الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

التشيع الإيراني.. خنجر "نظام الملالي" في الخاصرة الأفريقية

أمير حاتمي
أمير حاتمي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تشكل موريتانيا أبرز دول الغرب الأفريقي، هدفًا للتواجد الإيراني، كقاعدة لانطلاق عملياتها فى دول المغرب العربى، وكذلك دول غرب أفريقيا؛ لذلك سعى نظام الملالى لوضع موطئ قدم له فيها.
وتتجسد أهمية موريتانيا فى الاستراتيجية الخارجية الإيرانية، فيما كشفه وزير الدفاع الإيرانى، أمير حاتمي، خلال زيارته إلى نواكشوط يناير الماضي، إذ وصفها بـ«الكنز العظيم»، مؤكدًا أنها دولة ذات موقع جغرافى متميز بالنسبة لإيران.
وسعت إيران منذ بداية حكم الخميني، إلى التغلغل والانتشار فى موريتانيا تحت شعارات مختلفة، ولذلك عمل المجمع العالمى لأهل البيت الذى يتبع نظام المرشد على خامنئي، على نشر التشيع فى البلد العربى الأفريقي.
التغلغل الإيرانى فى موريتانيا جاء عبر جماعات الإسلام السياسى، وفى مقدمتها جماعة الإخوان، التى تعد جسر تغلغل ونفوذ لإيران فى أى دولة عربية وإسلامية، إذ زار «جميل ولد منصور» زعيم إخوان موريتانيا، الرئيس السابق لحزب التجمع الوطنى للإصلاح والتنمية (تواصل)، طهران فى بداية ثمانينيات القرن الماضي؛ بهدف الحصول على دعم من نظام الخميني، فيما اعتبره النظام الإيرانى فرصةً للتغلغل والتواجد فى تلك الدولة العربية ذات الموقع الاستراتيجي.
وسياسيًّا كانت هناك فترة قطيعة بين موريتانيا وإيران، منذ الحرب (العراقية ــ الإيرانية ١٩٨٠ / ١٩٨٨) استمرت حتى عام ٢٠٠٥، بعد أن قاد العقيد «على ولد محمد فال» انقلابًا عسكريًّا أطاح خلاله بحكم «معاوية ولد الطايع»؛ فسعى الرئيس الإيرانى السابق «محمود أحمدى نجاد» إلى لقاء الرئيس الموريتانى الجديد، على هامش قمة المؤتمر الإسلامى بمكة المكرمة، نهاية عام ٢٠٠٥، وهو اللقاء الذى أسفر عن عودة العلاقات بين البلدين، وفتح سفارتيهما، وظلت العلاقات متوازنة مع نظام الرئيس الحالى محمد ولد عبدالعزيز.
أذرع إيران
خلال السنوات الأخيرة، عملت إيران باستمرار على تقوية نفوذها المذهبى والتجارى فى دول غرب أفريقيا، عبر شبكات دينية واقتصادية؛ من أجل امتصاص جزء من تأثيرات العقوبات الدولية عليها وفك العزلة الدبلوماسية، ومن أبرز أذرع إيران فى موريتانيا، «جمعية البصائر» الإيرانية، و«مجمع الإمام علي»، وهو بمثابة حسينية فى نواكشوط، يتبع جمعية «آل البيت»، ويوفد مبتعثين إلى إيران ولبنان ويوزع منحًا دراسية لتنشئتهم على منهج طائفى تستغله إيران سياسيًّا، ومؤخرًا تم وضعه تحت وصاية وزارة الشئون الإسلامية والتعليم الموريتانية.
وهناك «محمد شريف حيدرة»، أحد أهم وأبرز زعماء الشيعة فى موريتانيا، وهو مستشار سابق برئاسة الجمهورية فى فترة الرئيس السابق «على ولد محمد فال»، كما يعد من أبرز رجال الأعمال، ويمتلك استثمارات هائلة فى غرب أفريقيا، وساهم «حيدرة» فى تسفير الشباب إلى طهران لدراسة المذهب الشيعي، وفقًا لنظرية ولاية الفقيه الخمينية.
ويرتبط «حيدرة» بعلاقة قوية مع زعيم الشيعة فى السنغال وغرب أفريقيا، رجل الدين اللبنانى «عبدالمنعم الزين» الذى يوصف بأنه «دينامو التشيع» فى القارة الأفريقية، ويشكل ركيزة أساسية فى التغلغل الإيرانى فى أفريقيا بشكل عام ودول غرب أفريقيا بشكل خاص، كما ساهم فى تأسيس جمعية «رابطة أهل البيت فى موريتانيا»، وهى جمعية يترأسها الدكتور أحمد بمبا، ورغم أن بعض المواقع والهيئات الشيعية تعتبرها إحدى الهيئات الشيعية المهمة فى موريتانيا، فإن القائمين عليها ينفون علاقتها بإيران أو سعيها لنشر المذهب الشيعي.