الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

نحن نقص عليك| صالح.. دعوته لقوم ثمود

 القرآن الكريم
القرآن الكريم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يزخر القرآن الكريم بالقصص التى لم تكن مجرد عرض للتسلية وإنما ليزداد المؤمن ثباتًا على الحق وإصرارًا على مواجهة الباطل، من خلال إطلاعه على مواقف الأنبياء والمرسلين وقصصهم. وكان القصص القرآنى له النصيب الأكبر من قبل علماء المسلمين والباحثين والمفكرين، وخلال شهر رمضان المبارك نستعرض سيرة الرسل والأنبياء حتى تكون عبرة ونهجًا وصراطًا مستقيمًا نسير عليه.
يحتشد القرآن الكريم بالعديد من القصص، التى أخبرنا بها الله عن أحوال الأمم الماضية والنبوات السابقة، واشتملت على كثير من وقائع الماضى وتاريخ الأمم، وذكر البلاد وتتبع آثار كل قوم، وحكى عنهم صورة ناطقة لما كانوا عليه وذلك لقوة تأثيرها فى إصلاح القلوب والأعمال والأخلاق، وكذلك لتكون عظة وعبرة ونهجا قويما يسير عليه المسلمون.
ومن تلك القصص قصة نبى الله صالح ودعوته لقومه، الذين اشتهروا ببناء القلاع والحصون والبيوت من الصخر، كما تقول الآية الكريمة {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ}، وقوم ثمود جاءوا بعدما أهلك الله سبحانه وتعالى قوم «عاد» بالريح الصرصر العاتية، وأنجى نبى الله هود ومن معه من المؤمنين، ليأتى بعدهم قوم «ثمود» ويبعث لهم نبى الله «صالح» حيث تخبرنا آيات الذكر الحكيم، أن الله سبحانه أرسل صالحه إلى قومه، ليدعوهم إلى عبادة الله وحده، وهى الدعوة التى قابلها قوم «ثمود» بالسخرية مثلما فعل أهل عاد مع سيدنا هود عليه السلام والذين أهلكهم الله عقابا لهم على كفرهم وطغيانهم.
ومع مرور الأعوام، جاءت أقوام أخرى ضلوا الطريق وعبدوا الأوثان ومنهم قوم «ثمود» ويذكر عنهم أنهم كانوا يتحدثون اللغة العربية الفصحى والتى توارثوها عن قوم «عاد» وسكنوا منطقة صخرية فى أحد الأودية؛ حيث كانوا يقطعون الصخور ليشيدوا بها منازلهم فى المكان الذى أقاموا به، والذى أطلق عليه اسم «الحجر» ويقع شمال غرب الحجاز، على الطريق القديم الذى يربط بين المدينة المنورة وتبوك، والذى أطلق عليه فيما بعد اسم «العُلا» وهو الاسم الذى ظل عالقا به حتى الآن.
وجدير بالذكر أنه يوجد فى «العلا» منطقة أثرية تسمى باسم «مدائن صالح» نسبة إلى نبى الله صالح، ولا تزال بها بعض آثار قوم ثمود، وبها أيضًا بعض منازلهم التى نحتت من الصخور والجبال، حيث كان قوم «ثمود» ينحتون من الجبال بيوتا، وتميزوا بذلك حتى أنهم لم يكتفوا بنحت المنازل بداخل الجبال، بل وقاموا ببناء القصور الفخمة فى السهول، كما برعوا فى الزراعة واستصلاح الأراضي، وحفر عيون الماء، مما دفعهم لإنشاء الجنات والبساتين، وغرسوا النخيل وأشجار الفواكه، ومع تلك النعم التى أنعم بها الله عليهم، إلا أنهم تبطروا عليها وظنوا أنها من صنعهم وليست هبة من المولى سبحانه لهم.