وافق أعضاء الاتحاد الدولى للاتصالات على وضع مواصفة تقييسية جديدة للاتحاد، تتناول العلاقة بين مشغلى شبكات الاتصالات ومقدمى تطبيقات بث المحتوى الرقمى والسمعى والبصرى عبر شبكة الإنترنت (OTT).
تقدم المواصفة التقييسية الجديدة محددات تحليل حركة النشاط الاقتصادى الجديد للنظام الخاص بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وكيف يمكن للأطر السياسية والتنظيمية أن تدعم المنافسة وحماية المستهلك والفوائد التى يحصل عليها وتعزز الابتكار الديناميكى والاستثمار المستدام، وتعمل على تطوير البنية التحتية والنفاذ إلى الخدمات والقدرة على تحمل التكاليف فيما يتعلق بالنمو العالمى لخدمات وتطبيقات المحتوى الرقمى (OTT). تأتى موافقة الدول الأعضاء فى الاتحاد على هذه المواصفة التقييسية الجديدة بعد اعتماد تلك الدول لقرار جديد يحدد نطاق أنشطة الاتحاد المتعلقة بخدمات المحتوى الرقمى عبر شبكة الإنترنت، الصادر فى مؤتمر المندوبين المفوضين للاتحاد الدولى للاتصالات ٢٠١٨، وأكد القرار أن التعاون المتبادل بين مشغلى تطبيقات وخدمات المحتوى الرقمى عبر شبكة الإنترنت يمكن أن يحقق فوائد اجتماعية اقتصادية كبرى، كما شدد على ضرورة مناقشة الآثار الاقتصادية المترتبة على تطبيقات المحتوى الرقمى عبر شبكة الإنترنت وقضايا السياسات ذات الصلة. وأعادت نماذج أعمال تطبيقات المحتوى الرقمى عبر شبكة الإنترنت صياغة النظام البيئى لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث خلقت الابتكارات الاستثنائية التى قدمتها شركات مثل جوجل ووى شات ولاين وسكايب وفيسبوك وواتساب تجارب أكثر تفاعلية وغنية بالوسائط المتعددة. غير أن بعض خدمات بث المحتوى الرقمى عبر شبكة الإنترنت تعد بدائل مباشرة لخدمات الاتصالات مما يقلل من العائد الذى يحصل عليه مشغلو الشبكات على استثماراتهم فى البنية التحتية للشبكة. الأمر الذى أثار جدلًا كبيرا حول ما إذا كانت استدامة هذا الاستثمار مهددة بالاختفاء.
تصف المواصفة التقيسيية الجديدة للاتحاد الإطار التعاونى لخدمات بث المحتوى الترابط بين تلك الخدمات والتطبيقات والأعمال التجارية فى قطاع الاتصالات. حيث يمثل هذا القرار اعترافًا من قبل الدول الأعضاء فى الاتحاد بأن التواجد والتعايش بين خدمات بث المحتوى الرقمى عبر شبكة الإنترنت وخدمات الاتصالات ومساهماتها التكميلية فى الابتكار والاستثمار سيكون أمرًا أساسيًا فى تقدم النظام البيئى لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
