الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

فرق منسية || إسكندر فرح.. محاسن الصدف

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المسرح هو أبوالفنون، الذى تمتزج فيه أشكال التعبير عن الأفكار المختلفة والمشاعر الإنسانية فى صورة تمزج الأداء والحركة بالمؤثرات المتنوعة من الصوت، والإضاءة، والديكور. تلك الخشبة التى يعتليها الفنان حاملا رسالته السامية، أخرجت هذه الخشبة العديد من الفرق المسرحية التى ساهمت بشكل كبير فى خلق جيل واعٍ بالفنانين والمخرجين والكتاب؛ أصبحت أحد رموز الحركة المسرحية فى مصر والوطن العربي. وعلى مدار 30 ليلة من ليالى شهر رمضان الكريم، تلقى «البوابة» الضوء على عدد كبير من الفرق المسرحية المصرية والعربية على مر العصور، التى تركت بصمة واضحة فى تاريخ المسرح من خلال تجاربهم الإبداعية الهادفة، قدمت خلاله مواسم مسرحية لاقت نحاجًا كبيرًا داخل مصر وخارجها، توقفت نشاط تلك الفرق عقب رحيل مؤسسيها، ولكن ظلت أعمالهم وتجاربهم باقية وخالدة رغم رحيلهم.
كون إسكندر فرقته الجديدة فى ١٨٩١، وشيد مسرحًا فى شارع عبدالعزيز بالعتبة وأصبح مكانه الآن سينما أوليمبيا، حيث افتتح هذا المسرح بالعرض المسرحى «عائدة»، وكان افتتاحا مؤقتا، وعرضت مسرحياته على مسرح حديقة الأزبكية وهى «أبوالحسن المغفل»، «أبوالعلا»، «ملتقى الخليفتين»، «قوت القلوب»، وانتقل بعدها إلى مسرح كازينو بحلوان، وقدم مجموعة أعمال حضرها الخديو منها «الرجاء بعد اليأس»، «محاسن الصدف»، «أبوالحسن المغفل».
تجولت فرقة فرح داخل الأقاليم منها الإسكندرية، والمنصورة، وحصل على ترخيص بالتمثيل بدار الأوبرا فى ١٨٩٤، وعرضت فرقته فى الأوبرا الخديوية وعادت إلى مسرحها مرة أخرى لتقدم عروضها دون انقطاع، واستمرت الفرقة فى مواصلة نجاحها عن طريق تقديم مسرحياتها على مسرح شارع عبدالعزيز، وعندما انفصل عن فرقته سلامة حجازي، لم يصمد فرح أمام فرقته فحاول أن يجد البديل عن سلامة حجازي، وتواصل مع الشيخ أحمد الشامى ولكن لم يندمج مع فرقته ويرتقى بها كما ارتقى سلامة حجازى قبل سابق، مما جعله يزيد من وصلات الطرب فى العروض المسرحية حتى تساعد الشامى فى الوصول لجذب الجمهور مثلما كان فى فترة حجازي.
فشل أحمد الشامى أن يحقق هدف فرح فى فرقته بديلا عن الشيخ سلامة حجازى ما أدى إلى توقف الفرقة لفترة طويلة، لم يستسلم فرح لذلك وأعاد تكوين فرقته مرة أخرى فى 1909، دون الشيخ أحمد الشامى نظرا لتكوينه فرقة خاصة به، مثلما فعل ذلك أيضا الشيخ سلامة حجازي، لم يتوقف خلال مسيرته الفنية عن شغفه بالمسرح مرتقيا به بشكل واضح، وحقق خلاله قفزة جديدة بالذوق المسرحى عبر تقديمه روائع المسرح العالمي، دون الاعتماد على الغناء كعنصر أساسى فى العرض، إضافة إلى جذبه نخبة من الأدباء ليؤلفوا له أعمالا مسرحية أو ترجمتها من بينهم نجيب الحداد، فرح أنطون، خليل مطران، وغيرهم، ولكن ظلت فرقة إسكندر فرح فى هبوط تام حتى لاقت الانتهاء تماما مع مفارقة مؤسسها عن الحياة فى 1916.