سهرة متميزة جدًا من سهرات المنوعات فى صوت العرب كان المستمع «بيظبط ساعته عليها» ١١:٣٠ بالدقيقة وتناوب على تقديمها عدد من الإذاعيين الكبار إلى أن استقر على تقديما الإذاعية القديرة أمينة صبرى على مدى أعوام وحققت نجاحًا كبيرًا، وارتبطت السهرة بشهر رمضان الكريم، وأصبحت من معالمه فى الإذاعة واستضافت خلالها كبار النجوم والشخصيات العامة فى كل مجال، منهم الشاعر الكبير نزار قبانى وكمال الشناوى وشادية وشكرى سرحان ومحمود ياسين وصباح ومحمد توفيق والشاعر الكبير صلاح عبدالصبور وغيرهم.
حكاية أمينة صبرى مع حديث الذكريات بدأت بتناوب عدد من الإذاعيين على تقديمه إلى أن جاء دورها لتقدم إحدى حلقاته وحذرها الزملاء أن حلقتها بمثابة اختبار، فالقيادات يرغبون فى اختيار مذيع معين يقدمه بشكل مستمر فاجتهدت وفكرت فى استضافة الموسيقار سيد مكاوى، لكن الزملاء حذروها منه لأنه لا يلتزم بالمواعيد، لكنها لم تيأس فاتصلت بمكاوى، وقالت له: إن تلك الحلقة ستحدد مصيرها وإذا لم تكن لديه الرغبة فى التسجيل معها فعليه أن يقبل أو يرفض، وبالفعل وافق مكاوى وسجلت معه الحلقة وأثناء إذاعتها فوجئت «صبرى» بأن الشريط به عطل ولا يعمل وبسرعة اتصلت بمكاوى قبل إذاعة الحلقة بنصف ساعة، وهى تبكى وشرحت له الوضع فكان رده أنه خلال ربع ساعة سيكون أمامها، وبالفعل أنقذ الموقف وسجل الحلقة وأذيعت دون أن تكتب صبرى «رقم شريط الحلقة»، حيث كانت مهمتها أن تذيع الشريط بسرعة فى موعد السهرة ليصبح شريطًا مفقودًا، وكانت من أحلى الحلقات، وبعدها صدر قرار باختيار صبرى لتقديم «حديث الذكريات».
واللافت للنظر فى البرنامج أن طبيعته لا تستدعى تكرار الضيف، لكن تمت استضافة الفنانة شادية «مرتين»، وهى الوحيدة التى حدث ذلك معها فى السهرة والسبب انتشار شائعة وفاتها، وقد اتصل بها الإذاعى الراحل أمين بسيونى، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وقتها يطلب منها الظهور على الشاشة لنفى الخبر لكن شادية رفضت وفضلت الإذاعة وأمينة صبرى فاندهش بسيونى، قائلًا: تم استضافتك من قبل فى حديث الذكريات فكان رد شادية أنها لن تظهر إلا مع أمينة صبرى، وبالفعل أطلت شادية لتطمئن جمهورها للمرة الثانية من خلال صوت العرب، وكانت الفنانة الوحيدة التى حدث معها ذلك فى البرنامج.
يذكر أن الإذاعية القديرة أمينة صبرى من مواليد ٩ مايو ١٩٤٥، وعينت فى الإذاعة مذيعة فى ٣٠ مايو ١٩٦٨ ثم رئيس شبكة صوت العرب عام ١٩٩٩.
