الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

على باب الله.. "يحيى": قصب "الكانزات" "زعازيع".. والمصريون بيحبوا يشوفوا العود في العصارة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان لا بد أن يكون لنا لقاء مع أحدهم بعد انتشار «كانزات» عصير القصب على «السوشيال»، فلم يكن من المتوقع أن يدخل «القصب» فى دائرة المُعلبات لأسباب عدة، تعرفها الأمهات والآباء فلهم جملة شهيرة كانت تقال لنا فى الصغر: «اشرب يا بني كيس العصير قبل ما يسود»، هذا ليس فقط المهم فى موضوع عصير القصب لكن «كوب عصير القصب» له طقوس لا يتم المذاق إلا بها، أولها أن تطأ قدماك النشارة الملونة، ثم تخبط رأسك فى «سُباطة الموز» المعلقة، وتتمايل على أنغام الموسيقى التي غالبًا ما تكون إما لمنشد يطل من ذاك التسجيل المعلق على الرف، أو أغنية شعبية لا يمكن أن تكون سمعتها من قبل إلا فى محل العصير، تستمع وتستمتع ويداك تداعب خرير الماء المنبثق من كل مكان فى «النصبة»، تٌعطى البائع الماركة فيأخذها منك، وكأن يختار لك خصيصًا بعض العيدان، تسحبهم العصارة عقلة عقلة حتى يختفوا ومع كل اختفاء عٌقلة يسيل من الصنبور عصير القصب، ليست تلك هى المرحلة الأخيرة لكنه يعاد صبه فى «إناء آخر» ثم يمسكه البائع بالغطاء، «ماسكة طيلة سنوات عمرك ستحاول تقليدها دون جدوى»، والآن جاء عليك الدور لترتوى وتشرب وتتذوق وتشعر أنك وإن كنت فقيرًا فإن الله خص لك دون غيرك هذه الفاكهة وجعل لك فيها كل المتعة، ثم بعد ذلك ينازعونك فى متعتك وفجأة تجدهم اختصروا كل ذلك ووضعوا عيدان القصب في «كانزات» فهل هذا يٌعقل.
عم يحيى يقول: «يا بيه سيبك من الهرى الفاضي بتاع النت ولو حتى ده حصل، يفضل الطازة طازة، وبعدين الكانزات دي لها ناسها وزبونها وإحنا لنا زبونا اللى ما بيروحش ناحية المٌعلبات، واللى لازم يشوف عود القصب قدامه داخل العصارة حتة حتة، فيشرب ويتمزج».
وعن عمله يقول يحيى: «زى كل محلات عصير القصب، الموسم بيبقى فى الصيف وفي الشتا الجو بيبقى مريح، لكننا طول السنة بنحجز أرض ونشوف المحصول وبننقله فى المخزن ونجهز نفسنا لأن كوباية عصير القصب عند الشعب أهم من أى شىء، أرخص حاجة للعيال وفيه ناس بتخرج ولادها عشان تفسحها وتقولها تعالوا أسقيكم عصير قصب».
صب لنا عم يحيى كوبين من عصير القصب ودندن: «عصير القصب البشوفنى.. مشيت بيت أبوه م كضب.. الله لي من ريدو السميح.. جارى فوق الدم والعصب.. الله لى ريد الصغير.. الحنان ويزيد العمير.. كان ابو وأمو قالوا خير.. ما بخلي أنا كان يطير».. تعجبت من كلمات الأغنية وطريقة عم يحيى في غنائها وسألته، فتبسم وقال دي من الجنوب من «الجدر» يا أستاذ مش من «الزعزوعة».