الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

منابر لها تاريخ|| "جامع الشيخ الزاهد".. بُني من أنقاض مساجد المحروسة وأصبح ملجأ للفقراء

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
للعقيدة الإسلامية أثر بالغ فى نفوس معتنقيها لسماحتها وملاءمتها للنفس البشرية، وهو الذى انعكس بشكل كبير على الفنون فى شتى مجالاتها، كان أبرزها العمارة الإسلامية. فعلى مدار شهر رمضان المبارك تأخذكم «البوابة نيوز» فى رحلة بين مساجد مصر وأضرحتها، لنتعرف على تاريخ نشأتها، وتأثيرها الروحانى فى قلوب مُرتاديها.
مسجد الشيخ الزاهد والذى بنى من أنقاض عدة مساجد فى مصر المحروسة، ففى نبوءة تنبأ بها أحد أولياء الله الصالحين له بعد أن أعطاه قوت يومه: «يا أحمد تبنى لك جامعًا فى خط المقسم، وتلقب بالزاهد ويعارضك فى عمارته جماعة، ويخذلهم الله عز وجل، وتصير المشار إليه فى مصر ويتربى على يديك رجال»، هو الشيخ أحمد بن سليمان الزاهد صاحب جامع الشيخ الزاهد بشارع سوق الزلط من باب الشعرية بمصر القديمة.
وهو الإمام العالم العامل الربانى شيخ الطريق وفقيه أهلها رب الرجال، وأحيا طريق القوم بعد اندراسها، وكان يقال له «جنيد القوم» وتتلمذ الشيخ الزاهد على يدى الشيخ حسين الأدمى والذى أتى من مراكش فى القرن التاسع الهجري، واستقر بمنطقة الحسينية، وقد خصص الشيخ الزاهد وقتًا لتفقيه النساء فى أمور الدين، وكان يعظ النساء فى المساجد، وكان يخصهن دون الرجال ويعلمهن أحكام الدين، وما عليهن من حقوق الزوجية والجيران، وكان يقول: «إن هؤلاء النساء لا يحضرن دروس العلماء ولا أجد أحدا من أزواجهن يعلمهن»، وكان للشيخ الزاهد عدد كبير من التلاميذ والذين أتوا اليه ليتلقوا العلم والطريقة، وكان منهم الشيخ الغمري، والشيخ عبدالرحمن بن بكتمر.
وأنشأ الشيخ الزاهد جامعًا وعدة خلوات وغرف لتلاميذه ومريديه، ويقع المسجد بين ميدان باب الشعرية والفجالة والتى تعرف الآن بباب البحر، وكان مكانة كوم من التراب فقام الشيخ أحمد الزاهد بنقله وأنشأ المسجد فى شهر رمضان سنة ٨١٨ هجرية، وتم بناء المسجد بأنقاض عدة مساجد قد تم هدمها بسب الخراب الذى أحاط بها، ومنها الجامع الخانكى، والذى تعطلت فيه الصلاة بسبب ما أحاط به بسبب حكم بعض قضاة الحنفية، وقام الزاهد بشراء المسجد وأخذ حطامة ليبنى به مسجده، وهو الشيء الذى أنكره العلماء وقالوا إنه يأخذ حطام المساجد الخربة ليعيد بناء مسجده، ووقتها قالوا له: «إنك تأخذ طوب المساجد الخراب تبنى بها جامعًا، فقال: كلها بيوت الله، ووصل الأمر إلى منع «التراب» عامل البناء من نقل تراب عمارة المسجد، والذى يقع بجوار منزل الشيخ العروسى على يمين الذاهب إلى باب البحر، وفيه اثنا عشر عمودًا من الرخام وتسعة من الزلط غير عمودى المحراب، وأربعة أعمدة عليها الدكة وبه منبر وخطبة وله مطهرة، وساقية، ومنارة، وشعائره مقامة وله أوقاف ذات ريع. ويتكون المسجد من مستطيل مقسم إلى أربعة أروقة تقسمها ستة صفوف من البوائك يعلوها كرادى خشبية ترتكز عل دعائم مربعة حجرية، ويعلو الرواق الرابع من المسجد، وبالتحديد فى الوسط يوجد فتخة «شخشيخة» بطول الرواق تقريبًا، بها نوافذ للتهوية والإضاءة.
وفى الضلع الشمالى من المسجد يوجد ضريح الشيخ أحمد الزاهد، ويتكون الضريح من حجرة مربعة فى كل ركن من أركانها مقرنصة كبير ويعلو المقرنصات رقبة مثمنة الشكل بكل ضلع من أضلاعها نافذة قنديلية الشكل وتقوم فوق الرقبة المثمنة وبها أربعة نوافذ صغيرة مربعة، وفى الجهة الغربية من المسجد يوجد المدخل الرئيسى والمئذنة التى تعلوه، وتتكون المئذنة من ثلاثة دورات، الأولى والثانية منها قديمتان، أما الدورة العليا فيدل طرازها المعمارى على أنه قد تم تجديدها خلال العصر العثماني.