الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

نحن نقص عليك | صالح.. المتآمرون على نبي الله

نبى الله صالح
نبى الله صالح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يزخر القرآن الكريم بالقصص التى لم تكن مجرد عرض للتسلية وإنما ليزداد المؤمن ثباتًا على الحق وإصرارًا على مواجهة الباطل، من خلال إطلاعه على مواقف الأنبياء والمرسلين وقصصهم. وكان القصص القرآنى له النصيب الأكبر من قبل علماء المسلمين والباحثين والمفكرين، وخلال شهر رمضان المبارك نستعرض سيرة الرسل والأنبياء حتى تكون عبرة ونهجًا وصراطًا مستقيمًا نسير عليه.
{فَأَخَذَتْهُمْ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ * فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}
الآية السابقة توضح المصير الذى انتهى إليه قوم «ثمود» الذين كانوا يكيدون لنبى الله صالح، فكان فيهم تسعة من «الرهط»، أى عصابة من كبار المجرمين الذين اشتهروا بالظلم والفساد فى مواجهة سيدنا «صالح» وصد الناس عن دينه، وتآمر هؤلاء على حياة صالح، واتفقوا على قتله هو وأهله فى الليل وهم نائمون، وإنكار فعلتهم، إلا أن الله كان لمكرهم بالمرصاد، وأبطل مكرهم وقضى عليهم وأنجى نبيه ورسوله صالح ومن معه.
وبعد فشل خطتهم فى التخلص من صالح، توجه الملأ المستكبرون منهم إلى أتباع «صالح» من المؤمنين المستضعفين، بهدف تشكيكهم فيما اختاروه، وأقدموا على قتل الناقة وعقروها.
لكن نبى الله صالح ظل على يقينه وثقته بأنه على حق وهم على باطل، فلما علم بمقتل الناقة وهى آية الله وبرهانه على الأرض خرج غاضبًا على قومه، وقال: «ألم أحذركم من أن تمسوا الناقة؟ قالوا: قتلناها فأتنا بالعذاب واستعجله، ألم تقل إنك من المرسلين؟ قال صالح لقومه: تَمَتَّعُوا فِى دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ»، بعدها غادر صالح قومه، وتركهم ومضى، ووعده الله بهلاكهم بعد ثلاثة أيام، فيما هم يسخرون من العذاب وينتظرون، وفى فجر اليوم الرابع، انشقت السماء عن صيحة جبارة واحدة، انقضت الصيحة على الجبال فهلك كل شيء حي، صرخة واحدة.. لم يكد أولها يبدأ وآخرها يجيء حتى كان كفار قوم صالح قد صعقوا جميعا صعقة واحدة، وهلكوا جميعا قبل أن يدركوا ما حدث، أما الذين آمنوا بسيدنا صالح، فكانوا قد غادروا المكان معه ونجوا.
وأهلك الله قوم «ثمود» بعدله، وعاقبهم جزاءً على كفرهم وطغيانهم أطبق عليهم العذاب، حتى عمهم جميعًا بعدما قام صالح بواجبه نحوهم وبلغهم رسالة الله، وأخلص فى النصيحة، وأغلقوا قلوبهم أمام نصحه، ورفضوا دعوته وخلت ديار ثمود وأصبحت خاوية.