الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عاشروهن بمعروف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تخيل نفسك بأنك تعيش مع خصمك تحت سقف واحد، فهذا شىء لا يمكن تحمله أبدًا، خاصة إذا كان هذا الخصم هو زوجك السابق، الذى رأيت منه القهر والظلم والمهانة، فحين تنعدم المحبة والمودة والاحترام، وتستحيل العشرة بين الزوجين، حتى بعد المحاولات المتكررة لإصلاح الخلافات والتى دائما تبوء بالفشل، ويصبح الأمر مستحيلًا، فلا مفر للزوجين من الانفصال، ولقد حدد الشرع شروط الزواج والطلاق فى القرآن الكريم، (وعاشروهن بمعروف أو سرحوهن بإحسان)، ولكن كثيرًا من الرجال فى مجتمعنا العربى والإسلامى يتجاهلون أوامر الله ويظلمون النساء، ويطلقونهن دون سداد مستحقاتهن، فهم لا يعرفون من الشريعة غير مثنى وثلاث ورباع، ويتجاهلون أوامر الله لهم بالحفاظ على النساء، ورد حقوقهن إليهن، ومعاشرتهن بالمعروف أو تسريحهن بإحسان، ونرى الآلاف من القضايا فى محاكم الأسرة والتى تلجأ لها المطلقة التى تعنت طليقها فى سداد حقوقها وحقوق الأولاد، ونرى حالات كثيرة لطرد الزوج للزوجة والأولاد من مسكن الزوجية، وتضطر للعيش مؤقتًا عند أحد أقاربها، ثم لا تجد بعد ذلك هى وأبناؤها إلا الشارع، واللف والدوران فى المحاكم، التى تستغرق من الوقت شهورًا وسنين، وهى تائهة بأبنائها من مكان لآخر، عدم الاستقرار هذا يسبب عقد نفسية للأبناء، وفشل فى جميع مناحى الحياة، وكل هذا يحدث لأن الزوج المطلق يريد أن يجرد طليقته من كل حقوقها وإذلالها، حتى ولو على حساب أبنائه، ففى القانون يؤول منزل الزوجية للزوجة المطلقة فى حالة كونها حاضنة للأطفال وقت الطلاق، لحين انتهاء حضانتها، وإن كان الزوج لا يملك المنزل يتوجب عليه توفير مسكن مناسب للزوجة المطلقة ولأولاده، بحسب الشرع والقانون، والقاضى يخير الحاضنة بين الاستقلال بمسكن الزوجية وبين أن يقدر لها أجر مسكن مناسب للأبناء ولها، فإذا انتهت مدة الحضانة، فللمطلق أن يعود للسكن مع أولاده إذا كان يمتلكه، ووفقًا لنصوص قانون الأحوال الشخصية، فإن المطلقة يصدر لها قرار تمكين يمنع تعرض الزوج لها والغير. 
ولكن رغم أن القانون يعطى الزوجة الحاضن حق المسكن، ونفقة المتعة والأبناء، فإن هذا لا يحدث إلا قليلًا، فأكثر الرجال يمتنعون عن سداد هذا الحق ولا تستطيع الزوجة التمكين والتنفيذ للحكم الذى حصلت عليه، لذلك يجب على الدولة أن تنهض بالفكر والثقافة أولًا، من خلال مراحل التعليم المختلفة، وتحرص على مادة ملازمة لكل مرحلة تعليمية، تسمى الحقوق والواجبات، تعلم الأجيال القادمة خاصة الذكور احترام القانون، والمساواة مع المرأة، والحق والإنسانية فى التعامل مع الآخر، المختلف فى الجنس أو المعتقد أو اللون، حتى نقلل من مشاكلنا الأسرية والاجتماعية.
المساواة بين الرجل والمرأة أصبحت تشكل هدفًا أساسيًا للدول التى تريد التقدم والرقى.