الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

نفحات الأدباء| سهير القلماوي تتحدث عن مستقبل القصة القصيرة

سهير القلماوى
سهير القلماوى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نشرت الكاتبة سهير االقلماوى فى شهر أغسطس عام ١٩٧٠ مقالا فى مجلة دار «الهلال»، تناولت فيها مستقبل القصة القصيرة.
قالت الكاتبة سهير القلماوي: إن التأثير المتبادل بين مضمون العمل الفنى وشكله أمر بالغ التعقيد ويشكل جزءا مهما متجدد الصور والإمكانيات فى مجالات الدراسة الفنية والأدبية فكل تطور فى حياة الناس أفراد وجماعات يعكس مدلولاته على مضامين الأعمال الفنية، وكل تطور فى الحياة يعكس إمكانياته بكل ما لها وما عليها على طاقات الأداة الفنية.
وأضافت القلماوي: إن الأدب كفن نشأ أولا كلمة مسموعة يتردد صداها فى النفس بشكل مكتوم خافت، فنحن نقرأ الكلمة المكتوبة وفى مكان ما فى المخ يتردد صداها مسموعا، ولا يختلف اثنان على أن فن الشعر المعتد على الموسيقى يكون الإلقاء المتقن عنصر إضافة جوهرية فى إمكانية التأثير الفني.
وتابعت: القصة القصيرة تختلف فى هذا بأكثر من القصيدة، أنك تحتاج فيها إلى التركيز واختيار القصة والزمان والمكان بشكل ربما أقل وطاقة الصوت الملقى لا تحتاج إليها كثيرا مثلما تجتاح إليها فى القصيدة، لذلك نجد القصيدة تقرأ فى المذياع بأكثر مما تقرأ القصص.
وأوضحت القلماوى أن مضمون القصة القصيرة فى وقتها آنذاك يختلف عن مضمونها فى السابق، ولا يمكن أن يوجد الفرق الفنى الذى يحدد مسار القصة القصيرة فى المستقبل فأى مضمون لا يمكن أن يعطى للأداة طاقتها إلا إذا كان قادرا على الإيحاء الفنى.
وبينت القلماوى أن موقف القصة القصيرة حائر بين صورة جديدة لا يدرس كيف ستتبلور فى الإذاعة، بينما القصة القصيرة المقروءة تشق طريقها بسرعة، ولا شك أن هناك عوامل كثيرة جانبية ستتدخل فى أتون التفاعلات التى سينتج عنها الشكل النهائى أو المرحلى الأخير للقصة القصيرة، وهى عوامل الارتقاء بالجماهير وعوامل انتشار اللغات الأجنبية، مما يوسع عريضة أكثر وأكثر من دائرة المستمعين من نوعية أفضل، ثم التقاء الحضارات على مسرح التقاء اللغات فى آذان السامعين، فالقصة القصيرة تخوض تحدي الإذاعة وحده.. فكم ذا ستفيد، وكم ذا ستخسر والأهم إلى أن تتجه.