الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حواديت عيال كبرت "75".. المسحراتي يكشف حيلة "عصام".. ووالدته تنقذه

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كنا وقفنا أمس عند حديث والد حبيبة عصام مع «إبراهيم المسحراتي» الذي فتش سر عمل عصام معه ليرى حبيبته فى رمضان قائلا: «قصدك الواد عصام ده شغال مؤقتًا الحكاية وما فيها إن قال إيه بيحب واحدة اسمها منال ناحيتكم كده ومش عارف يشوفها فجالى واسترجانى يشتغل عندى صبى مسحراتي».
انتفخت أوداج والد «منال» واستشاط غضبا ونفخ فى وجه «إبراهيم»: «اللهم إنى صائم» ثم مسك بطرف جلبابه ونفض الغبار من على أردافه وانصرف يقطع الطريق وحينما وصل إلى داره نادى على زوجته: «ما تدلقيش مية الحوض بتاع البهايم فى الشارع يا ولية سيبيه أنا عايز الميا الوسخة»، تعجبت وقبل أن تنطق قطع عليها طريق الاستفهام: من غير غلبة اسمعى الكلام، كان والد منال متأهبا ينتظر قرع طبلة المسحراتى ووصول العاشق الهيمان، وما هى إلا دقائق وقد ظهر عصام وبان يدندن على طبلته: «اصحى يا نايم وحد الدايم.. رمضان قريب»، فى تلك اللحظة خرج والد منال ممسكا بـ«جردل» به مياه حوض البهايم، صبه على رأس «عصام» وهو يضحك قائلا: «كل سنة وإنت طيب يا واد يا حبيب اجرى خبط عند أمك وأبوك»، فتح «عصام» فاهه وتسمرت قدماه فحيلته انكشفت وفضيحته فى القرية ستكون بجلاجل، استدار يمسح وجهه بكف يده ويضرب أخماس فى أسداس عمن كشف سره، شك فى كل زملائه، ولم يقطع شردته سوى «إبراهيم» كان يتمرغ فى الأرض من الضحك على هيئة «عصام» الذى لم ينبس ببنت شفاه، فقط ألقى له الطبلة وانصرف، فى الصباح كان رواد «مكنة اللبن» ونساء الأفران فى الأجران يتناقلون من أشداق بعضهن حكاية الواد عصام ومنال وما فعله والدها معه، ولم يعرف أحد كيف انتقل ما حدث إلى آذان أهل القرية وهم نيام، تجمعت الحكاية من هنا وهناك فى «حٍجر والده» الذى كان يجلس على مصطبة أمام الدار يناكف والدته: «ابنك جبلنا العار» وهى ترد: «هو كان عمل إيه يعنى يا حاج.. هو الحب حرام ولا حرام يعني»، فيرد: «يا دهية سودة إنتى كمان عرفتى الحب يا ولية والله عال.. دى آخرة سماعك الراديو.. حب يا ولية من إمتى يا أختى اللى يرحم أمك بهانة اللى مكنتش بتعرف تتكلم كلمتين على بعض.. تيجى تشوف خلفتها بتقول حب وكمان فى رمضان.. أنا لو بإيدى كنت عملت فيه زى الجدى الحرك وعلمته الأدب، مش لما يشتغل ويدخل قرش فى الدار يبقى يحب»، زحف الليل على القرية وهدأت فيها الأصوات وبدى النور خافتا من «اللمبات الصفيح» فى «طاقات الدور»، كان والد عصام يتقلب على الحصيرة يأكل جسده السهد ويعتصر رأسه التفكير، دخلت عليه زوجته بكوب الشاى وجلست بجواره فى استعادة لمشهد جلوس حواء بجوار آدم، كان عصام يٌراقب الوضع من فتحة فى الباب ويسترق السمع ووالدته تقول لوالده: «ما نفسكش تفرح يا أبو عصام، طول عمرك ما بتحسبلهاش، هيجرى إيه لما تقرا فاتحة الواد، زمجر فاحتبست أنفاس عصام، فعاودت مالناش بركة غيرك وطالما قلب الواد مال هيشرد مننا، لم ابنك وربنا هيسهل الحال محدش عارف الخير فينا، نفخ فى وجهها فوضعت يدها على كتفه وقالت له الواد بيحبك ما تكسرش بخاطره إنت عمرك ما عملته، أجاب: يا ولية إحنا حٍمل جواز، فأدركت أن رأسه بدأت تلين فباغتته ومين قال جواز ده فاتحة واللى أوله شرط آخره نور، طالما بتحبه هتصبر»، تم المراد.. وتمت خطبة عصام على منال ويومها جاء «إبراهيم» بالطبلة يجامل عصام فترك يد خطيبته وأسرع يملأ «الجردل» من «الحوض» ويصب الماء على رأس «إبراهيم» وهو يقول: «كل سنة وإنت طيب يا إبراهيم بطلنا تطبيل يا سيدي».