السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

في حادث "ميدان الرماية".. اشكروا "الصدادة الخرسانية"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الأيادي الخبيثة التي وضعت الجسم الغريب على الدائري بالقرب من نادي الرماية لقتل أرواح بريئة، لا تعلم أن الله يحب هذا البلد وأهله الطيبين؛ لذلك فشلت كل محاولات العبث بأمنه واستقراره، ولا شك أن العملية الإرهابية الخبيثة التي استهدفت أتوبيسًا يقلّ سائحين من جنوب أفريقيا، وأسفرت عن بعض الإصابات الطفيفة حسب بيان الأجهزة الأمنية، كان الهدف منها ضرب حالة الاستقرار الأمني والاقتصادي التي تحققت في مصر، وشهد بها العالم؛ لذلك تدخلت العناية الإلهية لتنقذ أرواح ركاب الأتوبيس وكل من كان يسير على الطريق وقت وقوع الانفجار، لكن بطل القصة هذه المرة لم يكن بشرا عاديا أو واحدًا من أولئك الأبطال الشجعان الذين تصدوا للموت بصدور عارية وقلوب مطمئنة دفاعًا عن وطنهم وشعبهم؛ فبطلة هذه القصة كانت "الصدادة الخرسانية" التي كما يبدو من الصور المتداولة أن الإرهابي أو منفذ العملية قد خبأ خلفها هذا الجسم الغريب، وانفجرت لحظة مرور الأتوبيس، تلك "الصدادة" الباسلة تحملت وحدها الموجة الانفجارية للجسم الغريب، وأنقذت معها أرواح العشرات من الأشخاص الذين كانوا سيلقون حتفهم بكل تأكيد، لو لم تكن في مكانها وقت وقوعه، خصوصًا أن سكان المنطقة المحيطة بميدان الرماية، أكدوا أن صوت الانفجار كان شديدًا وأحدث رجة أو هزة قوية لجدران المنازل المجاورة.
إذا كانت يد الله تدخلت وحمتنا من عواقب تلك العملية القذرة مثلما امتدت في السابق، وجنّبتنا خطر جماعة الإخوان الإرهابية في 2013، إلا أن هذا لم يمنعنا من الأخذ بالأسباب، ولا يقلل بأي حال من الأحوال من الجهود الخارقة التي تبذلها أجهزة الأمن في مواجهة الإرهاب، وتصديها يوميا للعديد من المخططات الخارجية والداخلية التي تسعى لزعزعة أمن مصر واستقرارها، حتى نجحت بتضحيات أبنائها من الضباط والجنود خلال فترة وجيزة في تأمين جميع حدود مصر برا وبحرا وجوا، وتصفية العشرات من الخلايا الإرهابية، منها ما أعلنته القوات المسلحة والشرطة المصرية في بيانات رسمية، ومنها ما لم يُعلن لدواعي الأمن القومي، حتى تحقق استقرار أمني واقتصادي غير مسبوق يؤكد بما لا يدع مجالا لشك أن لهذا الشعب أجهزة قادرة على حمايته من جميع المخاطر.

فقدرنا أن نواجه الإرهاب منفردين، بينما يكتفي العالم بالمشاهدة دون تقديم أي نوع من أنواع الدعم، إلى أن صدقت تحذيرات الرئيس السيسي أمام الأمم المتحدة بأن الإرهاب سيطال الجميع دون استثناء؛ لأن دول في المنطقة تموله وتدعمه، وهو ما حدث بالفعل، ودفعت العديد من العواصم الأوروبية والعالمية ثمن صمتها على الدول الداعمة للمتطرفين، فذاقوا من نفس الكأس الذي شربنا منه، وما زالوا يصمون آذانهم، ويعصبون أعينهم عن رؤية الحقيقة الدامغة.
إن هناك دولا في المنطقة مثل قطر وتركيا وإيران تدعم وتحتضن وتمول الجماعات الإرهابية وجماعة الإخوان وأذرعها في مصر وليبيا وسوريا والعراق واليمن وغيرها من دول العالم، فما حدث اليوم بالقرب من ميدان الرماية ليس بعيدا عما حدث في ليبيا بالأمس، والمشاهد التي تناقلتها وسائل الإعلام العالمية للإرهابيين أثناء استقبالهم لسفينة أسلحة قادمة من تركيا لاستخدامها في مواجهة الجيش الوطني وقتل المواطنين الأبرياء، كما أنه لا ينفصل عن العمليات الإرهابية التي استهدفت أنابيب النفط السعودية والسفن التجارية قبالة السواحل الإماراتية، ولن يكون بعيدًا أيضا عن أي عمل إرهابي محتمل يحدث مستقبلا في أي دولة، وربما داخل القارة الأوروبية أو الولايات المتحدة الأمريكية أو أي مكان آخر من العالم طالما البعض في الأمم المتحدة لا يرون إلا مصالحهم الضيقة.