الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

الإيكونوميست: اليمين المتطرف في أوروبا يغيّر جلده

يورغ مويتن
يورغ مويتن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رجحت مجلة الإيكونوميست البريطانية أن تستولي الأحزاب الشعبوية في أوروبا على أصوات ناخبي الأحزاب الكبرى في انتخابات البرلمان الأوروبي المزمعة في 23 مايو الجاري.
وأشارت المجلة إلى تجمّع قادة من الشعبويين الأوروبيين من إحدى عشرة دولة أوروبية في ساحة كاتدرائية ميلان في إيطاليا مؤخرا وطالبوا بـ "ثورة" على النظام القائم في بروكسل والإطاحة به وتدشين "أوروبا أممية".
ولفتت المجلة إلى أن هؤلاء القادة الشعبويين اليمينين القوميين كانوا واثقين في مطالبهم وكانت أصواتهم مرتفعة، واستطاعوا انتزاع تصفيق آلاف المؤيدين من جماهير اليمين المتطرف في إيطاليا ممن احتشدوا في الميدان رغم رذاذ الأمطار.
وأوضحت أن اليمين المتطرف في أوروبا يشهد حالة من التحوّل؛ لقد كان هؤلاء القادة يعبرون بوضوح عن رفضهم للاتحاد الأوروبي ولطالما أعربوا عن رغبتهم في انسحاب بلادهم من عضويته، لكن وسط ارتفاع الأصوات الجماهيرية المؤيدة لهذا الاتحاد الأوروبي وارتفاع المخاطر وتعثُّر بريطانيا في خروجها منه، عندئذ اتخذ هؤلاء القادة أنفسهم شكلا جديدا وباتت دعواهم ضد الاتحاد أخفّ حدة من ذي قبل.
وتتمحور الدعوى الشعبوية القومية الجديدة التي روّج لها هؤلاء القادة في ذلك التجمع حول فكرة أن الاتحاد الأوروبي ليس سيئا في حد ذاته؛ وإنما هو فقط يديره الأشخاص الخاطئون لغايات خاطئة؛ لكن إذا وصل الأشخاص الصائبون بأهداف صائبة فإن هذا الاتحاد الأوروبي ذاته يمكن أن يدافع عن استقلالية الأمم الأعضاء فيه وأمن شعوبها.
وقال يورغ مويتن، رئيس حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف: "لسنا مناهضين للأوروبيين كما تزعم التيارات الرئيسية، إننا أوروبيون حقيقيون لكننا ضد أوروبا الراهنة ونخبتها الراهنة".
لكن اللقاء كشف عن أسئلة بلا إجابات حول هذه الفكرة الجريئة الجديدة "أوروبا الأممية"؛ وإذا كانت الهويات القومية مقدسة إلى هذا الحد، ففيم إذن حديث هؤلاء القادة عن هوية أوروبية مشتركة؟!
ونبهت الإيكونوميست إلى أن هذا الغموض الذي اكتنف ذلك التجمع يكشف عن حقيقة أن الدولة القومية التي يتحدث عنها هؤلاء القادة ليست إلا فكرة واحدة بين أفكار أخرى تفادى هؤلاء الزعماء الحديث عنها في هذه المناسبة، لكن بمجرد انتخاب البرلمان الأوروبي الجديد فسيتم الكشف عن تلك الأفكار وستمسي الأمور أكثر تعقيدا وغموضا بعد أن تتجاوز فكرة "أوروبا الأممية" مرحلة الشعار السياسي وتتجسد في تكتل سياسي جديد.