الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

«سيمو».. منارة معلوماتية في قلب أوروبا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نشاط مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس دفع البرلمان الفرنسى للعمل على تصنيف الإخوان «جماعة إرهابية» ساعد العالم على فهم ظاهرة الإرهاب بعيدًا عن العشوائية والتخبط

تخصص فى دراسات الإسلام الحركى وقضايا الإرهاب.. وأنشأ «المرجع» بـ4 لغات بمشاركة متخصصين

واجه حربًا شرسة بدءًا من محاولة إفشال ندواته ومؤتمراته وانتهاء باتهامه بمعاداة السامية.. وحاول دعاة الإرهاب محاصرة أنشطته قانونيًا

حذر من تغلغل الجماعات فى المُجتمعات الأوروبية.. وسعى للاندماج والتفاعل مع الغرب كشف دور قطر والإخوان فى تمويل وصناعة الإرهاب الدولي.. ونجح فى كشف الأذرع المالية للإخوان المُنتشرة فى الغرب وعمليات تبييض الأموال


بعد نجاحه فى كشف دور المال القطرى فى تمويل الإرهاب العالمي، وظهور العديد من الحقائق، تعرض المركز ورئيسه البرلمانى والباحث د. عبدالرحيم علي، بشكل خاص إلى هجمة شرسة

عبدالرحيم على: كان لدى حلم ونجحت فى تحقيقه، وخرج المركز الذى تميز عن غيره من مراكز الدراسات والبحوث السياسية المختصة فى فرنسا وأوروبا عمومًا

رأى المركز أن قضايا تيار الإسلام الحركى والإرهاب والبحث فيها، فى حاجة مُلحة أكثر من أى قضية أخرى، لجهد ملموس وحقيقى فى مجال المعلومات

 

يتجه البرلمان الفرنسى بشكل فعلى إلى تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، حيث وقّع أكثر من 50 من النواب الفرنسيين عن الحزب الجمهورى، ورئيس منطقة باكا، رينو موسيلير، على رسالة مفتوحة دعوا فيها الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، إلى مواجهة التطرف من خلال «إعلان الإخوان كمنظمة إرهابية»، وحل المنظمات المرتبطة بها، وهذا بعد أسبوع واحد من مطالبة المتحدثة باسم حزب الجمهورى اليمينى المعارض فى فرنسا، ليديا جيرو، لماكرون بتصنيف الإخوان كتنظيم إرهابى، لتزداد الأزمات التى تعانى منها الجماعة، خاصة أنها تأتى فى وقت تسعى فيه الولايات المتحدة الأمريكية لتصنيفها أيضًا إرهابية.

 

تأتى هذه الخطوة لتؤكد تلك الجهود المستمرة المتوازية، والتجربة الناجحة الرائدة لمركز دراسات الشرق الأوسط بباريس (سيمو)، الذى وضع على كاهله، منذ تم إنشاؤه على يد البرلمانى وخبير الحركات الإسلامية عبدالرحيم على، مواجهة جملة من التحديات، لعل أهمها ما يتعلق بمدى القدرة على التصدى للإرهاب وزحف أفكار التطرف والتعصب الأعمى، الذى تنشره جماعات الإسلام الحركى فى العالم أجمع بشكل مُنَظَّم ومُمَوَّل ومُخَطَّط ودقيق، بادئًا تلك الجهود من فرنسا، ثم متوسعًا فى أوروبا حين أنشأ مكتبًا للمركز فى ألمانيا، لينتقل إلى عواصم أوروبية أخرى، من أجل خلق وسيلة جديدة للتواصل بين الشرق والغرب، ولمحاربة الإرهاب والإخوان فى مواطن بكر لم يواجهها فيها أحد.

يقول عبدالرحيم علي: إنه التقى أغلب نواب البرلمان الفرنسى وعقد أكثر من ١٠ ندوات فى قلب فرنسا، وإن الطلب الذى تقدم به النواب الفرنسيون يأتى نتيجة هذه الجهود التى قام بها هو ومركزه، فقد كان من الضرورى أن يأتى هنا إلى باريس لكى نسمعهم صوتنا ولكى نسمح للآخرين بالتعرف على تجربتنا والاستماع لنا والمشاركة فى الحوارات والنقاشات التى تدور، والتعاون مع العديد من الخبراء كرولان جاكار وريشار لابيفيير ويان هاميل، وغيرهم.. لقد كان من المهم أن نُفهم الآخرين وجهة نظرنا ونشرح لهم تجربتنا وأيضا آرائنا الحقيقية.

