السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

أهل المدد.. مؤسس "فرقة وصلة سماع": ننشد حبًا في الله ورسوله

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما شممتُ الورد إلاّ زادنى شوقًا إليكْ.. وإذا ما مال غصنٌ خلته يحنو إليكْ.. إن يكن جسمى تناءى فالحشى باقٍ لديك.. أنتَ تدرى ما الذى قد حلّ بى من مقلتيك.. رُشق القلب بسهمٍ قوسه من لحظيك.. كل حسنٍ فى البرايا فهو منسوب إليك.. إن ذاتى وصفاتى ياحبيبى فى يديك.. إن رب العرش والأملاك قد صلى عليك، أبيات مديح قالها مجموعة من الشباب، ولاقت إعجاب المستمعين لصعوبتها البالغة، رغم ذلك لم يصعب تلك الكلمات على فرقة «وصلة سماع»، غناؤها فدائمًا يبحثون عن الصعب لتقديمه لكى يصبح لهم مكانا بين فرق الإنشاد فى الوطن العربي، فى حلقة جديدة من سلسلة أهل المدد حاورنا نور الله السيد مؤسس الفرقة.
كان حب الإنشاد الدينى نابعًا من وجدانه فنشأته لعبت دورًا مهما فى ذلك حسبما ذكر قائلًا:
فى ظل انتشار الكثير من الأغانى المبتذلة والمهرجانات التى لاقت قبولًا واسعًا وانتشارًا غير مسبق، قررنا خوض تلك المعركة القوية التى يجب أن ينتصر فيها الحق وقول رسول الله، ومن كانت شرارة انطلاقنا بفرقة وصلة سماع، ولأن الإنشاد هو رحلة فن روحى فأصبح منافسًا قويًا لفنون أخرى، وخرج من عباءته الإنشاد الصوفى والسلفى وغيرها من القوالب الإنشادية التى يبتكرها الشباب لمواكبة عصر التكنولوجيا الحديثة، وأصبح لنا مستمعون من أعمار مختلفة وعشاق لما نقدمه من إنشاد ومديح له مكانته الخاصة والساحرة داخل قلوب البعض.
تجولا فى أماكن عديدة فى مصر وخارجها آملين فى تطور الإنشاد الديني، فكانت ساقية الصاوى والربع الثقافى، قد شهدا على تغريدهم بأصواتهم لوصلات الإنشاد، يروى نور الله: أنشدنا فى أكثر من مكان «بيت السحيمى، قصر الأمير طاز، علبة ألوان»، وننشد فى الحفلات حتى لا يصبح الإنشاد حكرًا على المواسم، واصفًا الإنشاد بأنه إحدى ملذات الحياة، وكل ما يدور بذهنه ويشغله هو أن ينشد على مدار العام، ليس فقط فى شهر رمضان أو الموالد.
معربًا عن سعادته لأن الفترة المقبلة ستكون: أبهى عصور الإنشاد ومِلكه لأنه أصبح مطلوبًا ومن الغرب أكثر من العرب ويأتى إليها من شتى البلدان الغربية لكى يسمعوا ما أقول، وهذا هدفنا أن نصل لأذان الشباب الذى يشكل وعيهم وفكرهم الآن، فأصبحت الساحة مملؤة بالأغانى المبتذلة الشائعة والمهرجانات انتشرت بشكل كبير مما يؤثر على الألفاظ واللغة والسلوكيات، ويجب تحجيمها بشكل يتلاءم مع فكر الأجيال الجديدة، يفرح نور الله بسبب إقبال جميع الفئات العمرية على حفلات الإنشاد الدينى وأيضًا المسيحيين أصبحوا من عشاقه.
وصلة سماع من أجدد التجارب الغنائية فى ساحة الإنشاد وأسرعها انتشارًا حاليًا وسط الجمهور يذكر نور الله: بأن تقديم طابع الابتهال والأناشيد الصوفية بشكل عصرى شكل نجاحًا كبيرًا لهم، مما جعل لنا قاعدة جماهيرية كبيرة فى مصر لم نتوقعها، فانطلاقنا فى الإنشاد منذ عامين، وقدمنا أغنيات عديدة منها «سلملى ع الهادى» و«من كاس الحب»، والعديد من الأغنيات المتنوعة من أجمل القصائد الدينية والمدائح النبوية، أبرزها «مرادي، قمرُ، إلى رحاب النبي، نحن فى ساحة الحسين، لأجل النبى وغيره».
القرآن ربيع قلوب حافظيه الذى كان نور الله، واحد منهم قائلًا: كنت منشدًا بالفطرة وليس بالهواية فكانت بدايتى فى حفظ القرآن وعمرى كان حينذاك ٦ سنوات، حيث أنتمى لأسرة متدينة ترجع فى أمورها الحياتية إلى القرآن الكريم كدليل لهم وعونا فى حياتهم، إلى أن أصبحت عاشقًا للسيرة النبوية، واستحدثت من الموروثات ما يناسبنا كجيل جديد حتى يشكل سماع الإنشاد حبا للدين ويصبح مستمعوه شريحة كبيرة، وذلك يجسد فى اختيارى للكلمات، فأنا أختار لابن الفارض وابن الرومى والمنفلوطى، وهذا ما يحبب الجمهور فينا ونستمر فى الإبداع وتقديم وجبه محببه لدى جميع الحضور.
يشترك الجميع فى تقديم أغنيات مشتركة ولكن نور الله لا يستطيع الغناء إلا لرسول الله، قائلا: لا أستطيع الغناء بجوار أحد يغنى بكلمات مبتذلة أو سفه لأن الإنشاد ومديح رسول الله لا يقارنان بشىء وأنا قمت بالغناء مع زجزاج، ومن قبل قدم زجزاج ألبومًا بعنوان «قواعد العشق للمحبين» مع الشيخ محمد عوض المنقوش، فذلك يضيف لى ولا يقلل من فن الإنشاد فالاشتراك فى الأعمال يتطلب شكلًا احترافيا ومهنى وبشىء يزيد لنظرة المديح ولا أهتم بالشهرة التى تأتى من وراء ضياع قيمة الإنشاد.
الإنشاد الدينى له مكانته وما زال محافظًا عليها، فحب الأجيال له والحفاظ عليه يرجع للتراث الذى تمتلكه مصر، فيروى مؤسس الفرقة: أن الإنشاد كان مندثرًا لفترة ولكن مؤخرا بدأ فى التزايد والانتشار، وأن كل عضو من أعضاء الفرقة متأثر بأحد شيوخ الإنشاد، خاصة الشيخ النقشبندى الذى تربت عليه أجيال عديدة.