اهتم تليفزيون أبو ظبى هذا الموسم بإنتاج عدد من المسلسلات التاريخية المتميزة، التى تحاكى سير المتصوفين، كان من أبرزها مسلسل «الحلاج» للنجم السورى غسان مسعود، والذى تعرض لضربة موجعة عقب هجوم رواد مواقع التواصل عليه، الذين اعتبروه تحريضا صريحا على الإسلام لنشره أفكارًا إلحادية؛ بينما وقف على الجانب الآخر مسلسل الدراما التاريخية السورى «مقامات العشق»، ونجح فى ترك بصمة جيدة لدى المشاهدين مع دخول النصف الثانى على عرض مسلسلات الموسم الرمضاني.
المسلسل يروى سيرة محيى الدين بن عربي، أحد أشهر المتصوفين، وفيه يتابع المشاهدون خلال رمضان الجارى سيرته الصوفية، وأجمل قصة حب حصلت مع ابن عربى الذى عاصر أكبر الصراعات بين تيار التطرف والتكفير وبين الإسلام الحقيقى المعتدل والمتطرف.
محيى الدين بن عربي، أو كما عرف أيضًا بـ«شيخ الصالحين»، كان صوفيا، يحمل تفسيرا عميقا ومختلفا لمعانى القرآن والسنة، ومن خلال ذلك توافق مع البعض من الشيوخ واختلف مع آخرين، وكانت بينه وبين البعض معارك فكرية شرسة، وصلت إلى الحد الذى اتهمه فيه بعض معارضيه بالكفر والزندقة، واعتبروه مصدر خطر على أفكارهم.
وتقوم فكرة العمل الذى تشارك فى بطولته نجمة الدراما السورية نسرين طافش، على تكريس الفكر الوسطى المسالم، الذى يعترف بالآخر ويسمح له بالعيش معه؛ حيث رأى بطل العمل لجين إسماعيل، الذى يلعب دور «محيى الدين بن عربي»، أن هذه الشخصية مهمة فى تاريخنا الفكري، وطرحها فى هذا الوقت هو مسئولية فكرية وفنية وأخلاقية، وهو أحد القامات الفكرية الكبرى فى تاريخنا كله، فكره واحد يتعلق بالوجود وبغاياتنا وسلوكنا كبشر.
يذكر أن مسلسل «مقامات العشق» من الأعمال التى تحظى بمتابعة كبيرة فى شهر رمضان الحالى، فى عودة قوية للمسلسلات التاريخية لتتصدّر من جديد وتنافس على صدارة المشاهدة فى القنوات العربية، وتترك شخصية «الشيخ حامد» التى يؤديها الفنان السورى مصطفى الخاني، فى هذا العمل أصداءها الإيجابية لدى المشاهدين وتفاعلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعى، ليسرق «الخاني» من جديد الأضواء إليه من خلال هذه الشخصية وكعادته فى أغلب الشخصيات التى سبق وقدّمها.
مسلسل «مقامات العشق» من بطولة مصطفى الخاني، نسرين طافش، يوسف الخال، لجين إسماعيل، قمر خلف، تأليف محمد البطوش، وإخراج أحمد إبراهيم أحمد، ومن إنتاج تليفزيون أبو ظبي، ويعرض حاليًا على عدد من القنوات العربية.
