الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

يا معشر الصحفيين.. انتبهوا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إذا كنا حريصين على إنقاذ وحماية ما تبقى من مهنة الصحافة فعلينا أن نصارح أنفسنا بمجموعة من الحقائق دون خجل أو تجميل لواقع يزداد قبحًا يومًا بعد آخر، وفى مقدمة هذه الحقائق أن النقابة تمر بمشاكل لا نعرف نحن أعضاء الجمعية العمومية عنها شيئًا، اللهم إلا استنتاجات تتضح فى كتابات بعض أعضاء المجلس، ولا يمكن البناء عليها لأنها لم تصدر من خلال بيانات صريحة، لكن الواقع يؤكد أن هناك من المشاكل ما حال دون المجلس وتشكيله حتى الآن رغم مرور قرابة الشهرين على الانتخابات.
الحقيقة الثانية التي لا نجاهر بها ونناقشها همسًا تكمن فى بعض القيادات الصحفية، التى لم تعد تعطى بالًا للنقابة، ولم تشد من أزرها فى قضايا تستوجب وحدة الصف، وأتذكر أن ضياء رشوان نقيب الصحفيين الذى لا أشكك فى عزمه النهوض بالمهنة والنقابة أكد أمام جموع الصحفيين أن أبواب النقابة مفتوحة للجميع، خاصة شيوخ المهنة للاستفادة بمقترحاتهم فى الارتقاء بالصحافة وتطويرها بما يضمن تجاوزها للمشاكل التى تهدد استقرارها، لكن ما لم نجاهر به هو حلم المناصب الذى يداعب خيال العديد من الزملاء، فمن هم على رأس المؤسسات سواء رؤساء تحرير أو مجالس إدارات، ومن هم ينتظرون دورهم فى شغل هذه المناصب مع التغييرات الجديدة، ومن فى الهيئات حاليًا، ومن ينتظرون رحيلهم ليأخذوا أماكنهم.. هؤلاء جميعًا عيونهم على هواتفهم، وآذانهم معلقة برنين أجراسها، ربما يأتيهم خبرًا طال انتظارهم له، الموجودون حاليًا يريدون البقاء، والموعودون ينتظرون رحيلهم.
من حق الجميع أن يحلم، لكن عيب على الجميع أن يشغله حلمه عن حماية مهنته، والوقوف فى ظهر نقابته، فكثيرون يخشون التعليق على أزمة تواجهها النقابة، أو مشكلة يعيشها صحفيون فى جريدة، فربما تحول آرائهم أو تدخلاتهم دون تحقيق أحلامهم فى المناصب المنتظرة.
أما الحقيقة التى لا نخجل من ذكرها فتكمن فينا نحن معشر الصحفيين، فإذا كانت المهنة فى تردى فالنصيب الأكبر من المسئولية يقع على عاتقنا، فقد أصابنا التطرف فى كل شيئ، تطرف فى التهليل والتطبيل، وتطرف فى المعارضة والتربص، البعض لا ترى عينه إلا الكمال فى كل شيئ، والبعض الآخر لا يرى ثمة إنجاز، ولن أبالغ إذا قلت إن النظام برىء من هذا التعاطى مع العديد من القضايا، فهناك من هم ملكيون أكثر من الملك، وهناك من يريدونها فوضى فى توقيت هو الأكثر حساسية.
الأزمات الثلاث التى تعرض لها بعض الصحفيين فى الفترة الأخيرة هى نتاج للحقائق سالفة الذكر، نعم.. هناك تعديات تطال الصحفيين على مر العصور، لكنها زادت فى الفترة الأخيرة بسبب ما اقترفته أيدينا فى حق أنفسنا، فلم نعد وحدة واحدة بسبب أحلام البعض فى المناصب، أو فى راحة البال بعدم الخوض فى مشاكل يواجهها مجلس النقابة دون مؤازرة من الجمعية العمومية، وبعضنا يكتفى بالفرجة لمجرد الشماتة، وما كان لمقر موقع إخبارى أن يقتحم ويتم التعدى على العاملين فيه، وما كان لزميل مصور أن يعتدى عليه من قبل بعض الرياضيين، وما كان لنقيب الصيادلة السابق أن يعتدى على زملاء لنا.. إلا بما اقترفته أيدينا من تشتيت لجهد جمعى لو توحد لحفظنا ماء وجوهنا ولحافظنا على مهنة نحن من يسيئ إليها.