المسرح هو أبوالفنون، الذى تمتزج فيه أشكال التعبير عن الأفكار المختلفة والمشاعر الإنسانية فى صورة تمزج الأداء والحركة بالمؤثرات المتنوعة من الصوت، والإضاءة، والديكور. تلك الخشبة التى يعتليها الفنان حاملا رسالته السامية، أخرجت هذه الخشبة العديد من الفرق المسرحية التى ساهمت بشكل كبير فى خلق جيل واعٍ بالفنانين والمخرجين والكتاب؛ أصبحت أحد رموز الحركة المسرحية فى مصر والوطن العربي. وعلى مدار 30 ليلة من ليالى شهر رمضان الكريم، تلقى «البوابة» الضوء على عدد كبير من الفرق المسرحية المصرية والعربية على مر العصور، التى تركت بصمة واضحة فى تاريخ المسرح من خلال تجاربهم الإبداعية الهادفة، قدمت خلاله مواسم مسرحية لاقت نحاجًا كبيرًا داخل مصر وخارجها، توقفت نشاط تلك الفرق عقب رحيل مؤسسيها، ولكن ظلت أعمالهم وتجاربهم باقية وخالدة رغم رحيلهم.
فرقة «مسرح الحكيم» هى إحدى التجارب المسرحية التى تركت بصمة واضحة فى ذاكرة المسرح المصرى والعربي، تأسست فرقة الحكيم فى ١٩٦٣، أطلق عليها هذا الاسم تقديرا للكاتب توفيق الحكيم، وقد خصص مسرح محمد فريد بشارع عماد الدين مقرا لها، وكانت هناك لجنة تنفيذية تشرف عليها برئاسة الدكتور رشاد رشدي، حيث اهتمت الفرقة بإثراء الجمهور ثقافيًا وفكريًا، وأنشأت الفرقة مجلة مسرحية شهرية إلى جانب نادى المسرحيين الهواة والمحترفين.
كان الهدف الرئيسى للفرقة هو تقديم أعمال مسرحية خاصة بكبار الكتاب الراسخين بداية من الكاتب توفيق الحكيم من منظور رؤية الفرقة، حيث قدم عرضًا مسرحًيا له بعنوان «بجماليون» التى لجأ لكتاباتها، فيما لجأت الفرقة إلى الكتاب العالميين من بينهم وليم شكسبير، وشارك فى إدارة تلك الفرقة مجموعة من كبار الفنانين وهم «سعد أردش، نبيل الألفي، جلال الشرقاوي، كمال ياسين» بهدف نشر الثقافة المسرحية لكل فئات الشعب.
مسرحية «بجماليون» هى رائعة من روائع توفيق الحكيم، تقع فى أربعة فصول، تدور أحداثها حول الصراع بين الفن والحياة فهى تعتبر مسرحية فلسفية، اشتهر مسرحه بأنه مسرح للخيال الذهني، وذلك لصعوبة تجسيده فى عمل مسرحي، مثل مسرحية «لو عرف الشباب»، «الطعام لكل فم» وغيرها.
ازدهرت الفرقة فى فترة الستينيات، قدمت خلالها أعمالاً متعددة تعبر عن حال المجتمع المصري، حققت خلالها نجاحًا كبيرًا، ولكن نظرًا للظروف الاقتصادية التى مرت بها البلاد فى تلك الفترة إلا أنها لم تقدر على استكمال مسيرتها الفنية وعرض تجربتها لنشر الثقافة المسرحية لكل فئات المجتمع، وتوقف نشاط هذه الفرقة تمامًا.
