الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

أحمد مظهر.. "فارس السينما المصرية"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم الذكري الـ17 لرحيل النجم المصري أحمد مظهر، والذي لقب بعدة ألقاب أهمها "برنس السينما المصرية" و"فارس السينما المصرية"، والذي كانت لديه ثقافة ووعي كبير علي كافة المستويات سواء الفنية أو العسكرية أو الرياضية أو الثقافية.
ولد أحمد مظهر في منطقة العباسية الشرقية، وذلك يوم 8 أكتوبر 1917 وهي منطقة راقية حيث عرفت بمنطقة الفيلات والقصور، حيث شكلت تلك المرحلة طريقته وأسلوبه.
وانتقل "مظهر" في مرحلة الثانوية مع عائلته إلى محافظة الجيزة للالتحاق بمدرسة السعيدية الثانوية، حيث مارس هناك كل أنواع النشاط المدرسي، حيث لعب الملاكمة وأصبح بطل المدرسة ثم بطل المنطقة حتى أصبح يمثل هذه الشريحة العمرية في وزنه.
كما حصل على البكالوريا بسهولة كبيرة خاصة أنه كان قارئًا جيدًا، ثم قرر دخول مدرسة التجارة لكنه الأمر لم يرق له ثم التحق بكلية الطب البيطري ولم يشعر براحة في هذه الكلية، حتى نصحه أحد جيرانه بالالتحاق بالكلية الحربية.
وبالفعل وجد أحمد مظهر ضالته في الكلية الحربية عندما التحق بها 1936، حيث بدأت مرحلة مهمة جدًا في حياته، وتضمنت دفعة أحمد مظهر في الكلية الحربية الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وحسين الشافعي وعبدالحكيم عامر والرئيس الراحل أنور السادات الذي كان يسبقه بدفعة وثروت عكاشة وخالد محي الدين.
وبعد التخرج أرسل أحمد مظهر وجمال عبدالناصر إلى منطقة تسمى "منقباد" مع محمد أنور السادات، حيث سنحت تلك الفرصة لهم للتعرف على بعضهم البعض بطريقة جيدة، حيث كون علاقة مع عزيز المصري الذي كان عضوًا فاعلا ومؤسسًا في تنظيم الضباط الأحرار في ذلك الوقت.
وعقب ذلك التحق "مظهر" بسلاح الفرسان حيث كلف في الحرب العالمية الثانية بمراقبة غارات الألمان في منطقة القناة ومعرفة موقع الألغام التي كانت تلقى في القناة وإبلاغ الإنجليز بأماكنها حتى يتخلصوا منها.
وانضم أحمد مظهر للصف الثاني من الضباط الأحرار عام 1952، إلا أنه لم يشترك في الثورة فعليًا لانشغاله بدورة رياضية.
ثم استمرت علاقة "مظهر" الجيدة بيوسف السباعي، حيث عرض عليه الظهور في فيلم "ظهور الإسلام" عام 1951، حيث ظهر في الفيلم على سبيل المغامرة واستغلالا لمهارته في الفروسية، إلا أنه بعد انتهاء الفيلم ابتعد الراحل 5 سنوات عن مجال الفن والتزم في مهام وظيفته العسكرية، الى أن أتاه يوسف السباعي في أحد الأيام، وطالبه بالاشتراك معه في فيلم "رد قلبي" تمجيدًا في ثورة يوليو وبناء على طلب من الدولة، وراقت له فكرة الفيلم وقدم طلبًا للمشير عبدالحكيم عامر الذي رفض فكرة تحول مظهر إلى الحياة المدنية حيث يعتبر ذلك نوعًا من أنواع الاستخفاف بالبدلة العسكرية، ولكم عقب ذلك قاد عبدالحكيم عامر حملة تطهير للجيش وتم إعلان تقاعد أحمد مظهر من منصبه برتبة عقيد والاتجاه إلى الحياة المدنية.
واندلعت حرب 1956 وتأجل الفيلم ثم اتجه مظهر إلى التمثيل في فيلم بورسعيد، وانطلق سينمائيًا وقتها، وكان مظهر في بداية طريقه الفني بعمر الـ 40، وصنع فيلم الناصر صلاح الدين قدرًا كبيرًا من قيمة وعظمة أحمد مظهر، علي الرغم من رفض مظهر للدور عند عرضه عليه، حيث أن عز الدين ذو الفقار اختار أحمد مظهر لدور صلاح الدين، إلا أن الأخير ظن ان الناصر دور ثانوي في الفيلم وأن البطل سيكون ريتشارد، واعتذر عن الدور وأعاد الأموال التي حصل عليها فتم الاستعانة برشدي أباظة، إلا أن مرض عز الدين والاستعانة بيوسف شاهين لإخراج الفيلم أدى إلى طلب من المخرج الجديد بالاستعانة بمظهر وتعديل بعض الملاحظات في السيناريو وعاد مرة أخرى للفيلم.
كما خاض مظهر تجربة الإخراج مرتين فقط في فيلمي "نفوس حائرة" و"حبيب غيري"، إلا أن التجربة لم تكن ناجحة بالقدر الكافي ولم يكررها مرة ثالثة، حيث أن "نفوس حائرة" كتبه وأخرجه ومثله الفنان الراحل، وكان عبارة عن 3 قصص مختلفة لم تظهر أي قدرات تمثيلية وإخراجية له، كما أن "حبيبة غيري" قال عنه النقاد انه فيلم ضعيف وبه كثير من الأخطاء الساذجة.
توفي فارس السينما المصرية أحمد مظهر في يوم الأربعاء، 8 مايو، عام 2002 في مستشفى الصفا بالمهندسين عن عمرٍ ناهز الـ84 عاما على إثر إلتهاب رئوي حاد للغاية، وقد شيعت جنازته بشكل مهيب من مسجد عمر مكرم بميدان التحرير، ودفن بمقابر باب الوزير قرب قلعة صلاح الدين الأيوبي.