لم يرد الرجل على من أساءوا إليه، بابتسامته المعهودة وسعة صدره أعطى مثالا للجميع أن ما أخذه من قرارت لصالح الطلبة إنما كان بدافع أبوي يشعر بجميع أبنائه.. واستمرارا لجسر المودة الذي أقامه بين جميع الطلبة فاجئهم ليتناول الفطور معهم ليشد أزر الطلبة المغتربين ولسان حاله يقول لهم أنا هنا أبا للجميع ولست فقط رئيس جامعة.. رسالة الخشت لم تكن فقط لأبنائه الطلبة بل إلى آبائهم في القرى أن أنهم بأعيننا فلا يصيبكم قلقا عليهم.. فعصر المكاتب المغلقة قد انتهى والآن لم يعد هناك حاجب ولا حائل بين رئيس الجامعة وأبنائه الطلاب.
بل إن رئيس جامعة القاهرة محمد عثمان الخشت، هو من يسعى يطرق الغرف على أبنائه يستمع إليهم ويشد أزرهم يساندهم ويدعهم بكل ما أوتي من سبل.. يخط معهم مستقبلهم ويؤمن بأنهم وقود الوطن.. يهيئهم معنويا ليكونوا غدا على قدر المسئولية. وكأن لسان حاله ينطق "ما بيننا ليس منهج علمي فقط بل منهج تربوي وعلاقة أبوة لن يفصمها الزمن.. ستتذكرون دائما أننا كنا سويا في كل المواقف وستأخذكم سبل النجاح لكن سيبقى في الأذهان أن النجاح لا يصنعه فرد بل نصنعه جميعا مادمنا نشعر ببعضنا البعض".
طلاب جامعة القاهرة أكدوا أن اللافتة الطيبة من رئيس الجامعة عوضتهم عن غيابهم عن منازلهم في شهر رمضان الكريم وشعروا كما لو كان الدكتور الخشت أبا لهم جميعا.. فحرصوا على تخليد الموقف بصور للذكرى.
بعد تناول الإفطار تبادل الحديث مع الطلبة حتى موعد الصلاة ليكون إمامهم فيها كما هو إمامهم في العلم.