واصل المفكر المصرى عبدالرحيم على حديثه قائلًا: «من وجهة نظرنا الإسلام ليس الإخوان ولا يمثلونه فهم لا يظهرون إلا الجانب الخاطئ والمظلم من الفكر الإسلامى، وهذا الجانب لا يعبر عن أفكار وتوجهات ووجهة نظر جموع المسلمين.. فنحن نحترم المرأة ونؤمن بالديمقراطية والتداول السلمى للسلطة، ونحترم الفن أيضًا، ونحن مهتمون للغاية بالتبادل الثقافى بين الحضارات، وهل تتذكرون ما حدث خلال القرون الماضية؛ قامت الحضارة العربية وكبار الفلاسفة العرب بخلق جسور وقنوات تواصل قوية مع الغرب، وذلك على النقيض تماما مما يفعله الإخوان المسلمون فهم يرون أن الحضارة الغربية هى الشيطان ويجب أن تعود تحت سلطة الحضارة الإسلامية».


«سيمو» نموذج يحتذى به

تعد تجربة مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس فى التصدى لظاهرة الإرهاب بأوروبا، نموذجا يحتذى به، فحين انكسرت شوكة تلك الحركات فى دول عدة بالعالم العربى فى السنوات الأخيرة، كمصر والإمارات والسعودية والكويت والبحرين وغيرها من البلدان- جعلها تتطلع لغزو أوروبا؛ أملًا فى إيجاد أرضية سانحة للانتشار والتمدد ونشر أفكارها بشكل واسع، عبر تكثيف عمليات التجنيد للجيل الثانى من المهاجرين، ويساعدها فى ذلك تمويل سخى تتلقاه من دول عدة لها مصلحة فى انتشار وقوة هذه التنظيمات فى أوروبا كقطر وتركيا وإيران، ومن هنا جاءت أهمية الوجود للمركز، الذى وضع نصب عينيه فى البداية تصحيح تلك الأفكار المغلوطة حول تلك الجماعات فى الغرب، باعتبارها مؤسسات ديمقراطية تم اضطهادها فى بلادها بواسطة حكومات دكتاتورية، وهو ما ساعدها كثيرًا فى التغلغل فى أوروبا.

كان ما يتعلق بقضايا تيار الإسلام الحركى وقضايا الإرهاب فى حاجة ملحة، أكثر من أى قضية أخرى، لجهد ملموس وحقيقى فى مجال المعلومات، يحرص على استكمال ما هو غير متاح، ويعالج ما هو متوفر، خاصة بعد أن أصبحت تلك القضايا تقض مضاجع الجميع فى الشرق والغرب ليس فقط عبر عمليات إرهابية تحصد أرواح الأبرياء بلا تمييز، ولكن عبر نشر أفكار تحاول تغيير العالم نحو الأسوأ، خاصة فيما يتعلق بحرية الرأى والتعبير وحرية العقيدة، والموقف من المرأة والفن وقضايا الديمقراطية، والتداول السلمى للسلطة والنظرة إلى الآخر، المختلف فى العقيدة أو المذهب، ومن هنا جاء «سيمو» ليضع لبنة الأساس فى بناء المواجهة.

يقول عبدالرحيم علي، فى تصريحات نقلتها وسائل إعلام عربية: أنا عايشت تلك التنظيمات، وعاينت أفكارها بدقة واشتبكت معها ومع قادتها وكوادرها ومناصريها فى سجالات عدة، لم يستطيعوا خلالها الثبات دقيقة واحدة، وقد تأكد لنا خلال ثلث قرن من المتابعة الدقيقة لتلك الجماعات، أن امتلاك ناصية المعرفة هو الجسر القادر على الوصول بنا نحو فهم صحيح لأفكار ومخططات تلك الجماعات، سواء فى بلادنا العربية والإسلامية أو فى أوروبا وأمريكا، ذلك أن ندرة البيانات لم تعد مشكلتنا، مثلما كان الحال فى عصور سابقة، بل على العكس، فقد أصبحت الإشكالية المطروحة الآن هى فيض البيانات، وهو ما يجعل الباحث عن الحقيقة، أو الراغب فى بناء رؤية، يغرق فى كم هائل من البيانات، بعضها يناقض الآخر؛ ما يجعله فريسة سهلة للتشوش ما لم يمتلك القدرة المعرفية التى تؤهله لفرز الغث من السمين.

