الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

اقرأ| "بياعين الفرح".. تأملات مكاوي سعيد الخارجة عن التصنيف

 كتاب «بياعين الفرح»
كتاب «بياعين الفرح»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
متعة القراءة لا تنتهي، فمع كل كتاب يجد المرء نفسه فى عالم جديد ومختلف، يتنقل عبر العصور والأماكن والأحداث والشخصيات، يرى ما لم يسبق له أن شاهده من قبل، ويتعرف على أناس لم يكن يتخيل وجودهم، ويواجه الكثير من الأفكار التي ربما لم يتخيل أن لها شعبية جارفة. ولأن أول كلمات القرآن الكريم كانت «أقرأ»، فعلى مدار 30 يومًا تستعرض «البوابة» ثلاثين كتابًا شيقًا، تتنوع ما بين الأعمال الأدبية والسير الذاتية والكتب الفكرية، والتى يُمكنك أن تتصفحها وتنتقل بها إلى عوالم أخرى من المتعة. 
فى كتابه «بياعين الفرح»، ضم الكاتب الراحل مكاوى سعيد ٤٤ نصًا، حكاها بسلاسة عن عوالم مختلفة، بأسلوب يكاد يكون فى أغلبه ساخرًا، منها عالم الطفولة، الأسرة، التأمل، الإرهاب، الفن، الأغنية، وحتى المأكولات؛ واضعًا بين سطور هذه الحكايات معلومات مكثفة عن الأغانى والأفلام القديمة، وحياة الفنانين وشخصياتهم، والتراث والأمثال الشعبية؛ دون أن ينسى البعد الفلسفى لحكاياته، وتوضيحه للكثير من الأفكار المغلوطة والتفسيرات الخاطئة لها.
اختار «مكاوي» عنوان الكتاب المأخوذ من أغنية «يا بياعين الفرح»، التى كتبها الراحل جليل البنداري، والذى ظهر فى الكتاب مدى إعجاب جامع مقتنيات وسط البلد الراحل به، ليختصه بأكثر من مقال تناول فيها عطاءه الغزير فى مجالات الصحافة الفنية، والنقد الفني، وكتابة الرواية، والأغاني، والكتابة للسينما خلال عقدى الخمسينيات والستينيات.
عبر «فى مديح الغراب» و«الببغاء الذى نعى نفسه» يروى مكاوى عن الأفكار غير السليمة عن الغراب، قائلًا «من الأفكار الخاطئة تفسير مشية الغراب الغريبة التى تشبه القفزات، بأن الغراب فى سالف العصر والأوان أعجبته مشية الطاووس، فأراد أن يقلده وفشل، وعندما أراد العودة إلى مشيته الأصلية فشل فى استعادتها لأنه نساها، فظل على هذا الحال من التخبط»، وتصادم مع المغالطات الموجودة بالتراث فى كتابه، فجاء مقاله «فى ذم الكروان» ليُشير إلى احتفاء الأدباء والشعراء والفنانين بصوت الكروان والتفاؤل به «وهم لا يلتفتون إلى أن طائر الكروان من أشرس الطيور وأكثرها قسوة، ويسلى وقته بكسر بيض الطيور الأخرى فى غفلة منها، إضافة إلى أن ذلك الصوت الذى يعتقد الكثير بأنه تسبيح رب الملكوت ما هو إلا صيحات حادة يطلقها فى الظلام ليخدر بها الحشرات والطيور الصغيرة لاصطيادها». 
ورغم سيادة الروح الساخرة على أرجاء الكتاب، فإنه لم يغفل عن تناول قضايا شائكة مثل الإرهاب والعنصرية التى تعتبر من أهم مشكلات المجتمع المصرى فى الوقت الحالي، فكتب «لو سمحت نزلنى قدام الكنيسة»، والذى يحتوى لقطات من ملف صدر فى مجلة «صباح الخير» لتحية أقباط مصر بعيدهم، مشيرًا إلى مقال ضمن الملف كتبته أمل فوزى حول العنصرية و«الكلاشيهات» التى صارت محفوظة ويقولها الناس بتلقائية وهى تحوى ألغامًا مريعة، مثلما يقول شخص «أنا مديرى مسيحى بس راجل محترم جدًا»، أو يقول آخر: «جار مسيحى بس ماشوفتش منه حاجة وحشة».