الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

المنشد أحمد الكحلاوي في حواره لـ"البوابة نيوز": وفاة والدي نقطة تحول في مسيرتي.. مداح النبي ترك إرثًا فنيًا عظيمًا.. والإنشاد الديني يحتاج إلى تطوير

المنشد أحمد الكحلاوى
المنشد أحمد الكحلاوى في حواره لـ البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تخلى عن ارتداء جلباب أبيه فى بداية حياته، وتمرد على الإنشاد الديني، واتجه إلى الغناء، لكن وفاة والده لعبت دورًا فارقًا فى تحولاته الفنية، فعاد بعد غياب دام لـ8 سنوات، يكمل مسيرة الوالد، ويشدو بأجمل قصائد المديح فى حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنه المنشد أحمد الكحلاوي، نجل شيخ المداحين المنشد الراحل محمد الكحلاوي.
احترف فى بداياته الغناء الرومانسى والعاطفي، تعلق بالموسيقى منذ نعومة أظافره، وكان الوحيد بين إخوته الذى جذبته الموسيقى إلى عالمها، وحين لاحظ والده شغفه بالفن، ضمه لفريق الكورال الخاص به، ومن يومها صار ملازما له فى جميع حفلاته لمدة تقترب من الـ15 عامًا.

■ فى البداية.. حدثنى عن بدايات ارتباطك بالإنشاد.. وعلاقتك بالوالد الكحلاوى الكبير؟
فى الحقيقة كان أبى رافضًا اهتمامى الزائد بالموسيقى والغناء كى لا يؤثر ذلك على مستواى التعليمي، فهو مثل كل أب يخاف على أبنائه، ولما بدأت غنيت الأغانى الشبابية التى تروى قصص الهجر والحب، كنت محاربًا فى جبهتين: أذاكر إلى أن التحقت بكلية التجارة جامعة بيروت، وعند فتح فرع لها بالإسكندرية قمت بتحويل أوراقى لها، وكنت أحضر فى كلية التجارة بجامعه القاهرة، وكنت أشعر أنها بيتي، وقمت بتأسيس فريق غنائى داخل الجامعة وكتبت كلمات ولحنتها لكليتي، وقدمت فى مسابقات على مستوى الجامعات وخارج مصر ولم أتذكر موعد الامتحان فى الإسكندرية فرسبت وقام باستدعائى الدكتور صوفى أبوطالب رئيس الجامعة حينذاك وعندما ذهبت لمقابلته اكتشف أننى مقيد بجامعة الإسكندرية وراسب فتم نقلى لجامعة القاهرة.
التحقت بكورال أبى الشيخ الكحلاوي، وتعلمت الإنشاد، وتقدمت لاختبارات الإذاعة المصرية، باسم أحمد محمد مرسى عبداللطيف، دون ذكر لقب الكحلاوي، وقدمت أغنية «أنا المصري» لسيد درويش، وفطن أحدهم إلى اقتراب صوتى من الكحلاوى قائلا: «جبت حتة كحلاوي»، ثم سألنى هل أنا على قرابة به؟ فأنكرت ذلك، ونجحت وانضممت بالإذاعة منذ عام ١٩٨٠ وقمت بتقديم أغنية صعبة دينية تقول أنا «يا مكة خدنى الشوق لنورك والفؤاد هايم» ودخلت الأغنية اللجنة، ونجحت بامتياز، وبدلا من اعتمادها على درجة المبتدئين قالوا يعتمد على الفئة الأولى الممتازة، ومنذ اعتمادى لما يقرب من ٣٨ سنة رصيدى فى الإذاعة هذه الأغنية فقط.
■ ما الذى ساعد فى تشكيل وجدانك الروحى إلى جانب تراث الشيخ الكحلاوي؟
الأمور كانت بسيطة جدا، لأننى أقف على أرض صلبة وقوية وضعها لى شيخ المداحين لا يمكن هدمها أبدا وهذا ما عدت من أجل الحفاظ عليه، كانت بدايتى من حيث انتهى كبار الأئمة بقصائدهم الغنية والممتعة، بداية من حسان بن ثابت شاعر الرسول، وسيدنا الإمام البوصيري، والإمام البرعي، ومحمد ماضى أبوالعزائم، ولم أتوقع نجاحها بهذا الشكل، والقصائد التى قدمتها كانت الدافع القوى لتكوين أول فرقة للإنشاد الدينى عام ٢٠٠٢. وبلغ عدد أفراد الفرقة ١٦٠ فردا من الشباب والإناث، قدمنا أعظم القصائد، وسافرنا إلى خارج البلاد حيث المغرب والبحرين والإمارات والجزائر، وكانت تجربة مميزة وناجحة.
■ ما مصير فرقة «مداح النبي»؟
نجحت الفرقة بشكل منقطع النظير، وأثبتنا وجودنا داخل وخارج مصر، لكن ما يحزننى هو قلة تقدير بعض الجهات المسئولة عن الفن، هى لا تقوم بالدور المنوط بها، عندما خرجت على سن المعاش عام ٢٠١٤ انحلت الفرقة تقريبا ولم يبق منها سوى ٣٠ فردا وكانت تلك هى الخسارة الكبيرة التى أزعجتني.
■ برأيك.. كيف ترى الإنشاد الدينى والروحي؟
الإنشاد الدينى أمر متعلق بالقلوب والخشوع، والناس تقبل عليه، وأصبح له جمهور كبير مما دفع كثيرا من الفنانين للغناء الدينى والروحى لكسب مثل هذه الجماهير، فى حينها ربما يؤدى المطرب إنشاده دون إخلاص قلبى لهذا النوع من الغناء.
فى رمضان يلجأ بعض المسئولين إلى الفنانين لتسجيل الأدعية والأناشيد الدينية فى حين يتركون مداح النبى دون عمل، فالمداح هو المرتبط بالأغنية، والقادر على إبلاغ رسائل تربوية وتعليمية من خلالها.
■ يعتقد البعض أن الإنشاد الروحى بطيء الانتشار.. ما حقيقة ذلك؟
هذا غير صحيح، كثير من المنتجين والمؤلفين والملحنين لا يقبلون على الغناء الدينى اعتقادا منهم ببطء انتشاره، كما أنه لا يحظى بعائد مادى جيد، ولكننى أؤكد أن جودة العمل وتميزه هما اللذان يحققان الوجود والمنافسة، والمنشد أكثر تأثيرا على المستمعين نظرا لحفظهم القرآن الكريم والثقافة الدينية، التى تجعلهم يؤدون هذا النوع من الأغانى ويتركون أثرا فى نفوس المستمعين على مر الأجيال ومع هذا فالأغنية الدينية ما زالت بخير وتقدم.

