الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

كنوز باقية| زكي طليمات.. وبدلة أول مبعوث لدراسة المسرح بأوروبا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تشكل المقتنيات الخاصة بالجماعة الفنية، التى يحتفظ بها متحف المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، إرثا فنيا ضخما، نظرا لما يحفظه من تاريخ يمثل حركة وتطور الفنون المسرحية والموسيقية والغنائية بشكل كبير.
تمثل البدلة الشخصية للرائد والمخرج زكى طليمات، إحدى مقتنياته الخاصة التى يحتفظ بها المركز القومى للمسرح فى متحفه الخاص، تقديرا وتخليدا له، أحد العلامات البارزة فى تاريخ المسرح المصرى والعربي، الذى يتميز إخراجه للأعمال المسرحية بالدراسة العميقة والتناسق بين عناصر المسرح وبين الملابس، والديكور، والحركة المسرحية، والإضاءة إلى آخره.
يشكل طليمات أحد أعمدة المسرح العربي، والعمود الأساسى فى تعليم الفن المسرحى، وأول مبعوث ترسله مصر لدراسة فن التمثيل والإخراج المسرحى فى أوروبا عام ١٩٥٠، استغرقت ٥ سنوات، وأنشأ أول معهد للتمثيل فى العالم العربى ١٩٣٠، يجمع الموهبة أولا ثم التعليم، ومعهد الكويت، وراعى أجيال عديدة من الفنانين، بالإضافة إلى ثلاثة كتب عن الفن المسرحي، وتاريخ فى المسرح يمتد إلى ٥٠ عاما، بدأنا تاريخ المسرح المصرى فى ١٨٧٠، ويؤرخ بالنص المسرحى وليس العمل بالتمثيل، انخرط فى سلك فرقة جورج أبيض أثناء فترة دراسته بالمعهد حبا فى التمثيل.
احترف التمثيل منذ عام ١٩١٩ حتى ١٩٢٢، وشاركه التمثيل مجموعة من الفنانين، هم: يوسف وهبي، سليمان نجيب، محمد عبدالقدوس، عبدالرحمن رشدى المحامي، وغيرهم، كل هؤلاء ظلوا الرعيل الأول فى الواقع الذى ترك مدرسته العالية أو عمله الوظيفى بالقطاع العام، انخرطا فى سلك التمثيل، وهذا ما لفت الدولة إلى أن تنظر نظرة احترام لهذا الفن، ومن يضع قدميه فى المسرح من الصعب أن يعود له مرة أخرى، وكان أول اهتمام الدولة بالتمثيل فى ١٩٢٣.
هذا التمثيل يتألف من مؤلف يلقى الكلمة، وممثل يؤدى هذه الكلمة، ومخرج يحسن إبرازها، ثم الجمهور الذى يستمع إليها، فيجب أن لا نغفل الجمهور، قام بتنفيذ مشروع المسرح المدرسى فى ١٩٣٧، فى ٥ سنوات، والذى أعطى نتيجة إيجابية لدرجة أن جمهور المسارح تضاعف، فالجمهور هو كلمة السر لنجاح أى عمل مسرحي، حيث تلقى دعوة من الدكتور كمال ناجى مدير وزارة التربية والتعليم بمناسبة عقد دورة تدريبية لمن يتولوا إدارة المسرح المدرسي، مشيدا بدوره تجاه المسرح المدرسى نظرا لفوائده التعليمية والتثقيفية والتأديبية والاجتماعية إلى آخره التى تساعد على خلق جيل واعٍ ومثقف.
صارع من أجل عودة معهد التمثيل مرة أخرى فى الفترة من ١٩٣١ حتى ١٩٤٢، واستحدث بقسم النقد والبحوث الفنية بجانب التمثيل والإخراج، ويخرج من يخدمون المسرح بأقلامهم، وتسخيرها فى خدمة المسرح، وأسس المسرح القومى فى ١٩٣٥ لمحاربة الرأسمالية.
كون فرقة للتمثيل المسرحى الحديث، وضم إليها نخبة من أفضل فنانى المسرح فى مصر، وقدم مجموعة من الأعمال المسرحية الناجحة من بينها «أهل الكهف» للمؤلف توفيق الحكيم فى ١٩٣٥، و«ابن جلا»، و«صقر قريش» فى ١٩٦٢، و«مضحك الخليفة أبو دلامة»، و«المنقذة»، و«عمارة المعلم كندوز»، و«فاتها القطار»، و«استارثونى وأنا حي» فى ١٩٦٣، و«الكنز»، و«آدم وحواء» فى ١٩٦٤، وغيرها، إضافة إلى اشتراكه فى أفلام كبيرة من بينها الفيلم التاريخى «الناصر صلاح الدين» من إخراج يوسف شاهين فى ١٩٦٣، وفيلم «يوم من عمري» فى ١٩٦١، وقدم خلاله شخصية المليونير والد «زبيدة ثروت» مع عبدالحليم حافظ، وكان من الأدوار الذى يعرفه جمهور السينما من خلاله.
بفضل أعماله المسرحية والإدارية جعلته ينال العديد من الجوائز من بينها: نيشان الافتخار من درجة كوماندور من الحكومة التونسية فى ١٩٥٠، وجائزة الدولة التشجيعية فى الفنون من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية فى ١٩٦١، وجائزة الدولة التقديرية فى الفنون من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، فى ١٩٧٥.
ترجمت أعماله المسرحية إلى لغات عدة من بين هذه الأعمال مسرحية «الجلف» للمؤلف تشيكوف، و«الوطن» للمؤلف سارود، و«المعركة» للمؤلف فروندى.