة الجدعان بمأرب في انفجار لغم زرعه الحوثيون. 
والبطل فرج صلاح، يعمل مهندس ألغام في الجيش اليمني، وفي يوم إصابته كما روى لنا، عثر على لغم مخفي بطريقة حديثة لا يعرفها أحد، وبدأ هو ورفاقه محاولة إبطال مفعول اللغم حتى لا ينفجر في أحد، ولكن باءت تلك المحاولات بالفشل وانفجر اللغم واستشهد رفيقه وأصيب هو وزميل له. 
ووصف البطل "فرج" جماعة الحوثي، بأنهم أناس لا يعرفون إلا الشر ولا يتمتعون إلا بمشهد الدم والقتل والتمثيل بالجثث، ولا يهدفون إلا للخراب والدمار والهلاك والنهب والسرقة حتى طالت سرقاتهم المساعدات الإنسانية المرسلة إلى الشعب اليمني. 

بدوره وجه العقيد محمد صلاح، الضابط بالجيش اليمني، عدة رسائل، بدأها برسالة للعرب قال فيها، إن اليمن هي مهد الحكمة وأصل العرب، فساعدوها حتى تعود كما كانت، وقفوا إلى جوارها، واعرفوا جميعا أن إيران عدو لكم كما هي عدو لليمن. 
وإلى اليمنيين قال العقيد محمد صلاح: "نحن أقوى من الحوثيين، واتحدوا وكونوا على قلب رجل واحد، ولا تتفرقوا بسبب السياسة أو المصالح". 
كم وجه "صلاح"، رسالة للحوثيين قال فيها: "أنتم عبيد لإيران لا تفعلون إلا ما تقوله طهران، وتنفذون أوامرهم فقط دون إعمال لعقل أو تفكير".