وكان هذا المشروع، مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، ليصبح مركزًا مُتخصصًا فى دراسات الإسلام الحركى وقضايا الإرهاب، حيث قام فى البداية بإنشاء موقع على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، تحت عنوان «المرجع» متخصص بأربع لغات هي: العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية، وكذلك نشر كراسة شهرية بالأربع لغات ذاتها، كما قام بنشر مجلة شهرية، وشارك فى تحرير الموقع والمجلة والكراسة عدد من الخبراء والمختصين بمجال دراسات الإسلام الحركى حول العالم، فى مقدمتهم: الفرنسى رولان جاكار، والسويسريان ريشار لابيفيير ويان هاميل، والجزائرى عتمان تازغرت، والباحث المصرى عبدالرحيم علي، وكانت الكراسة الأخيرة (السلفية المدخلية فى أوروبا.. النمو الصامت) التى كتبها الباحث ماهر فرغلي، وصلاح الدين حسن.

لقد كان مركز دراسات الشرق الأوسط فى لقاءاته كلها التى عقدها ومؤتمراته يأمل أن يكون إضافة حقيقية لهذا الحقل من الدراسات، يقدم شيئًا يساعد العالم على الفهم والتدبر، بعيدًا عن الرؤى المتخبطة والعشوائية والبعيدة عن الدقة.

وخلال كلمته فى ختام فعاليات الجلسة الثانية من ندوة مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، بعنوان «التحديَات الجديدة أمام مكافحة تمويل الإرهاب»، المقامة بفندق نابليون بالضاحية الثامنة، على هامش انعقاد المؤتمر الفرنسى لمكافحة تمويل الإرهاب، بحضور الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، والذى استمر على مدى يومى ٢٦ و٢٧ من الشهر المنقضي.

استعرض الدكتور عبدالرحيم علي، جهود المركز وإصداراته المختلفة وأعماله البحثية المتميزة فى مجال مكافحة الإرهاب الدولي، وحركات ما يُعرَف بالإسلام الحركي.

وأكد أن «الْمَرْجِع» سيحتل المركز الأول عالميًّا فى دراسة ظواهر الإسلام الحركي، قائلًا: «لماذا ندع الغرب يفهموننا بشكل خاطئ طوال الوقت؟ يجب معرفة كيف نشأت الحركات الإسلامية لدينا، وهل هى حركات ديمقراطية تناضل من أجل الإنسان، وبالتالى نقف جانبها ونجعلها تصل إلى السلطة، أم هى عكس ذلك تماما.. نحن لسنا مؤسسة اجتماعية، ولكنها مؤسسة هادفة للربح، ونقدم دراسات سياسية وليست اقتصادية، إضافة إلى العديد من الندوات والمؤتمرات والكتب المترجمة والمواقع الإلكترونية».

تابع عبدالرحيم علي، قائلا: «ذهبت إلى الناس فى البرلمان الأوروبى ومجلس الشيوخ والنادى الصحفى فى باريس والأمم المتحدة، وقمنا بالعديد من المؤتمرات، إضافة إلى فكرة الإفطار الأسبوعى فى «سيمو»، وتواصلنا مع كثير من الصحفيين الفرنسيين، وكل ما نريده هو الحوار المشترك على أرضية علمية لا علاقة لها بدول أو إنجازات معينة»، مؤكدًا، أن الهدف هو الوصول إلى وجهات نظر مشتركة، حول تلك الجماعات الإسلامية فى المنطقة العربية، ومعرفة أهدافها.


جهود فى سماء أوروبا

انطلق مركز دراسات الشرق الأوسط فى باريس عام ٢٠١٧، ليكون جسرًا للتواصل بين الشرق والغرب، وكمؤسسة مستقلة تهدف لنشر رسالة سلام بجميع اللغات من بلد يعد مهدًا لحضارة من أعرق الحضارات فى تاريخ الإنسانية، وكانت رسالته فى أوروبا:

إيصال وجهة نظر المعتدلة للإسلام.

إيصال صوت الشرق والمسلمين لأوروبا.

توضيح أن الإسلام ليس الإخوان المسلمين.

خلق حلقة تواصل مستمر بين الديمقراطيين فى الشرق ونظرائهم فى الغرب.

التحدث مع الغرب باللغة التى يفهمونها.

شرح وجهة نظرنا وشرح تجربتنا وأيضا آرائنا الحقيقية.

توضيح مخاطر الإخوان على أوروبا والغرب.

توضيح خطورة الجماعات الإرهابية وجماعات العنف، وليعرف الغرب المخاطر التى يمثلها عليه الإسلام السياسى والحركي، كما يساهم المركز فى دعم التبادل والتواصل بين الحضارات.

