الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"زي النهارده".. تأمل بمناسبة ظهور العذراء في البرتغال

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في مثل هذا اليوم، وبتاريخ 1917، خاض الشعب البرتغالي المعركة الرهيبة باسم موقعة الفلاندر، في مناخ حار وأثناء الحرب العالمية الكبرى، تلك الموقعة التي أفرد لها التاريخ صفحات طويلة من صفحات البطولة، التي كلّلت هامات البرتغاليين بأكاليل النصر والفخر والعزة.
كانت فتاتان قرويتان هما: "لوسيا" و"جاسنتا"، ومعهما صبي صغير يدعى "فرنشيسكو"، وهم من أهالي بلدة فاطيما يرعون قطيعًا من الغنم في حقول البلدة، وبينما كانوا منهمكين في حراسة قطيعهم والعرق ينصب من جبينهم لحرارة الجو الشديدة، إذ برياح قوية تهبّ عليهم، وقد أكفرت السماء واختفى من الأفق في لمح البصر قرص الشمس الوهاج، وأخذ قصف الرعد يزلزل المكان، والأولاد الثلاثة في ذهول ووجوم، وقد عقدت الدهشة ألسنتهم وملأ الرعب قلوبهم، وشخصت أبصارهم نحو السماء، طالبةً الرحمة، وما هي إلاّ لحظات حتى لاحت لهم سيدة رائعة الجمال متسربلة ثوبًا ناصع البياض، وكان شعرها الذهبي البراق مصفف فوق جبهتها كتاج من الذهب الخالص.
وأخذت السيدة تقترب منهم رويدًا رويدًا، وكلما اقتربت، كلما خفت الزوبعة وتلاشى الرعب من قلوبهم وحلّ مكانه الهدوء والسلام، إلى أن وقفت امامهم هذه السيدة والابتسامة العذبة تعلو شفتيها ويطفح منها العطف والحنان والرحمة، وبصوت ملائكي رخيم كأنه موسيقى هادئة تنبعث من السماء، أخذت تبادلهم أطراف الحديث قائلةً لهم: "أنا سيدة الوردية المقدّسة، وكم تؤلمني خطايا وآثام البشر التي تطعن قلب السيد الفادي وتمزق أحشائي".
وبعد أن أمضت معهم بعض الوقت إختفت عن أنظارهم، وكان الأولاد الثلاثة لشدة فرحهم، يترقبون ظهورها في نفس التاريخ من كل شهر، والعذراء لم تخيب رجاءهم ابدًا، إذ ظلّت تظهر لهم في نفس الميعاد حتى الزيارة الرابعة.