الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

نفحات الأدباء|| نعمات أحمد فؤاد.. احتفال بمذاق خاص في رمضان

نعمات أحمد فؤاد
نعمات أحمد فؤاد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ذكرت الكاتبة الراحلة نعمات أحمد فؤاد فى كتابها «القاهرة فى حياتي» أيام شهر رمضان الكريم ومظاهر الاحتفال به، فتقول إن القاهرة ومدن الأقاليم وقراها كانت تحتفل برؤية هلال رمضان فيخرج موكب من أرباب الحرف كل حرفة على عربة مزينة بآلات الحرفة ومعطياتها، فالحرفيون يمارسون مهنتهم ولكن بطريقة رمزية تحية منهم للاحتفال بشهر رمضان. 
وتابعت: أن الناس يعتقدون أن الجن والعفاريت تُحبس فى رمضان ببركته ليكتمل خيره، كما يعتقدون أن رمضان ملك من الملائكة، وأنه إذا حل قيد العفاريت والجن فى قماقم من النحاس فيرتاح الناس منها طول الشهر ويتحركون فى أمان حتى فى الظلام، وينطلق أهل القرى بين قراهم للزيارة والمودة دون خوف فبركات رمضان تحبس العفاريت التى يتوهمون أنها تترصد بالسائر فى الأركان المهجورة على طول الطريق. وتصف الكاتبة فى هذا الكتاب كيف يحتفل الحرفيون بقدوم وحلول هذا الشهر الكريم، فكل عربة تتفنن فى زينتها من اعتداد أصحابها بحرفتهم واعتزازهم فى الوقت نفسه بشهر رمضان الكريم، فتسير فى الموكب أرباب الصوفية يحملون أعلامهم ويمشى هذا الموكب حتى يفضى إلى المحافظة فى القاهرة أو إلى المديرية فى عواصم الأقاليم. وأوضحت فؤاد أن المسحراتى لا يشكل ظاهرة فى رمضان فحسب إنما يشكل إحساسا لطيفا، فهو يطوف بالمنازل بيده طبلة يدق بها ويسمى أصحاب الأدوار من رجال الحي، فهو يعرف اسمائهم وينادى عليهم كل واحد بطريقته الخاصة، ويذكر المسحراتى اسم صاحب البيت قائلا: «أسعد الله لياليك فيفتح مغالق الإصغاء»، فليس أحب إلى الإنسان من سماع اسمه مقرونا بالتحية، ومن الطريف أنه يحيى أصحاب البيوت الذكور ولكن النساء لا، ولعله كان احتشاما يستثنى منه الفتيات الصغيرات. وتوضح فؤاد فى هذا الكتاب أن المسحراتى لا يكتفى بالدعاء الموقع على الطبلة، بل يضيف إليه أو يزيد عليه أغنية طويلة مسجوعة، وأحيانا يقول قصص الإسراء والعراج وقصص أخرى، وتصف طبلة المسحراتي، قائلة: إنها لا تستطيع أن تلتقط أنفاسها، بل تأخذ دورها بعد كل جملة وقافية، وهذا إذا ما كان يقوله مقفى كما يتوهم المسحراتي.