ويضم مركز دراسات الشرق الأوسط فى باريس فى هيئته الاستشارية كلا من رولان جاكار رئيس المرصد الدولى لمكافحة الإرهاب والخبير الاستراتيجى فى الإرهاب لدى مجلس الأمن، ريشار لابفيير الباحث والإخصائى فى مجال الإرهاب، مؤلف كتاب «دولارات الرعب»، الباحث والكاتب عثمان تزغارت مؤلف كتاب «وصايا بن لادن»، والمُختص بقضايا الإخوان فى أوروبا الكاتب يان هامل.

أطلق مركز دراسات الشرق الأوسط من العاصمة الفرنسية مشروع «المرجع» الدولي، الذى يضم شبكةً إخباريةً إلكترونية مُتخصّصة فى دراسات الإسلام السياسى بالفرنسية والعربية والإنجليزية والألمانية، لتزويد صانع القرار العربى والأوروبى بما يلزم من معلومات موثقة لمواجهة الجماعات الإرهابية وحلفائها فى العالم، ومُحاصرة تحركاتها فى الأوساط الدولية، وإطلاع الرأى العام الغربى والأمريكى على جرائمها ومحاولاتها التأثير على تقاليد وقيم التسامح وحوار الحضارات.

ويتضمن المشروع كذلك إصدار العديد من الأبحاث والدراسات التحليلية، منها مجلة «المرجع» التى تطبع وتوزع فى لندن، ونيويورك، وباريس، وهامبورج، والقاهرة باللغات الأربع، وتشكل مرجعًا حقيقيًا للباحثين فى ظاهرة الإرهاب على مستوى العالم فى المستقبل القريب.

وعن أهمية المشروع يقول رئيسه الدكتور عبدالرحيم علي، إن العالم يواجه اليوم جُملة من التحديات، أهمها القدرة على التصدى للإرهاب، وزحف أفكار التَّطرف والتّعصب الأعمى الذى تنشره جماعات الإسلام الحركى فى العالم بشكلٍ مُنظم ومُمول ومُخطط ودقيق.

ومنذ إنشائه قام مركز دراسات الشرق الأوسط، بإطلاق العديد من الأنشطة منها:

الندوات والمؤتمرات.

إصدار الكتب والمجلات والكراسات.

تنظيم عدد من الحلقات التليفزيونية واللقاءات المهمة.

إصدار موقع متخصص بأربع لغات، ومنصات لـ «السوشيال ميديا».

ففى ٦ أكتوبر ٢٠١٧، أصدر مركز CEMO العدد الأول من الطبعة الدولية لمجلة the portal باللغتين الإنجليزية والفرنسية، والتى أحدثت صدى كبيرا فى الأجواء الأوروبية، مما زاد من مسئولية المكتب التنويرية تجاه العالم الغربى لكشف حقيقة ما يجرى فى الشرق الأوسط.

وفى مايو ٢٠١٨، أطلق مركز دراسات الشرق الأوسط مجلة شهرية (المرجع)، التى ستصبح مرجعًا فى إيديولوجية الإسلام السياسى بأربع لغات: فرنسى وإنجليزى وألمانى وعربي، والتى ضمت مقالات لكتاب وخبراء فى إيديولوجية الإسلام السياسى مثل: عبدالرحيم علي، ورولان جاكار، وريشار لابيفيير، وعثمان تازاغرت، ويان هاميل.

وتوثيقا لتلك الأعداد التى تحتوى على أهم التقارير والمقالات والوثائق المهمة، والدراساتِ والبحوثِ والمقالاتِ والتحليلاتِ و«البروفيلات» والكتبِ والملفاتِ، أطلق مركز دراسات الشرق الأوسط «موقع المرجع»، بهدف مخاطبة القارئ الغربى والعربى والتواصلُ معه، بحيثُ يستطيعُ الزائرونَ الاطلاعَ على الأرشيفاتِ فى جميع الأقسامِ.

وقد أصدر المركز ثلاث كراسات متخصصة باللغات الأربع، وكانتْ الكراسةُ الأولي، حولَ مخاطرُ الفكرِ الإخوانِّى على قيمِ الحضارةِ الغربيةِ، وجاءتْ الكراسةُ الثانيةُ تحتَ عنوان «لماذا ينضمُ شبابٌ أوروبيون إلى داعش؟»، ثم الكراسة الثالثة تحت عنوان «السلفيَّةُ المدخلية».

أما من ناحية الكتب فقد أصدر المركز سلسلة بدأها بـ«الإخوانِ المسلمينَ» باللغتينِ الإنجليزيةِ والفرنسيةِ، وكتابٍ آخر «داعش»، بالإضافة إلى العديد من الكتب الجارى إنتاجها من خلال المركز.

