تحل اليوم الثلاثاء، ذكرى رحيل القائد العسكري أحمد بن طولون، الذي أسس دولة قوية لأسرته في مصر والشام، وترك أثرًا عمرانيًا كبيرا، حيث مدينة القطائع ومسجده الكبير.
ولد ابن طولون لأصل قبجاقى، واستقل بمصر من الحكم العباسى سنة 877، وهو أول أمير يعلن استقلال مصر، بل ويؤسس الدولة الطولونية بمصر والشام.
وقام بعدة أعمال في فترة حكمه، منها إنشاء مدينة القطائع، والتي اتخذها عاصمة لدولته، وكذلك بنى مسجده المعروف، وكان معروفا بالتدين وحسن الخلق ومجالسته العلماء، متصفًا بالرزانة والولاء وحفظ القرآن والتفقه في الدين.
حضر إلى مصر وكان عمره 33 سنة كوكيل لزوج والدته باياك ليجمع الخراج بدلا منه ولكنه توفي وتم تعيين حاكم آخر لمصر فعين أحمد بن طولون نائبا له في مصر، وهنا استغل أحمد بن طولون وجوده الدائم بمصر فقام بالاستقلال عن الدولة العباسية في عام 877.
وكان يتميز ابن طولون بكفاءته العسكرية وقام بإصلاحات سياسية واقتصادية كبيرة واشتهر بالعدل بين جميع طوائف الشعب المصرى بكافة أديانه، كما أوقف عمليات النهب والسرقة التي كانت تتم بحق الشعب المصرى.
واستطاع استغلال موارد مصر استغلالا حكيما، فأقام نهضة شاملة في مصر، فأنشأ مدينة القطائع بدلا من دار الإمارة وهي تقع بين جامع ابن طولون وسفح جبل المقطم ومن مهد الرأس التي سميت بعد ذلك بمشهد زين العابدين إلى الرملية.
وفي نفس الوقت شهد عصره عدة ثورات منها ثورة العلويين وكانت ثلاثه ثورة بغا الأصغر حاكم العراق وثورة ابن الصوفى العلوى من إسنا بجنوب مصر وهى تعد أخطرها وثورة العمرى إضافة إلى ثورة اهل مدينة برقة ولكن كل هذه الثورات استطاع ابن طولون إخمادها.
ويعد مسجد أحمد بن طولون من أعرق المساجد المصرية وتحفة معمارية من الطراز الإسلامي المميز وتم بناؤه عام 879 ميلدية وبلغت تكلفة البناء 120 ألف دينار ذهبي واستغرق بناؤه عامين كاملين.
وبعد عقد صلح بين ابن طولون والموفق العباسى زحف ابن طولون لقمع الفتنة في طرسوس فلما وصل إلى هناك كان الوقت شتاء فمرض مرضا شديدا وتوفى في 10 من ذى القعدة 270 ه.
