وضعت فوق جبينك الطاهر قبلتي
فلا تخبى عنى التذاكر والسفر
أنا الغريب دومًا عن راحتيك
والمهاجر بلا سفر
فكم من فارس
ترك بلاده
وعلى أبوابها ملابسه تحرق
وكم من عاشق
باعوا ضفائر حبيبته
لمن دفع الثمن
دعينى أسند رأسى قليلًا
على ركبتيك للمرة الأخيرة
وأعزف موسيقى حزنى
للمرة الأخيرة
وألقى شعرى
أمام عينيك للمرة الأخيرة
وأتجول فى حدائق شعرك
وأقطف من ثماره ما يكفينى عند الرحيل
ما هى إلا دقائق بحضرة أناملك
وسأعود لرحم طالما احتضنى
وحروف اسمك على جدرانه تسبح
يا ربيعى الدائم
يا تاريخى المسطر
بحروف من وجع
يا أسراب عصافيرى
وبلابل أحلامى
الآن أقف على عتبة هواك
أنشد آخر ألحانى
أوصيك خيرًا
بما كان بيننا
بالطفل الذى افترش ياسمين يديك
ونام للأبد
بالفصل الأول من قصتنا
بزرقة البحر
الذى كان ملجأنا
خليك صامته
ولا تبادلينى العتب
لا تنشغلى بأنهار دموعى
فارسك القديم
حطم الموج الغادر مراكبه
وأصبح سيفه خشبًا
بات كديوان شعرتكفنه الأتربة
وعلى هوامشه حروف رثاء
كسرب طير
هجر أوكاره بلا عود
خلى لى نبرات من صوتك
أتألم به إذا هبت رياح حنيني
وهاجمت نار الهوا قلبى
لمن يكتب الشعر بعدك
وكل عباراتى خرساء
وماذا يقال فى اللقاء الأخير
إلا الدعاء لرب السماء
فالعين التى كانت تسكنها النجوم
ما عادت تستلقى على دفترى
والليل الذى كان يستريح على أناملى
بات بلا قمر
أنا الآن وحدي
فسامحينى إن عجزت عن رثاء هوانا
فإن لم أحترف بعد
الكتابة بالدمعات
وهل يعود للحقول قمحها بعد الحصاد
وهل يحافظ المطر على غيومه
إذا ما رحل الشتاء
ستبقين فى شعرى
أغلى قصيدة
وكل حروفى تقرئك السلام