فى يوم ٦ أكتوبر ٢٠١٧، قام المركز بعمل ندوة بعنوان «مكافحة الإرهاب والدور القطرى فى تمويل الإرهاب»، فى فندق موريس رولان دوما، وزير الخارجية الفرنسى الأسبق، وفرانسوا أسيلينو، مرشح الانتخابات الفرنسية الأخيرة.

كما قام المركز فى مقره الرئيسى بباريس بعمل ندوات متعددة، شارك فيها أيضًا «جورج ملبرونو»، صحفى فى «لو فيجار» و«فرانسوا أسيلينو»، مرشح الانتخابات الفرنسية الأخيرة، «وإلى حاتم»، محام دولي، و«إريك شامبير»، و«يببر بيرتيلو»، وبعض من أساتذة الجامعات ممن يتمتعون بشهرة واسعة فى الأوساط البحثية والإعلامية.

ويوم ١٧ أكتوبر عام ٢٠١٧، وبمناسبة نشر كتاب دولة الإخوان المسلمين، تم عمل ندوة حول الكتاب وإعادة توزيع الأوراق فى عالم مضطرب مليء بالتغييرات، وذلك فى ساحة «لو سكريب لارماتان»، شارك فيها كاترين موراف دى سايي، وعضو مجلس الشيوخ، فرانسوا جروديديي، وزينة الطيبى الكاتبة والصحفية الفرنسية اللبنانية.

فى باريس أيضًا أقام المركز يوم ٢٩ نوفمبر ٢٠١٧، ندوة تحت عنوان (مخاطر الإخوان المسلمين على القيم الغربية، وضرورة تحذير حكومات دول الاتحاد الأوروبى منهم)، وذلك فى مجلس الشيوخ الفرنسى، شارك فيها عدد من الصحفيين السويسريين، مثل: يان هاميل الصحفى فى الأسبوعى الفرنسى لى بوين والخبير فى شئون الإخوان المسلمين.

وفى نادى الصحافة جينيفا - سويسرا، يوم ١٨ يناير ٢٠١٨، أقام المركز ندوة حول «تمويل وانتشار الفكر المتطرف فى أوروبا.. الإخوان نموذجًا»، بحضور عدد من الصحفيين، مثل جورج ملبرونو من «لفيجار».

وفى نادى الصحافة فى باريس تمت ندوة عن توغل الإرهاب فى فرنسا، ومخاطر الإرهاب الإسلامي، الذى يهدد الأمن فى مصر.

وشارك يان هاميل وهو صحفى فى لى بوين، وريشار لابيفيير وعثمان تازغارت وهما خبيران فى شئون الإرهاب والرهينة الأمريكى السابق فى سوريا تيو بدنوس، فى ندوة يوم ١٣ فبراير ٢٠١٨؛ حيث قدم المركز توصيات لتعزيز مكافحة تمويل الإرهاب، على هامش مؤتمر الأمن وسياسات الدفاع.

وعن تمويل قطر للإرهاب شارك عبدالرحيم على وعدد من الخبراء الدوليين، منهم: رولان جاكار وريشار لابيفيير وعثمان تازغارت، فى ندوة بميونخ - ألمانيا يوم ١٧ فبراير ٢٠٨، وافتتح الندوة د. أحمد يوسف، وبعدها طرحت عدة توصيات بخصوص مكافحة تمويل الإرهاب.

وعلى هامش مؤتمر باريس بمناسبة مؤتمر الحكومة الفرنسية حول مكافحة تمويل الإرهاب، وفندق نابليون - فرنسا - باريس، يوم ٢٦ أبريل ٢٠١٨، أقام المركز ندوة أخرى، أطلق فيها عددًا من المجلات والكتب والكراسات.

وحول الأدوات الجديدة التى تستخدمها الدول فى تمويل الإرهاب فى أوروبا، أقام المركز ندوة فى فندق نابليون - فرنسا - باريس، يوم ١٤ مايو ٢٠١٨، وذلك بدعوة من مرشحة الرئاسة الفرنسية مارى لوبان، وكانت هناك العديد من الأسئلة فى وجود العديد من القنوات الفضائية الفرنسية والعربية.

ولم تصل الجهود إلى هذا الحد فقط، لكن المركز ورئيسه انتقلوا إلى البرلمان الفرنسي، والأوروبي، وبحضور مارى لوبان، أقام ندوة مع برلمانيين فرنسيين، حول أثر انتشار منظمات الإخوان المسلمين فى فرنسا على السياسات الفرنسية.

