الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

د. خالد بدوي يكتب.. في شارع شريف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"سأحارِب السَرطان وسأنجح"؛ هكذا تحدّث شريف مدكور الإعلامي المعروف فور عِلمه بإصابته بالسرطان؛ وهي جُملَة قد تكون في أعيُن الاصحّاء عابِرَة، ولكِنّي أستطيع أن أقول إنها الأثقل والأصعب على مَريض سَرَطان يُعاني نوبات مُتكررة من القلق والتوتر والدمار الخَلَوي. 
شريف مَدكور عزيزي القارئ الذي تعرّض للتنمُر أكثر من أي شخص في مُجتمعنا المصري؛ نقداً لملابسه تارّة؛ ونقداً لأسلوبه أُخري؛ حاله حال الكثير من الأنقياء الذين حتى لا يشغلون خاطرهم بالرد على مثل تلك الادعاءات. 
شريف مدكور صاحب الـ ٤٣ عاما، قد نقول شابًا ناجحًا في أعمال تجارية مثل امتلاكه مصنعًا للأثاث ذا الطراز الفرنسي؛ أو نقول حفيد أحد أبطال أكتوبر وأحد وزراء الحربية لمصر، أو قد نقول شابًا يعمل لأجل مصروفات الدراسة واعتماده على نفسه في بداية حياته.
أنا غير مُنحاز إلى كفاحه أو وجهات نظره بقدر ما استوقفتني بعض طباعه العجيبة؛ بدءًا من رفضه العلاج خارج مصر، أو في أحد المستشفيات الخاصة، نهايةً بروحه السمحة التي أدّبها بين حُبيبات تراب المقابر التي ينزلها ليدفن أصدقاءه وذويه. 
شريف مدكور مِثله مثل أي شخص لديه شيء ما داخل روحه، وهو ما شكّل طباعه؛ قد ينظر إليه الآن بعض الناس نظرات عَطَف، ولكنّي أنظر الآن بعين البصيرة والسماحَة.
إن شريف مدكور الذي أصبح حديثاً في الفترة السابقة في رءوس العامة وانحاز إليه الكثيرون يقابله البعض الذين يحتاجون للترميم من داخلهم؛ يحتاجون لتقييم الأمور والاشخاص تبعاً لما لديهم من قيم وعادات قد تُغيّر العالم حولهم.