الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

"الالتقاء والافتراق".. كتاب إيراني يكشف علاقة الجماعة بنظام الملالي

الملالي
الملالي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عن مركز الدراسات الاستراتيجية والبحوث والتوثيق، أصدر الباحث الإيراني عباس خامه يار، كتابه بعنوان «إيران والإخوان المسلمين – دراسة في عوامل الالتقاء والافتراق».
ويتناول الكتاب- الواقع في ٢٨٦ صفحة- طبيعة العلاقة المريبة بين نظام الملالي وجماعة الإخوان في ٤ فصول؛ حيث استعرض الفصل الأول قضية الأصولية، وأبرز في الفصل الثاني تاريخ جماعة الإخوان، والظروف المحيطة التي أسهمت في ظهورها، وأظهر في الفصل الثالث عوامل الالتقاء والافتراق بين الجماعة ونظام الخميني، فيما خص الفصل الرابع بتفكيك علاقة الجماعة بالثورة الإسلامية في إيران، واللقاءات التي جمعت قيادات الطرفين، بداية من علاقة آية الله الكاشاني وحسن البنا.
عوامل الالتقاء
وهناك عدة نقاط مهمة ذكرها الباحث في كتابة، مثلما فعل في الفصل الثالث؛ حيث أبرز عوامل الالتقاء بين حركة الإخوان ونظام الثورة في إيران، وهي:
أولًا: الموقف من القومية
تتخذ الجماعة ونظام الملالي موقفًا سلبيًّا من فكرة القومية؛ بسبب معاناة الطرفين منها؛ حيث يعتبرها الإخوان سببًا في هزيمة ١٩٦٧، بينما تعتبرها طهران سببًا في معاناة ما قبل ١٩٧٩.
ثانيًا: الوحدة الإسلامية
يرى الإخوان وإيران أن القومية تحول دون تحقيق الوحدة الإسلامية بين الشعوب، ويتبنى الطرفان فكرة الوحدة الإسلامية.
ثالثًا: النظر إلى إسرائيل
يتخذ الطرفان موقفًا متحدًا من المشروع الإسرائيلي، حتى وإن كان موقفًا علنيًّا فقط؛ حيث ترى الإخوان ضرورة مواجهة إسرائيل، بينما يرى علماء الشيعة أنه لا بد من إبعاد اليهود عن فلسطين، ويظهر ذلك بوضوح في بيان آية الله الكاشاني عام ١٩٤٨، والذي حذر به من الهجرة اليهودية إلى فلسطين.
عوامل الافتراق
وفي سياق متصل، يبرز المؤلف عوامل الافتراق ما بين جماعة الإخوان وتنظيم الملالي، وهي:
أولًا: طريقة الوصول للحكم
على الرغم من اتفاق جماعة الإخوان مع إيران في طبيعة شكل الحكم، المتمثل بضرورة وجود الحكومة الإسلامية، إلا أنهما يختلفان في طبيعة الوصول للحكم، إذ يرى الإخوان إمكانية قبول وصول أي فصيل إسلامي للحكم، وعلى العكس يشترط الشيعة وجود صفات مثل العدل والعلم.
وهذا الرأي يختلف عن الحقيقة؛ حيث ترفض جماعة الإخوان وصول أي فصيل غيرهم إلى سدة الحكم، سواء كان فصيلًا إسلاميًّا أو سياسيًّا، وقد أثبتت التجارب هذه الحقيقة، كما هو الحال في مصر، فقد عملت الجماعة على إبعاد باقي الفصائل السياسية من الساحة؛ بهدف وصولهم إلى الحكم.
ثانيًا: النظرة للغرب
تختلف الجماعة في نظرتها للغرب عن إيران؛ حيث ترى الجماعة فيهم حليفًا استراتيجيًّا وسياسيًّا مهمًا، بينما تختلف عنهم في نقطة الخلاف الفكري والأخلاقي، على عكس نظام الملالي، الذي يُعلن العداء الكامل لأمريكا والغرب سواء من النواحي الاستراتيجية أو الأخلاقية.
ثالثًا: استخدام العنف
يرى الباحث أن هناك اختلافًا في مسألة العنف واستخدام القوة بين الطرفين، إذ أعلن «البنا» مؤسس الإخوان أنه يعارض استخدام القوة، واعتبر أن أعلى درجات القوة هي قوة العقيدة والإيمان، ولكنه في الحقيقة عمل على بناء أجهزته العنيفة والمتوحشة مثل النظام الخاص، والجناح العسكري، والجناح الأمني، وعلى العكس من ذلك كانت الثورة الإيرانية تعلن استخدامها للعنف علانية وسرًّا، وذلك لمواجهة ما اعتبرته أعداء الثورة.