وحول خطر الإخوان على أوروبا أقام المركز إفطارًا بالجمعية الوطنية- البرلمان الفرنسى يوم ٢٢ مايو ٢٠١٨، بحضور العديد من أعضاء البرلمان الأوروبى، وقامت العديد من القنوات الفضائية الفرنسية والعربية بتغطية الندوة، إضافة إلى الندوة الأخرى حول انتشار الإرهاب فى أوروبا، وسبل مواجهته فى ستراسبورج - فرنسا، يوم ١٢ يونيو ٢٠١٨، بحضور«مسيو جون فرونسوا جيرو - المنسق العام لأجهزة الاستخبارات الفرنسية بالإليزيه»، ولواء «جون برنارد بيناتل، قائد قوات المظلات الأسبق بالجيش الفرنسي، وأستاذ مادة الأمن القومى بالسوربون»، الذى ألقى كلمة مهمة حول ضرورة المواجهة الجادة مع ممولى الإرهاب خاصة فى أوروبا، كما حضر البروفسور «تيرى لانس، أستاذ مادة تاريخ الحروب فى السوربون والمدير العام لمؤسسة نابليون»، وألقى كلمة مهمة حول الدور السلبى لكبريات الصحف فى فرنسا وخطيئتها فى مؤازرة الإخوان المسلمين بشكل مباشر أو غير مباشر، و«مسيو كريستيان جمبوتى رئيس تحرير مجلة «أنتليجانس أفريكا»، الخبير الأمنى بأفريقيا»، الذى ألقى كلمه حول التعاون الاستخباراتى وأهمية أن نربح معركة الأفكار قبل معركة السلاح، و«مسيو بيير برتلوه الباحث الكبير، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية»، حيث أجرى مداخلة حول الاهتمام الذى يلاقيه بعض قادة الإخوان الإرهابيين من الإعلام الفرنسى، وهل هو مقصود أم مدفوع الأجر؟ ومن أبرز حضور الإفطار كانت الصحفية اللامعة سيلين لوساتو مسئولة قسم الشرق الأوسط بمجلة «أوبسرفاتور»، واستفاضت فى كلمتها حول دور الصحافة اليسارية التى لا تفهم ظاهرة الإرهاب فى انتشار الفكر المتطرف فى فرنسا، وتجاذب معها أطراف الحديث ميشيل بنجيب سيدهم الباحث فى تاريخ الحملة الفرنسية على مصر، والمحرر السابق بصحيفة «لوماند»، و«سولان برز» من الشركة الفرنسية للعلاقات العامة وخبير إعلامي.

لم يكتف المركز بهذه الجهود إنما انتقل لإقامة ندوة حول «الإرهاب فى ليبيا - مصر - اليمن نموذجًا»، ومواجهة الظاهرة ومموليها فى الغرب خاصة قطر وايران وتركيا، وذلك بفندق برنس دوجال بقاعة الـ«شاليو» يوم ٢٤ أكتوبر ٢٠١٨.


المركز فى مواجهة المؤامرات

لأن مركز دراسات الشرق الأوسط فى باريس، نجح منذ إطلاقه فى إحداث نشاط سياسى فكرى ملحوظ يهتم بدراسات الإسلام السياسى وقضايا الإرهاب، ضمن جهوده لكشف محاولات توظيف بعض الأطراف للإسلام وحقيقة أنه دين تسامح ومحبة، فقد واجه حربًا لا هوادة فيها بدءًا من محاولة إفشال ندواته ومؤتمراته، وانتهاء باتهامه بمعاداة السامية، وذلك من أجل محاصرة أنشطته قانونيًا.

كما رأى المركز أن قضايا تيار الإسلام الحركى والإرهاب والبحث فيها، فى حاجة مُلحة أكثر من أى قضية أخرى، لجهد ملموس وحقيقى فى مجال المعلومات، وحرص على استكمال غير المتاح وعالج المتوفر منها، خاصةً بعد أن أصبحت تلك القضايا تقض مضاجع الجميع فى الشرق والغرب ليس فقط بسبب الإرهاب الذى يحصد أرواح الأبرياء بلا تمييز، ولكن بسبب نشر أفكار تحاول تغيير العالم نحو الأسوأ، خاصة فيما يتعلق بحرية الرأى والتعبير، وحرية العقيدة، والموقف من المرأة، والفن، وغيرها، لن يتوقف عن تلك الجهود مطلقًا إلى أن يشاء الله.

