الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

«نحن نقص عليك»| آدم.. خليفة الله فى الأرض

 القرآن الكريم
القرآن الكريم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يزخر القرآن الكريم بالقصص التى لم تكن مجرد عرض للتسلية وإنما ليزداد المؤمن ثباتًا على الحق وإصرارًا على مواجهة الباطل، من خلال إطلاعه على مواقف الأنبياء والمرسلين وقصصهم. 
وكان القصص القرآنى له النصيب الأكبر من قبل علماء المسلمين والباحثين والمفكرين، وخلال شهر رمضان المبارك نستعرض سيرة الرسل والأنبياء حتى تكون عبرة ونهجًا وصراطًا مستقيمًا نسير عليه.
«وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّى خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ»
يحتل سيدنا آدم أبو البشر مكانة خاصة فى القصص القرآنى إذا ورد اسمه فى القرآن الكريم ٢٥ مرة، وفى معظم المرات كانت خطابات من الله لسيدنا آدم، كما وردت قصة آدم فى ٧ سور وهى سورة البقرة، والأعراف، والحجر، والإسراء والكهف، وطه، وصَ، حيث رصدت سورة البقرة خلق البشرية، وإخبار الله عز وجل الملائكة بأنه جعل خليفة له فى الأرض، وخلق أمنا حواء. 
فلا يمكننا أن نتطرق إلى قصة سيد الخلق «آدم» عليه السلام إلا بالرجوع لبداية خلق الأرض وما عليها، وحكمة الله عز وجل فى خلق السموات والأرض وما بينهما من مخلوقات حية فى ستة أيام. 
ولما فصل الله الأرض عن السماء، أنزل عليها الماء وهيَّأها للحياة، وجعلها صالحة للعيش، فقد أنزل فيها الخيرات، وأرسى الجبال، وأصلح تربتها، ورتب ليلها ونهارها، وأنبت نباتها وأشجارها، وذلك تمهيدًا لخلق الكائنات الحية ليعيشوا عليها. 
وخلق سبحانه وتعالى السماوات والأرض لحكمة وقصد، فخلق الحيوانات والحشرات، والزواحف، والطيور فى الأرض واستقرت حياتها، وذلك تمهيدًا لاستقبال الإنسان، والذى بدأت حياته فى دار النعيم «الجنة» قبل أن ينزل إلى الأرض. 
فأدم عليه السلام هو أول مخلوق من البشر، وأبوهم، على اختلاف أجناسهم وألونهم ولغاتهم، وهو من مخلوقات الله تعالى الحية العاقلة، وهم ثلاثة الملائكة والجن والإنس. ومر خلق سيدنا «آدم» قبل نفخ الروح فيه بخمس مراحل، أولها من خلقه من حفنة من التراب، والمرحلة الثانية هى خلق آدم من طين، وذلك عبر مزج حفنة التراب المأخوذة من الأرض بالماء، وثالثا خلق الإنسان من طيب «لازب» واللازب هنا بمعنى الثابت شديد الثبوت، وتُعد هذه المرحلة هى مرحلة تجويل الطين الرخو إلى مادة شديدة التماسك تمهيدًا لتجميده وتسيبه، وتأتى المرحلة الرابعة وهى خلقه من صلصال من حمأ مسنون، وهو الطين الجاف اليابس، وفى المرحلة الخامسة هى خلقه من صلصال كالفخار، وهى المرحلة الأخيرة التى زادت فيه يبوس الطين، حتى صار كالفخار، الذى يخرج صوتًا، وكان آدم فى هذه المرحلة مجرد جسدًا بلا روح ولا حياة. 
وقد ترك الله آدم فى الجنة، جسدًا مصورًا وتمثالًا مجسمًا مدة من الزمن لا يعلمها إلا الله، وبعد ذلك أخبر الله سبحانه وتعالى الملائكة عن إرادته فى جعل هذا المخلوق خليفة فى الأرض، لقد نفخ الله فى جسد آدم من روحه، وهى نفخة غيبية، وسر من أسرار الله سبحانه وتعالى والتى يستحيل على البشر مهما تقدم بهم العلم إلى معرفة حقيقتها، أو إدراك سرها، وعلم الله آدم الأسماء كلها، ونجح آدم فيما عجزت عنه الملائكة وهى معرفته بالأسماء لكل مخلوقات الله.
وبعد أن نفخ الله الروح فيه فتحرك جسد آدم ودبت فيه الحياة، فتح آدم عينيه فرأى الملائكة كلهم ساجدين له، ما عدا إبليس الذى كان يقف مع الملائكة، ولكنه لم يسجد.