الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

زي النهاردة.. وفاة لورانس العرب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يوافق اليوم ذكرى رحيل توماس إدوارد لورنس، الملقب ب"لورانس العرب"، الضابط البريطاني، الذي نال شهرة كبيرة وخلد إسمه في التاريخ العربي بسبب مساعدته للقوات العربية خلال الثورة العربية الكبرى عام 1916، ضد الإمبراطورية العثمانية لأنه أدرك أنها الخطوة الأولى التي ستمكن بلاده من إحكام قبضتها على الدول العربية وقيام دولة لليهود بفلسطين.
وقد صُور عن حياته فيلم شهير حمل اسم "لورنس العرب" أنتج عام 1962م من بطولة النجم العالمي عمر الشريف والممثل الأيرلندي بيتر أوتول.
بدا لورنس مولعًا بحضارة الشرق منذ البداية حتى أنه اقترح على أستاذه العالم الأثري المعروف "هو غارت" أن يقوم بزيارة لمنطقة الشرق لأنها مشهورة بحضاراتها وحفرياتها، وقام لورنس بالاعداد لرحلته بتعلم بعض قواعد اللغة العربية التي تساعده على التواصل مع الآخرين، وتقدم لمدير الكلية الياسوعية بجامعة أكسفورد بطلب للاتصال بالسلطات التركية بهدف تزويده بكتاب تاريخي وأثري يسهل مهمته.
وعند اندلاع الحرب العالمية الأولى راحت كل من الدول الكبرى، فرنسا، بريطانيا، روسيا وألمانيا تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة والتي منها، توسيع رقعة نفوذها والسيطرة على الأماكن الإستراتيجية وعلى منابع النفط، لذلك أخذت بريطانيا ترسل عملاءها إلى المنطقة، فاستدعت القيادة الإنجليزية أصحاب الخبرة في البلاد العربية ومنهم "لورنس" الذي التحق بسلك المخابرات العسكرية، وعندما دخلت تركيا الحرب ضد الإنجليز في أواخر عام 1913 عُيّن لورنس في القاهرة مشرفًا على شبكة للتجسس كان هو يختار أعضاءها بنفسه، ولكي يقوم بوظيفته تلك على أكمل وجه تمّ إعداده، فنُظِّمت مطالعاته لاسيما فيما يتعلّق بالتاريخ الحربي حتى يقال إنّه قرأ كل ما له علاقة بالفروسية وبحروب القرون الوسطى، وقرأ حوالي 25 مجلّدًا خاصًا بنابليون بونابرت.
دخل لورنس العرب الجزيرة العربية وبالطبع كان الهدف الأساسي أمامه طرد الأتراك من الجزيرة العربية وهيمنة القوات البريطانية والتمهيد لمشروع الدولة اليهودية الذي صاغه ثيودور هرتزل ووعد به آرثر جيمس بلفور وزير خارجية إنجلترا في سنة 1917 فيما يعرف بوعد بلفور.
وبمبادرة من الشريف حسين أمير مكة، وبالتحالف مع الأمير فيصل ونوري السعيد بدأت الشرارة الأولى للثورة العربية الكبرى في الحجاز، وهي ثورة مسلحة قامت ضد الخلافة العثمانية، وذلك قبل فجر يوم التاسع من شعبان 1334هـ - الثاني من يونيو 1916 وامتدت الثورة ضد العثمانيين بعد إخراجهم من الحجاز حتى وصلت سوريا العثمانية، وتم إسقاط الخلافة فيها، وفي العراق.
إتفق لورنس مع الأمير فيصل على تنفيذ خطة معده مسبقًا، تقوم الخطة على تنفيذ هجوم من بلدة أريحا في الخامس من مايو 1918 واحتلال مدينة السلط وبلدة معان وتدمير خط السكك الحديدة جنوب عمان، وقد أعد لورنس مع "نوري السعيد" القوات المتأهبة للحرب.
و قد شهدت هذه الحرب الكثير من المذابح التي يندى لها الجبين والتي راح ضحيتها الكثير من الأطفال والنساء دون أدنى احترام للعهود والمواثيق..
وهكذا نجح لورنس في مهمته التي جاء من أجلها وهي تحريض القبائل العربية وزعمائها ضد الدولة العثمانية ودفعها إلى التمرد عليها، وبالفعل نجحت الثورة وانتهت بعد تنصيب فيصل ملكا على العراق والأمير عبد الله ملكا على الأردن.
عاد لورنس إلى إنجلترا بعد أن أدى مهمته والتحق بعد ذلك تحت اسم مستعار بسلاح الجو الملكي، والواقع أنه عانى كثيرا من الضغط العصبي جراء الحياة الصعبة التي عاشها وخصوصًا بعد أن أصبح مطلوبًا من العرب المعارضين لثورة الشريف حسين وانكشاف أنه عميل للمخابرات البريطانية وجاسوس.
صدر له عام 1922 كتاب "أعمدة الحكمة السبعة" ( بالإنجليزية: Seven Pillars of Wisdom )، وضع فيه لورنس خلاصة تجربته السياسة في إدارة أنظمة دول الشرق الأوسط بعد قيام الثورة العربية وسقوط الدولة العثمانية، ويدور في مجمله حول تاريخ الجزيرة العربية.
وفي عام 1934 تم إعفائه من سلاح الجو الملكي مما أدى إلى إصابته بانهيار عصبي وقضي لورنس بقية حياته في كوخ في شمال "بوفينجتون"، وفي عام 1935 توفي عن ستة وأربعين عاما بعد سقوطه من دراجته النارية التي كان يقودها بسرعة كبيرة في محيط مدينة اكسفورد، وهو عائد إلى منزله بحادث قيل وقتها أنه مدبرا.
دفن في مقبرة موريتون بعد تشييعه في جنازه مهيبة حضرها شخصيات سياسية وعسكرية مهمة ورموز للمجتمع البريطاني الأرستقراطي مثل ونستون شرشل، لورد لويد، ليدي آستور، الجنرال وفل، اغسطس جون وغيرهم،
وقد تم تشييد تمثال نصفي له أمام كاتدرائية القديس بول في لندن.