الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

في صحبة بيدبا| الشريك المحتال

كليلة ودمنة
كليلة ودمنة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يقال إنه كان رجل تاجر كان له شريك فاستأجرا حانوتًا وجعلا متاعهما فيه، وكان أحدهما قريب المنزل إلى الحانوت فأضمر فى نفسه أن يسرق عِدلا من أعدال رفيقه. ومكر للحيلة فى ذلك، وقال: إن أتيت ليلًا لا آمن أن أحمل عدلا من أعدالى أو رزمة من متاعى ولا أعرفها فيذهب عنائى وتعبى باطلا. فأخذ رداءه وألقاه على العِدل الذى أضمر أخذه ثم انصرف إلى منزله.
وجاء رفيقه «أى شريكه» بعد ذلك ليصلح أعداله، فوجد رداء شريكه على بعض أعداله «أى متاعه» فقال: «والله هذا رداء صاحبى ولا أحسبه إلا قد نسيه، وأما الرأى أن أدعه ها هنا ولكن أجعله على رزمة فلعله يسبقنى إلى الحانوت فيجده حيث يجب، أخذ الرداء فألقاه على ‘دل من أعدال رفيقه وأقفل الحانوت ومضى إلى منزله..
فلما جاء الليل أتى رفيقه ومعه رجل قد واطأه «أى وافقه» على ما عزم عليه وضمن له جعلا على حمله، فصار إلى الحانوت والتمس الإزار «أى الرداء» فى الظلمة فوجده على العدل فاحتمله بعد الجهد حتى أخرجه هو والرجل. وجعلا يتراوحان على حمله حتى أتيا به منزله ورمى نفسه تعبًا. فلما أصبح افتقده فإذا هو بعض أعداله نظر فندم أشد الندم. ثم انطلق نحو الحانوت فوجد شريكه قد سبقه ففتح الباب ووجد العدل مفقودا، فاغتمّ لذلك غما شديدًا، وقال: واسوأتاه من رفيق صالح ائتمننى على ماله وخلّفنى فيه، ماذا يكون حالى عنده ولا أشك فى تهمته إياي، ولكن قد وطنت نفسى على غرامته.
ثم أتى صاحبه فوجده مغتما فسأله عن حاله فقال له: إنى قد افتقدت الأعدال وفقدت عدلا من أعدالك ولا أعلم بسببه وإنى لا أشك فى تهمتك إياي، وإنى قد وظّنت نفسى على غرامته.
فقال له: لا تغتم يا أخي، فإن الخيانة شر ما عمله الإنسان. والمكر والخديعة لا يؤديان إلى الخير وصاحبهما مغرور أبدا، وما عاد وبال البغى إلا على صاحبه. وأنا أحد من مكر وخدع واحتال. فقال له صاحبه: وكيف كان ذلك؟ فأخبره بخبره وقص عليه قصته.