بِأيَّةِ حِنّةٍ نَطْلِى الفُؤَادَا
وأيَّةِ شُعْلَةٍ نَمْشِى اتِّقَادَا؟!
نُعَتِّقُ رُوْحَنَا فِى مَاءِ وَرْدٍ
نَبِلُّ بِهِ تُرَابَا صَارَ «عَادَا»
وَنَنْثُرُ فِى السَّمَاءِ دُعَاءَ حُبٍّ
لَعَلَّ الأرْضَ تَطْرَحُهُمْ عِبَادَا
«لَعَلَّ المُسْتَجِيْرَ بِمَاءِ عَمْرٍ
يُنَوَّلُ عِنْدَ كُرْبَتِهِ ضِمَادَا»
إِلَى الصَّحْرَاءِ سِرْنَا مَحْضَ رِيْحٍ
نُحَمِّلُ نُوْقَ غَيْماَتٍ عَتَادَا
إِلَى النَّفْسِ التِى بَارَتْ بِكُرْهٍ
سَنُوْهِبُ مِلْحَ أَدْمُعِنَا سَمَادَا
سَنَفْلَحُ فِى البَسِيْطَةِ كُلَّ قَلْبٍ
وَنَقْطَعُ شَوْكَةً نَبَتَتْ عِنَادَا
سَنَخْبِزُ رَوْنَقَ الأَيَّامِ شِعْرًا
نُغَمِّسُهُ بِفِيْهِ المُرِّ «صَادَا»
لِنُطْعِمَهُ القَرَائِحَ عَلَّ شَعْبًا
مِنَ الأَمَلِ الشَّرِيْدِ يَنَالُ زَادَا
فَيُكْمِلَ رَحْلَةَ الشُّيَّابِ طِفْلٌ
وَيَصْحَبَ فِى السَّفِيْنَةِ «سِنْدِبَادَا»
لَهُ المِصْبَاحُ مَا يُهْدِى الأَمَانِي
لَنَا الحِلْمُ الذِى يَهِدى قَتَادَا
لَنَا الأَحْزَانُ نَنْذُرُهَا طَبِيَخًا
عَلَى كَانُونِ جُرْحٍ قَدْ تَمَادَى
لَنَا الأَفْرَاحُ فِى مَأْوٍ لِكَهْلٍ
يَبِيْتُ عَلَى الرَّصِيْفِ وَلَا رُقَادَا
لَنَا شَجَرٌ مِنَ الإِنْسَانِ يَنْمُو
بِأَرْضٍ فِى سَلَامِ اللهِ نَادَى
أَيَا مَنْ بَاتَ يَحْرِقُ فِى ضلُوعِي
جذُوعُ الحُبِّ لا تُضْحِى رَمَادَا
بِرُوْحٍ مَسَّهَا النَّعْنَاعُ عِشْقًا
بَعَثْنَا هُدْهُدًا بِالشَّمْسِ عَادَا
تُحَفّظُنَا «السَّوَاقِي» كُلَّ يَوْمٍ
نَشِيْدَ المَاءِ مُذْ كُنَّا وِلَادَا
إِذَا خَطَّ الغَمَامُ بِكَفِّ رَمْلٍ
حرُوفَ الغَيْثِ يُقْرِئُهُ وِدَادَا
سَيَبْنِى الرّمْلُ مَدْرَسَةً لِجِيْلٍ
مِنَ العُشْبِ الذِى يَبْنِى بِلَادَا
فَكُوْنُوا النَّخَلَ حَيْثُ ابْتَاعَ ظِلًّا
بِسُوْقِ الشَّمْسِ مِنْ لَيْلٍ وَ»زادَ»
لِيَنْدَهَ لِلْغَرِيْبِ هَلُمَّ ضَيْفًا
بِحِجْرِى «سَهْرَوَرْدِيًّا» مُفَادَى
وَهُزَّ بِمِقْلَتَيْكَ حَنِيْنَ جِذْعِي
أُسَاقَطْ مِنْ عَرَاجِيْنِى فُؤَادَا
لَعَلَّ «سَمَوْأَلَ» الأَيَّامِ يَصْحُو
وَيَهْدِمُ «عُرْوَةٌ» فِيْنَا جَمَادَا
وَتَكْفِى «الأَزْدُ» «شَنْفَرَهَا» هرُوبًا
إِذَا مَا السَّاقُ أَطْلَقَهَا جَوَادَا
وَيُلْقِى مَنْ «تَأَبَّطَ» بَعْضَ شَرٍّ
لِيَهْزِمَ عِنْدَ أَخْضَرِهِ جَرَادَا
وَيُشْفَى كُلُّ «مَجْنُوْنٍ» «بِلَيْلَى»
وَيَلْقَى كُلُّ «متبول سعادا»
وَيَعْزِفُ فِى بَلَاطِ ال «آهِ» عُوْدٌ
«لِزِرْيَابٍ» أَتَى يَسْبِى حِدِادَا
فَتُوْلَدَ مِلْءَ صُلْبِ الحُلْمِ شَمْسٌ
بِغِرْبَالِ المَدَى نَامَتْ مِدَادَا
لِتَخْطُو أُمُّهَا أَرْضُ القَوَافِى
بِسَبْعٍ كَى تُحَصّنَهَا سَوَادَا
فَتَخْضَرَّ البَدَاوَةُ فِى حُرُوفٍ
وَتَعْتَذِرُ المَنَاجِلُ: «لَا حَصَادَا»
إِلَى القَمْحِ الذِى أَضْحَى يُغَنِّي
مَوَاوِيْلَ الصِّبَا.. نَنْسَى رَشَادَا
نُحَزِّمُ ذِى السَّمَاءَ بِشَالِ بَرْقٍ
يُضِئُ لِيُرْقِصَ السَّبْعَ الشِدَادَا
فَإِنْ أَضْحَى الزَّمَانُ «كَشَهْرَيَارٍ»
خَلَقْنَا فِى القَصِيْدَةِ «شَهْرَزَادَا»