تختتم انتخابات البرلمان الأوروبي، غدا الأحد، في كل من ألمانيا وفرنسا وايطاليا، وسط معركة شرسة بين أصحاب اليمين الشعبوي والأحزاب الرافضة لها، بين معسكر الحفاظ علي أوروبا الموحدة وبين دعوات الانفصال والخروج، في الوقت الذي حقق فيه حزب العماليين في هولندا تقدما ملحوظا برئاسة فرانس تيمرمانس المرشح لرئاسة المفوضية الأوروبية خلفان لجان كلود يونكر الرئيس الحالي.
في ألمانيا، تشير استطلاعات الرأي إلي تراجع التحالف المسيحي الذي تقوده المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وتأمل في نجاح مرشحها مانفريد ويبر في الوصول إلي رئاسة المفوضية، في الوقت الذي تتراجع أسهمها في تحقيق نفس النتيجة الماضية في ٢٠١٤، حيث حصل التحالف الذي يضم الاتحاد المسيحي الاجتماعي، والاتحاد المسيحي الديمقراطي علي ٣٥.٤٪، في حين تشير استطلاعات الرأي إلي إمكانية حصوله علي ٢٧٪ - ٣٣٪.
ويري مراقبون أن انتخابات البرلمان الأوروبي سيكون لها تأثيرات واضحة علي مستقبل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل السياسي، حيث أن تراجع تحالفها وتحقيق نتائج سيئة سيترتب عليه استقالتها، وربما انهيار تحالف حكومتها، حيث لن يواصل الحزب الديمقراطي الاشتراكي في حكومة غادرتها ميركل.
وبالرغم من دعوة أنجريت كرامب كارنباور، إلي اجتماع مهم لقادة الحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في يونيو المقبل بعد أن جاءت خلفا لميركل، وسط تكنهات بانقلاب داخلي علي ميركل، بالرغم من نفيها ذلك، إلا أن الدلائل تشير إلي أن حقبة ميركل السياسية اقتربت من الانتهاء، وأنه يجري حاليا اختيار البديل.
ورغم اعتبار كرامب نسخة ميركل الصغيرة، إلا أنها لا تتمتع بثقة بقية الأحزاب المشاركة في التحالف الحكومي، وهو ما يعني تفكك حكومة ميركل والبدء من جديد في تشكيل الحكومة أو الدعوة لانتخابات مبكرة، وربما ستكون ثاني القيادات الأوروبية التي تفقد منصبها وتستقيل بعد رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، التي حددت السابع من يونيو المقبل موعدا لاستقالتها.
