يعد الجامع الأزهر واحدًا من علامات مصر التاريخية، فهو ليس مسجدًا يجمع المصلين بين جنباته وحسب، وإنما هو كيان شاهد على تحولات وتغيرات سياسية واجتماعية مهمة في تاريخ مصر.
عندما أتى القائد جوهر الصقلي إلى مصر في عام 969 م من قبل الخليفة الفاطمي المعز لدين الله الفاطمي لفتحها، تمت له المهمة دونما عناء يذكر، لينهي بذلك عصر الدولة الطولونية ويبدأ عصر الدولة الفاطمية، وإن كان جامع عمرو بن العاص هو أول جامع بني في مصر الإسلامية، فإن الجامع الأزهر هو رابع الجوامع التي بنيت بها، فمصر عرفت قبل الأزهر ثلاثة مساجد جامعة هي جامع عمرو بن العاص في الفسطاط، وجامع العسكر في مدينة العسكر، وجامع أحمد بن طولون في مدينة القطائع، وقد أقدم جوهر الصقلي على بناء هذا الجامع مع القصور الفاطمية بمدينة القاهرة ليصلي فيه الخليفة، وليكون في الوقت نفسه مركزًا للدعوة لنشر المذهب الشيعي بمصر، فشرع في بنائه سنة 970م، وقد استغرق بناء الجامع عامين، وأقيمت أول جمعة به سنة 973م، وعرف بجامع القاهرة.