إن خطورة المركز على الممولين والداعمين اللوجيستيين للإرهاب، هو أنه الذى أخذ على عاتقه التحذير من تغلغل بعض الجماعات فى المُجتمعات الأوروبية والغربية عموما ذات النظام العلمانى المُنفتح على ثقافة الآخر، بدل السعى للاندماج والتفاعل مع تلك المجتمعات، كما أنه كشف بوضوح دور قطر والإخوان فى تمويل وصناعة الإرهاب الدولي، ونجح فى كشف عدد من الأذرع المالية للإخوان المُنتشرة فى الغرب، وعمليات تبييض الأموال، والصفقات المالية ذات الصلة بالرهائن الغربيين والإفراج عنهم لتمويل الجماعات الإرهابية، وقدم فى هذا الصدد العديد من الشهادات الحية والوثائق المؤكدة.

وبعد نجاحه فى كشف دور المال القطرى فى تمويل الإرهاب العالمي، وظهور العديد من الحقائق، تعرض المركز ورئيسه البرلمانى والباحث د. عبدالرحيم علي، بشكل خاص إلى هجمة شرسة من خلايا إخوانية نائمة مموّلة قطريًا، بتحريض بعض الإعلام الفرنسى على المركز بمحاولة اتهامه بمعاداة السامية، لعلمها باستحالة مهاجمة المركز بحجج أخرى، وذلك بعد تأكيد المركز تأييد مواقف الدول العربية والإسلامية الرافضة لنقل السفارة الأمريكية فى إسرائيل إلى القدس المحتلة.

وانطقلت الحملة ضد المركز على يد «رومان كاييه»، الذى يعرف نفسه متخصصًا فى شئون الحركات الإسلامية، وهو فى الحقيقة فرنسى اعتنق الإسلام قبل سنوات وانضم إلى التيار السلفى المتشدد، وتعتبره جهات فرنسية خطرًا على الأمن القومي، وتوقفت بعض القنوات عن دعوته للمشاركة فى ملفاتها السياسية باعتباره خبيرًا فى الحركات المتطرفة.

ولأن المركز كشف فى تقرير حديث، جهود حكيم القروى، أحد أبرز الوجوه الموالية للإسلاميين فى فرنسا، لتسهيل صعود الإخوان فى الأراضى الفرنسية خاصةً، بفضل التمويل والاستثمار، بسبب ارتباطه بجماعة الإخوان المدعومة من قطر التى تضخ أموالًا طائلة فى أوروبا بشكل عام وفرنسا بشكل خاص، واجه أيضًا تلك الحملة الشرسة.

وفى يوم الثلاثاء ٢٢ مايو ٢٠١٨، وُجهت الدعوة للدكتور عبدالرحيم علي، من قبل لجنتى الدفاع والعلاقات الخارجية فى البرلمان الفرنسي، للتحدث بصفته خبيرًا فى شئون الإرهاب، ونائبًا فى البرلمان المصري، وباحثًا متخصصًا فى شئون الإسلام الحركي، عن مخاطر إرهاب ما بعد داعش، وتغلغل الحركات الإسلامية المتطرفة فى أوروبا بشكل عام وفرنسا بصفة خاصة، واستقبلته السيدة مارين لوبان، مرشحة الرئاسة الفرنسية السابقة، بوصفها نائبة برلمانية وعضو لجنة الشئون الخارجية، والسيد لوى إليوت، بوصفه عضوًا بلجنة الدفاع والأمن القومى النائب، وتحدث حينها عن تغلغل الإخوان، والجماعات الجهادية فى فرنسا، ومخاطر ذلك على القيم الحضارية الغربية. لكنه لفت إلى أن بعض غلاة العنصريين، الذين يتعمدون التجنى على الإسلام والمسلمين، يغذون التطرّف من حيث إنهم يخلقون بيئة مواتية يستغلها الإسلاميون المتطرفون لاستقطاب الشباب المسلم فى فرنسا. وضرب عبدالرحيم على، مثلا عن ذلك بالعريضة المثيرة للجدل، التى أصدرتها مؤخرًا ٣٠٠ شخصية فى فرنسا، ودعت فيها إلى حذف بعض الآيات من القرآن الكريم.

وفى تطور غير مسبوق على الساحة السياسية الفرنسية، قامت السيدة مارين لوبان، بالتصديق علنا على كلام عبدالرحيم علي، ووصفت موقّعى تلك العريضة بـ«الأغبياء»، مؤكدة أن فرنسا ليست لها أى مشكلة مع المعتقدات الدينية، ولا مع النصوص المقدسة، بل هى معنية فقط بمحاربة التطرّف الجهادى من أجل حماية أمن مواطنيها، بمن فيهم المسلمون.

