الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

كنوز باقية| روب توفيق الدقن.. «انتباه يا دانس وألو يا همبكة»

توفيق الدقن
توفيق الدقن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تشكل المقتنيات الخاصة بالجماعة الفنية، التى يحتفظ بها متحف المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، إرثا فنيا ضخما، نظرا لما يحفظه من تاريخ يمثل حركة وتطور الفنون المسرحية والموسيقية والغنائية بشكل كبير.
«يا آه يا آه.. أحلى من الشرف مفيش.. آلو يا أمم.. صلاة النبى أحسن» عندما نتذكر هذه الكلمات فنحن أمام موهبة لا تمحى من ذاكرة الجميع، إنه الفنان الكوميديان الشرير الضاحك عميد الكوميديا توفيق الدقن، الذى يعد واحدا من أشهر نجوم الشر على الشاشة والمسرح، حيث كانت أمنيته الوحيدة هى المسرح، الذى يمثل له عشقه الأول والأخير ولا يقبل أن يكون له بديل فى حياته الفنية.
يشكل مقتنى الفنان الذى ينحصر فى «الروب وعنق الرقبة» الخاصة به، كنزا من كنوز رواد المسرح الذى يشهد له التاريخ على مر العصور، ذلك الروب الذى كان يرتديه فى مشاهده بمسرحيته الشهيرة «حلاوة زمان» فى ١٩٧١، للمؤلف رشاد رشدي، وإخراج كمال ياسين، وشاركه البطولة شفيق نور الدين، عباس فارس، سعيد أبو بكر، محمود ياسين، هالة فاخر، عبدالرحمن أبوزهرة، سهير البابلي، محمود الحديني، فاتن أنور، وكانت من أشهر أعماله.
بدأت رحلته مع المسرح وهو فى عمر الخامسة والعشرين، وظل فى خدمته لمدة ٢٥ عاما، إلا وقرر بعدها الابتعاد عن التمثيل لظروفه الصحية، فكان يقول إن الأيام لا تقاس بالسنوات، وكذلك الأعمال أيضا لا تقاس بالبطولة أو العرض، وإنما الأعمال تقاس بجديتها، والكيف الموجود داخل العمل، تنقل بين المسرح والسينما والإذاعة والتليفزيون، ولا يستقر بتخصص معين، إنه لا يؤمن بتخصص الفنان من ناحية معينة فى الفن، ويعتقد أن الممثل المسرحى هو أقل إنسان موجود بالنسبة للناس، وبعض الأجهزة المسئولة لا تستطيع أن تفى بحقوق الفنان المسرحي، والفنان المسرحى لا يقل عن ممثل السينما والإذاعة والتليفزيون.
يرى أن بعض أعمال الشر الذى قدمها كان يمارسها رغم أنفه، لأن الحياة تفرض على الإنسان ظروفا معينة وخاصة تفرض عليه، ولكن هناك أعمالا أخرى كثيرة قدمها كشرير اضطرته ظروفه للسرقة أو النصب أو الاحتيال، فكل هذه الأعمال تم تقديمها على خشبة المسرح، وهو راض عنها تماما لأنها تحتوى على أولا عملية المعايشة، ثانيا كتابة جيدة، ثالثا حوار ممتع، رابعا المجموعة التى تشاركه التمثيل متفاهمة ومتكاملة أى تحب العمل.
«الناس اللى تحت» كانت أول بداياته مع المسرح فى ١٩٥٦، للمؤلف نعمان عاشور، وإخراج كمال ياسين، وشاركه البطولة سعد أردش، صلاح منصور، عبدالمنعم مدبولي، ناهد سمير، محمد رضا، فتحية عبدالغني، على الغندور، عبدالحفيظ التطاوي، قدم خلالها دور رجل قريب من أدوار الشر، وحققت نجاحا كبيرا، وكانت بمثابة شرارة الانطلاق فى المسرح، كما شارك فى مجموعة من الأعمال المسرحية لكبار الكتاب فى فترة الستينيات من بينهم سعد الدين وهبة، نعمان عاشور، يوسف إدريس، كما قدم خلال الفترة من ١٩٥٢ حتى ١٩٦٧ نحو ٦٠ عملا مسرحيا، من بينها «المحروسة» فى ١٩٦١، «سكة السلامة»، «كوبرى الناموس»، «الفرافير» فى ١٩٦٤، «الزير سالم» فى ١٩٦٧، «عيلة الدوغري»، «السلطان الحائر» بالمسرح القومي، «خيال الظل»، «انتهى الدرس يا غبي» فى ١٩٧٥، «البلدوزر» فى ١٩٨٦، وغيرها من المسرحيات.
بفضل إنتاجه الغزير فى المسرح والسينما والإذاعة جعلته ينال العديد من الجوائز والأوسمة وشهادات التقدير، من بينها: وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام ١٩٥٦، وسام الاستحقاق، وشهادة الجدارة فى عيد الفن عام ١٩٧٨، ودرع المسرح القومي، وجائزة اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وجائزة جمعية كتاب ونقاد السينما.