فى لقاء نادر مع الشاعر الكبير «نزار قباني»، من برنامج «ذاكرة ماسبيرو»، وردا على سؤال الإعلامية سلوى حجازي: هل أنت من تسبب فى انتشار شعرك أم أن الجماهير بدأت تشترى دواوينك وتقرأ الشعر؟، قال نزار: أنا شخصيا أومن إيمانا مطلقا بالذوق العام للجمهور، فالذوق العام شيء خطير جدا وحساس جدا، وهو الذى يستطيع أن يقيم العمل الفنى ويقبل عليه أو يهمله، فيرى بأن القصيدة ما هى إلا جسر من الجمال يعبر به إلى الآخرين، والشعر يقيم جسورا من الضوء والحرير بينه وبينهم، لذلك لا يمكن تجريد الذوق العام بأى شكل من الأشكال.
وتابع: القارئ العربى يحس إحساسا جماليا لا نظير له، لأنه فطرى يشبه إحساس العصافير، لذلك يؤمن بالقارئ العربي، ويفتح قلبه له، ويبرز بأن الشاعر يعمل صلة صداقة بينه وبين القارئ، وتنمو مع الزمن.
ويلفت بأنه لا يعلم متى بدأ يكتب الشعر مثلما لا تعلم السمكة كيف تسبح، ولا العصفور كيف يطير، ولا الطفل الصغير كيف يعاين خطواته الأولي، فالشعر كالبرق يجتمع فى داخلنا وشرارة مضيئة تكون بالداخل، وزلزال شديد يضربنا حينما لا نكون فى انتظار، فموهبة الشعر لديه موهبة تلقائية، وخير لنا حقيقة ألا نتحدث عن الشعر بالتعريف لأنه زمان فوق كل الأزمنة، فلا يتعرف على الإعداد، لأنه نوع من الانبساط الداخلى ينبع من داخلنا.