وأكد عبدالرحيم على فى الندوة أيضا كيف أن الحركات والتنظيمات المتطرفة بشقيها الإخوانى والجهادي، مدعومة من قبل رعاتها فى قطر، شاءت غير ذلك، فقد أوكلت إلى شخص مشبوه، اسمه رومان كاييه، بإطلاق حملة مسعورة لاتهام المركز بأنه «مهووس بنظرية المؤامرة الصهيونية»، وهذا الشخص، الذى كان يزعم فى السابق أنه باحث متخصص فى الإسلام الجهادي، قبل أن يتبين أنه مدرج على اللوائح الفرنسية للمتطرفين، ما جعل كل وسائل الإعلام الجادة فى فرنسا تتبرأ منه وتقطع صلاتها به، قام بإطلاق سمومه ضد «عبدالرحيم»، من خلال مجموعة من التغريدات التحريضية على توتير، وسرعان ما تلقف تلك التغريدات موقع صحفى فرنسى، كانت قطر قد اشترت أسهمه قبل أشهر. ومن ذلك الموقع، قفزت التهم الموجهة للدكتور عبدالرحيم على بسرعة مذهلة إلى المواقع الصهيونية كافة فى فرنسا. ثم توسع الأمر ليصل خلال أقل من ٢٤ ساعة، إلى تل أبيب ليتصدر الموقع الإلكترونى لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل».

إن التغريدات والمقالات التى نُشرت بإيعاز من قطر وأذيالها الإخوانية فى فرنسا، وتلك التى نُشرت على المواقع الصهيونية والإسرائيلية، حملت صياغات متطابقة وتعابير متشابهة لا يمكن أن تأتى بمحض المصادفة. لكنها كانت تشير إلى شيء واحد فقط، هو نجاح مركز دراسات الشرق الأوسط، وإلا لما قامت تلك الذيول الإخوانية المدعومة قطريًا بتلك الحرب.

«سيمو» مستمر فى المواجهة

لن نكف عن مواجهة المتطرفين والإرهابيين وسنكشف كل ألاعيبهم، هكذا يقول عبدالرحيم علي، وانطلاقًا من الجهود السابقة، ومن تلك النجاحات التى تحققت وتوجت بالعريضة التى قدمها النواب الفرنسيون، سيتوسع مركز (سيمو) وخلال الأيام المقبلة، سيفتتح مركزًا فى الولايات المتحدة، كما أنه من المتوقع مستقبليًا أن يكون له مقر فى موسكو، وأيضًا فى لندن، التى تعتبر من العواصم الأوروبية التى يتوغل بها تنظيم الإخوان.

إن «الإخوان» التى أصابها الوهن والضعف فى الشرق الأوسط، عقب أن كشفت الشعوب حقيقتها، تبدو أكثر قوة فى الغرب؛ فقد استطاعوا الوصول والتغلغل عبر أكثر من ٥٠٠ منظمة متفرقة فى أوروبا، تحت مسمى «اتحاد المنظمات الإسلامية»، منها ٢٥٠ منظمة فى فرنسا فقط، ووفق إحصاءات أخرى، يمتلكون حوالى ١٠ مليارات دولار أصولًا فى الغرب، وعلى المستوى الفكرى يسيطرون على مئات المساجد فى فرنسا، ويقومون بتجنيد مئات الشباب وإقناعهم بفكرهم ويزرعون فيهم الكراهية للحضارة الغربية، وكل هذا يحتاج إلى جهود جبارة، وضع مركز دراسات الشرق الأوسط نفسه كجزء منها، بل كمخطط موضوعى لجهودها خلال الأيام المقبلة.

يقول عبدالرحيم علي: كان لدى حلم ونجحت فى تحقيقه، وخرج المركز الذى تميز عن غيره من مراكز الدراسات والبحوث السياسية المختصة فى فرنسا وأوروبا عمومًا، بمطبوعاته وإصداراته الفكرية المُعمقة، وشبكته الإخبارية الغنية «المرجع» باللغات العربية، والفرنسية والإنجليزية، والألمانية، وبتنظيم العديد من أهم المؤتمرات والندوات بحضور سياسى فرنسى مهم، ما أسهم فى التعريف بخطر تنظيم الإخوان على الدول الأوروبية، وليس فقط على منطقة الشرق الأوسط، وقدم لصانع القرار ورجل السياسة حقائق تسهم فى مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والسلام العالمي، ومن أجل ذلك حاربونا، ولا زالوا لكننا سننتصر عليهم، وها هم النواب الفرنسيون الذين قدموا طلبهم لماكرون خير دليل على ما صنعناه وما قمنا به.