الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الدور السابع بأورام المنصورة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كانت وصية أبى لنا هى الاهتمام بأطفال السرطان الأبطال الحقيقيين فى معركة فرضت على براءتهم وحرمتهم زهور الطفولة وحدائقها التى تَهِبَهُم هواء نظيفا ينقى أرواحهم ويجعلها أكثر إشراقا. رحل أبى فنفذت وصيته كتربوية وكاتبة أطفال وبدأت المشروع الذى حمل اسمه «ورشة جدو محمد» لهؤلاء الأطفال ليكون ساحة فرح يقضون بها بعض الوقت وينشغلون عن الألم لتستعيد براءتهم بعضا من عافيتها وتنسى ألم الجراحة، ورحلة عيونهم الحزينة من الكانيولا إلى حامل المحاليل لمراقبة القطرات وهى تنزل بطيئة كالوقت الذى يمضونه فى المستشفى ولون جلدهم الذى صار داكنا وشعرهم الذى فقدوه والطعام الذى تخاصمه الشهية فيصير عبئا عليهم فى بعض الأوقات. دخل المشروع عامه الثالث طاف وشاف ومر بالكثير وعلى الكثير بدءا من كاونتر الاستقبال فى المستشفيات وغرف المرضى. حتى الأطباء والتمريض والعلاقات العامة وحتى العاملين فى النظافة. لن أتحدث عن تسجيل المشروع لضمان حقوق الملكية الفكرية ولا عن البرنامج المتكامل تربويا وسيكولوجيا الذى يعتمد آلية الفن وتوظيفه فى تنفيذ أهدافه والمساهمة فى علاج الأطفال لما للفرح من علاقة بزيادة المناعة وتنمية الأمل داخلهم. ولا عن الفرق بين المستشفيات الحكومية والمستشفيات الخاصة فى الإعلان عن أنفسهم والوصول إلى الجمهور لأن المقارنة ستكون ظالمة بلا شك للمستشفى الحكومي. لكن أن يتخطى مستشفى الأورام بالمنصورة وهو المستشفى الحكومى هذا الفارق ويخصص دورا كاملا يعتبر واحة وحديقة لا غرفا فقط هو المفاجأة التى تدعو إلى الاحتفاء بل والشكر أيضا. لقد تابعت الرحلة بنفسى رأيته يتحقق أمامى كحلم تجسد فى الدور السابع، هذا الدور الذى بذل فيه أناس كثيرون من وقتهم وجهدهم ومالهم الكثير وأحيت الفنانة أنغام حفلا بالمنصورة من أجل استكماله لكن قبل ذلك كله وخلفه يوجد اسمان كبيران يتمتعان بقدر كبير من الإنسانية والرقى والتميز هما الدكتور محمد حجازى والدكتور وليد النحاس مدير المستشفى ونائبه اللذان آمنا بحق الأطفال فى مكان يرقى للمقاييس العالمية. مكان لا يصلح للعلاج والبكاء فقط وإنما يتسع للفرح والبهجة ويجعل الأطفال يشعرون أنهم فى مدينة والت ديزنى لا فى مستشفى لعلاج السرطان. هما من شجعا فكرة المتبرعين ووافقا عليها ودفعا بها للأمام. وحتى الآن لا يألوان جهدا فى تقديم كل جديد دونما إعلانات تشجع على التبرع دونما تصوير للأطفال دونما أضواء. وهو ما دفعنى للكتابة عنهما لشكرهما وشكر كل من ساهم فى تحقيق هذا الحلم وأدعوكم جميعا لتشجيع هذا الجهد ودعمه ماديا ومعنويا. لا تسمحوا لضوئه أن يخفت ولا لألوانه أن تبهت ولا لضحكات أطفاله أن تغيب، انفخوا فى نار الأمل التى تضىء دروب الشفاء وتعالوا إلى الدور السابع بيت الملائكة الصغارالذين يقيمون فيه لبعض الوقت ثم يعودون إلى بيوتهم أصحاء.