■ هل باتت الأغنية الدينية فى حاجة إلى التطوير؟
كل شيء حولنا يحتاج إلى تطوير ولا سيما أننا نعيش فى عصر وسائل الإعلام السريعة، لكن ما يحزننى هو أن نرى التليفزيون والصحف تربط ما بين الأغنية الدينية والمواسم والمناسبات الدينية مثل الحج وشهر رمضان وموالد النبى والأولياء، وهذا خطأ.
أعتقد أن سماع الأغنية الدينية طوال الوقت يجعل الناس تبتعد عن الأغانى المبتذلة والركيكة التى أثرت بالسلب على ذوقنا الفني، نحن بحاجة لسماع التراث الأصيل مثل عبدالوهاب والأطرش وأم كلثوم إلى جانب ذلك نمارس تطويرا حتى لو فى الشكل. فكرت فى تطوير شكل الأغنية فكان التحدى بتقديم أغنية دينية مصورة بطريقة الفيديو كليب حيث عملت فيديو كليب أغنية دينية بعنوان «قلوب العاشقين» وبدلا من الاستعانة برقصات للخلفية، قمت بالاعتماد على صور ومشاهد المخلوقات، وكلفتنى تكلفة مادية كبيرة ولكنها نجحت، وأتمنى أن تهتم وسائل الإعلام ومسارح الدولة بتقديم الغناء الديني.
■ بصورة أكبر.. كيف حال الإنشاد الدينى فى الوطن العربي؟
مصر تتميز فى هذا المجال، وتنافسها سوريا حاليا بفرق إنشاد رائعة وناجحة، لكن المديح النبوى يرحب بكل فنان صادق يريد تقديم إنتاجه الفني.
■ شهدت ساحة الأغنية الدينية منشدين أقباطا تجمع حولهم الناس، كيف تُقيم هذه الظاهرة؟
نحن شعب واحد، لا يوجد ما يفرقنا، وأنا عرفت منشدين قدماء أقباطا ظهروا فى الصعيد، أنشدوا فى مدح النبى محمد، أنا لست ضد ذلك، الإنشاد الروحى يعتمد على الإحساس، والأجدر بهم أن يقدموا أغنيات فى المحبة والتسامح والوحدة والإخوة، وليكن ذلك بعيدا عن التفصيلات الدينية للمسيحية أو الإسلامية فكل مؤمن أدرى بتفصيلاته الدينية، كى لا يتدخل فى الأمر عامل الشهرة والتكسب. أنا كى أتمكن من الإنشاد الدينى تبحرت أولا فى السيرة النبوية، فقرأت السيرة لابن هشام، وبنت الشاطئ، وأيضا السيرة الحلبية، وغير ذلك كثير.