الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

رمضان.. شهر الانتصارات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يظن كثير من الناس أن شهر رمضان شهر «الدعة» والخمول والكسل والنوم العميق طوال النهار، فإذا حلّ الضيف الكريم وشرعنا في الصيام إذا بالكثيرين منّا يستحضرون حالة الخمول والكسل ويضعونها نُصب أعينهم، فترى الموظفين المسئولين عن مصالح الجمهور يعطلونها و«يوقفون المراكب السايرة»، كما يقول المثل الشعبي، وإذا سألت أحدهم: «لماذا تعطلون مصالح الناس؟».. تراه يجيبك بنبرة حادة لا تخلو من الضيق أو العصبية: «يا عم أنا صايم.. ما تخلنيش أفطر عليك».
ونسي هؤلاء أن الصوم لم يُفرض لذلك، وإنما فرض لتطهير نفوسنا وتصفيتها، ألم يقل رب العالمين في كتابه العزيز: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
ثم مَنْ قال لكم يا سادة: إن رمضان شهر خمول وراحة؟! ألم ينتصر المسلمون في غزوة بدر، التي كانت في السابع عشر من رمضان، رغم قلة عددهم البالغ 313 رجلًا تقريبًا مقابل 1000 رجلٍ من قريش؟ 
ألم يفتح رسول الله مكة في رمضان سِلمًا بعد أن اضطره المشركون للهجرة منها إلى المدينة، وهي أحب بقاع الله إليه كما قال صلى الله عليه وسلم؟.. نعم، فتحها الله في رمضان، وها هو النبي محمد يطمئن أهل مكة الذين أخرجوه من دياره قائلا: «من دخل داره فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن»، إنها أبهى مظاهر التسامح يا سادة. 
ثم هل ينسى العالم العربي والغربي تاريخ العاشر من رمضان، الموافق السادس من أكتوبر عام 1973، عندما انتصر الجيش المصري على العدو الإسرائيلي بمعاونة أبناء العروبة، وكان معظم المقاتلين صائمين؟! ألم يحطم جنودنا حصون خط بارليف المنيع في رمضان؟! ألم يرفعوا علم مصر على سيناء في رمضان؟ ألم يهدموا الساتر الترابي في رمضان؟
إنه شهر الانتصارات ورفع الهامات، شاء من شاء وأبى من أبى.. فلا خمول ولا تراخي ولا تكاسل، ولتكن صفحات التاريخ المنيرة نُصب أعيننا تدفعنا وتحثنا على العمل والنشاط.