الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

منابر لها تاريخ| «جامع الشيخ مطهر».. مدرسة تحولت إلى مسجد بالمعز

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
للعقيدة الإسلامية أثر بالغ فى نفوس معتنقيها لسماحتها وملاءمتها للنفس البشرية، وهو الذى انعكس بشكل كبير على الفنون فى شتى مجالاتها، كان أبرزها العمارة الإسلامية. فعلى مدار شهر رمضان المبارك تأخذكم «البوابة» فى رحلة بين مساجد مصر وأضرحتها، لنتعرف على تاريخ نشأتها، وتأثيرها الروحانى فى قلوب مُرتاديها. 
يقع مسجد الشيخ مطهر بشارع المعز لدين الله الفاطمي، وبالتحديد فى منطقة الصاغة، وكان الجامع فى الأصل مدرسة لتعليم الدين تُعرف بمدسة السيوفية، نسبة لسوق السيوفيين الذى كان بجوار بابها باتجاه سوق الصنادقين خلال القرن الخامس عشر الميلادي، وحينما قرر صلاح الدين رفع مخصصات ومرتبات للقائمين على التدريس والعاملين بها وكذلك الطلبة والملاحظين، فى العام ٥٧٢ هجريًا، وكانت مدرسة السوفيين هى أول مدرسة وقفت على المذهب الحنفى بمصر وظلت حتى القرن الثامن عشر الميلادي. وكان بجوار المدرسة مسجد ُعرف بمسجد الحلبيين، وأقام به عدد من آولياء الله الصالحين، ومنهم الشيخ عز الدين بن أبى العز المدفون بداخل مسجد الحلبيين. 
وأدى التقارب بين مسجد الحلبيين ومدرسة السوفيين إلى دخول جزء كبير من المسجد بداخل المدرسة لاسيما مقصورة ولى الله عز الدين ابن أبى العز والتى أعيد بناؤها وأصبحت تعرف باسم جامع المطهر وذلك خلال القرن الـ١٨ الميلادي، وذلك حسبما ذكرت الخطط التوفيقية. 
ويحتوى الجامع على ضريح يقال إنه للشيخ مطهر، والذى عرف الجامع به، ومن المحتمل أن يكون الضريح الشيخ الولى العارف بالله عز الدين بن أبى العز، وأطلق على المسجد للفترة جامع الشيخ عطية المطهر، وذلك خلال عهد الأمير عبدالرحمن كتخدا، وأطلق عليه هذا الاسم نسبة للشيخ والإمام الفقيه عطية بن عطية الأجهورى الشافعى البرهانى الضرير، وقد اعتنى الأمير عبدالرحمن كتخدا بالمسجد خلال فترة حكمه، فقد قام ببناء الجامع، وبجوار الضريح الموجود قام بدفن أمه. 
فقد كان الجامع المطهر متسعًا ويوجد بجانب الجهة الشمالية سبيل الأمير عبد الرحمن كتخدا، وتحتوى الواجهة وكذا السبيل على نقوش نباتية وهندسية وكتابية بارزة فى الحجر، وبعضها فى الرخام والتى تمثل الطراز التركي، ويؤدى المدخل إلى دهليز متسع فى الجهة اليمنى منه ويوجد درج مكون من قالبين يؤدى إلى القاعة التى تعلو السبيل والمخصصة لشيخ الجامع، وبجانب هذا الدرج وإلى الغرب منه يوجد درج آخر يوصل إلى الكتاب وإلى مئذنة الجامع التى تعلو الواجهة الشرقية، وفى الجانب الشمالى من الدهليز وبعد مبنى السبيل والكتاب يوجد مصلى فى صدرها محراب فى الجهة الشرقية والجانب الجنوبى منها مفتوح على الدهليز، يتقدمه عمودان يحملان ثلاثة عقود مستديرة، أما الجانب الشمالى منها فيوصل إلى طرقة فى الجهة الغربية، منها يوجد باب يؤدى إلى إيوان الصلاة فى الجهة الشمالية. 
ويتكون إيوان الصلاة من مستطيل يقسمه صفان من البوائك إلى ثلاثة أروقة ويتكون كل رواق من ثلاثة أعمدة رخامية تحمل عقودا شبه مستديرة ممتدة، وفى الرواق المتوسط توجد فتحة كبيرة مربعة «شخشيخة» للإضاءة والتهوية، وفى وسط جدار القبلة يوجد المحراب الرئيسى وإلى يساره توجد نافذة كبيرة وباب كبير هو المدخل الرئيسى لهذا الإيوان، وفى آخر الجدار الغربى لإيوان الصلاة يوجد ضريح عبارة عن حجرة مربعة بأركانها يوجد مقرنصات كبيرة جميلة الصنع، ويعلو المقرنصات رقبة مثمنة يوجد بها أربع نوافذ مملوءة بالجص المخرم والزجاج المتعدد الألوان، وفى جنوب الضريح توجد مقبرة تعلوها تركيبة من الرخام عليها نقوش كتابية مذهبة بها آيات قرآنية، كما نقش عليها اسم صاحبة المقبرة وهى السيدة آمنة والده الأمير عبدالرحمن كتخدا، والسقف الذى يعلوها هذا القبر خشبى به نقوش زيتية جميلة تماثل النقوش الموجودة على السقف الخشبى الذى يغطى إيوان الصلاة.