الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مشاريع مصر.. شخصية مصر الحديثة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إن ملامح الدولة تتشكل بالطرق والسياسات المختلفة التي تتناول الدولة بها الأحداث الكبرى والمشاريع الضخمة التي تحدث على أرضها.
ولا شك أن إيقاع تنفيذ المشاريع العملاقة في مصر بات سريعًا، يثب من أجل الوصول إلى رؤية واضحة وهدف بيّن، في العقود الماضية كانت الفجوات كبيرة جدًا بين زمن افتتاح المشروع وتنفيذه والبدء في آخر، حتى كاد الشعب لا يتذكر متى وُضع حجر الأساس للمشروع ومتى أصبح حقيقة على أرض الواقع، عوضًا عن كثير المشاريع التي لم ترَ النور ولم تحظ بالتوفيق.
كانت هذه السياسات جهدًا مشكورًا من الأنظمة السابقة والتي حلمت بمصر حديثة، ولكن اليوم أصبح المشهد مختلفًا؛ فأصبح افتتاح المشروع ليس فقط وضعًا لحجر الأساس، بل افتتاح المشروع منتهيًا بنسبة مائة بالمائة.
كما يبدو أن القيادة المصرية الحالية تلافت كل أخطاء العقود السابقة في سياساتها في تنفيذ المشروعات العملاقة بل ووضعت سياسات جديدة أيضًا من شأنها أن تحدث طفرة في ملامح الدولة المصرية على رأسها السرعة في التنفيذ مما يضمن التكلفة الأقل والإنجاز الأسرع مما يضيف المقوم الأول لنجاح أي مشروع، فالتواني أو التباطؤ في تنفيذ المشاريع يجعل الفارق الزمني ثغرة لتسلسل الكسل في التنفيذ وترهل الخطة والدراسات والنهج التخطيطي الذي وضعت على أساسه فكرة المشروع.
تحرص أيضًا الدولة على عدم غياب اللمسة الجمالية والتي تضفي على المشروع -سواء كان طريقًا أو محور أو مجموعة من الأنفاق أو حتى مجمع سكنى- روحًا جديدة وعامل جذب للداخل والخارج، وذلك المقوم الذي كنا نفتقده بالأمس؛ حيث كانت لغة الدولة مع المشروع متجردة من أي لمسات جمالية أو ترفيهية، لا تظهر جمال مصر الحقيقي.
أما عن المقوم الثالث وهو الرؤية الواضحة والتي من خلالها تستطيع الدولة تنفيذ المشروع بخُطة واضحة، فكم من مشروع لم يرَ النور وضل طريقه بسبب غياب الرؤية الواضحة وتعثَر تنفيذه بسبب غياب المدخلات والمخرجات الواضحة أي المعطيات الموجودة بالفعل والمكاسب العائدة كما يطلقون عليها: "نسبة الفائدة مقابل التكلفة".
المقوم الرابع وهو الخاص بالحفاظ على المشروع بشكل مستدام، وضمان صيانته بشكل مستمر ورفع الكفاءة والتطوير، وهو الخطأ الذي وقعت فيه الأنظمة السابقة، خوفًا من أثر وضع رسوم إضافية على المستخدمين، علمًا بأن الرسم البسيط الذي يتكلفه المواطن أفضل بكثير من توقف الخدمة وعدم توافرها لديه، وهو الذي يضمن استمرارية الخدمة للمستخدم.
أما عن المقوم الخامس فهو التسويق السياسي والتي لا يتطلب جهدًا من الدولة بل يفرض نفسه على العالم، عندما تنجح في تنفيذ المشروع بشكل مميّز وفريد، يجد رواجًا في أخبار العالم مثل كوبري تحيا مصر والذي تناولته كل المواقع الإخبارية العالمية.
كل تلك المقومات والمشاريع هي التي تشكل ملامح شخصية مصر الجديدة.