مع حلول اليوم الأول من شهر رمضان المعظم، تتجهز جماعات الإسلام الحركى للخروج بأكبر قدر من الغنائم من هذا الشهر الكريم، لكنها غنائم لا تتعلق بالعبادات، بل بكسب المزيد من المؤيدين والمتعاطفين، من خلال استقطاب عناصر جديدة تسير على نهجها وفكرها.
ولا تكف جماعة الإخوان عن عملية الإسقاط الزائف للسيرة النبوية المشرفة على ما تمر به من أحداث، إذ اختلقت منهجًا سمّته «الحركية»، زعمت خلاله أنها تتلمس طريقة النبى محمد صلى الله عليه وسلم فى القيادة، باعتباره زعيمًا سياسيًّا، لذا يصبح من اليسير إقناع النشء بأن دعوة الإخوان تساوى الإسلام، وأن مهمتهم الحفاظ على الدولة التى أسسها النبى، ويتجلى ذلك فى مواسم معينة أولها رمضان، والحج والمولد النبوي.
وانطلاقًا من هذا المبدأ، أصدرت الجماعة بيانًا فى اليوم الأول من الشهر الكريم، للتذكير باستغلاله، باعتباره شهر الجهاد -بحسب زعمها- وفى إشارة خفية إلى الخلافات والانشقاقات التى تواجهها، واستعان الإخوان بالآية الكريمة: «وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ»؛ لترهيب المخالفين ودعوتهم إلى الرجوع للجماعة.
ولم ينسَ قيادات الإخوان البكاء على سقوط الخلافة العثمانية؛ كنوع من رد الجميل بعدما احتضنتهم تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان، إذ يحرصون على إصدار بيانات صحفية عن الفقر فى بلاد المسلمين، ويكتبونها من داخل بنايات وأبراج فاخرة بالدوحة وإسطنبول، ويُكثرون من البكاء والعويل على المستضعفين، وما لحق بهم من فقر، ثم يظهرون تناقضهم فى تداول صور ومقاطع مصورة لموائد الإفطار السنوى التى ينظمونها كل فرع على حدة.
وتنحصر الطقوس الإخوانية فى أفرع الجماعة بالأقطار العربية، فى تنظيم موائد ضخمة للإفطار السنوى، واعتبارها فرصة للالتقاء مع أفراد التنظيم والتباحث فى أمور الجماعة، إضافةً إلى اتخاذ قرارات فيما يتعلق بالأوضاع السياسية التى تشهدها البلدان العربية.
وعن هذا، قال عمرو عبدالحافظ، أحد شباب الإخوان الذين يقومون بمراجعات فكرية من السجن: إن أى طقس فى رمضان لا يغنم فيه التنظيم دوائر جديدة هو فى نظر التنظيميين عمل فاشل على المستوى الحركى، مضيفًا أن الإخوان يعتبرون الإسلام والجماعة وجهين لعملة واحدة، لذا فاستقطاب عناصر جديدة يصب فى صالح الإسلام كما يتصورون.
وأضاف فى تصريح لـ«البوابة نيوز» أن حالة الخلط بين الدين والتنظيم ينبغى أن تواجه عمليًّا بالتفريق الواضح بينهما: «فما كان من الدين أيدناه ودعمناه، وما كان من التنظيم المتوهم أنه هو والدين شىء واحد منعناه، لا نبقى على ما ليس دينًا، بحجة أنه ممتزج بشىء من الدين.. ولا نمنع دينًا، بحجة أنه ممتزج بالتنظيم».