الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

موريتانيا.. بلاد شنقيط تتحدى أهل الشر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
موريتانيا من أهم الدول العربية الأفريقية، وتعتبر نقطة التقاء بين الشمال والغرب الأفريقي، كما تتمتع بموقع جغرافى متميز على المحيط الأطلسي، يزيد من ثرواتها البحرية والبرية، ما يجعلها محط أنظار وأطماع العديد من الدول عبر الأزمان.
ويسعى تحالف دول الشر، ممثلًا فى نظام الملالى فى إيران، وتنظيم الحمدين فى قطر، ونظام أردوغان فى تركيا، إلى استغلال الوضع السياسى فى موريتانيا لصالحه، إذ يتسابق ثلاثى الشر، على التدخل فى الشأن الداخلى الموريتانى عن طريق أذرعهم السياسية والاقتصادية، بما يسمح بالسيطرة على موارد الدولة فى المجالات كافة.
وهناك أمثلة لتلك الأذرع، مثل المدارس والجامعات التابعة لمؤسسة المعارف التركية، ووكالة الإغاثة التركية «تيكا»، وحزب «تواصل» التابع لجماعة الإخوان الإرهابية، وجمعية «يد بيد» ومركز «تكوين العلماء» وجامعة «عبد الله ياسين» القطرية، ولعل أبرزها «منظمة الوعي»، التى ترتبط بعلاقة مباشرة بجمعية قطر الخيرية.
واتخذ ثلاثى الشيطان، من اقتراب الانتخابات الرئاسية فى موريتانيا والمقرر إجراؤها يونيو المقبل، والتى يتنافس فيها محمد ولد الغزواني، وزير الدفاع السابق، وسيدى محمد ولد بوبكر، رئيس الحكومة سابقًا وأمين عام الحزب الحاكم، وبيرام ولد أعبيدي، كاتب ضبط بالمحاكم الموريتانية، ومحمد ولد مولود، من قادة اليسار الموريتاني، وغيرهم، فرصة مثالية للتدخل فى الشأن الموريتاني.
وتسعى تلك الدول إلى زيادة الانقسام والاستقطاب الداخلى بين أبناء الشعب الموريتاني، عن طريق حزب «تواصل» الإخواني، مع تنوع الدعم لبعض المرشحين، بهدف التأكد من ولاء هؤلاء للتحالف الثلاثى إذا ما وصل الى سدة الحكم، وهو ما يمنحهم الفرصة والأسبقية فى أى استثمار مقبل داخل موريتانيا، بغض النظر عن المصالح الفعلية للشعب الموريتاني.
يزداد المشهد الموريتانى تعقيدًا، مع اقتراب إجراء الانتخابات الرئاسية، فى يونيو من العام الحالي، ولعل هوية المرشح الفائز هى أكثر ما تنشغل به الساحة السياسية، فى حين ينظر حزب التجمع الوطنى للإصلاح والتنمية، المعروف اختصارًا بـ«تواصل» (الذراع السياسية للإخوان فى موريتانيا)، إلى ما هو أبعد من ذلك، خاصة أنه كان يطمع فى السلطة، ثم تغير الحال وأصبح ما يهمه هو عدم حظره.
مخطط التمكين
فى مايو الماضي، تراجع «الإصلاح والتنمية»، بالتزامن مع حلول موسم الانتخابات النيابيَّة بموريتانيا، عن مقاطعة الانتخابات البلديَّة والنيابيَّة والرئاسيَّة، التى أعلن من قبل عزمه عدم خوضها؛ إذ زعم محمود ولد سيدي، نائب رئيس الحزب، أن «تواصل» يصنف باعتباره «معارضة راديكاليَّة»، ورغم استخدام ذاك التوصيف كمَذمّة؛ لما يحويه من معانٍ تتنافى مع المرونة والإيجابية؛ فإنه يفخر براديكاليته فى ظل نظام دكتاتوري، حسب تعبيره، مبيّنًا أن معارضته ليست مسئولة؛ أى أنها لا تلعب دور المعارضة وفق تشريعات الدولة والقانون.
ومثّل المؤتمر الذى أقيم فى ٢٢ سبتمبر ٢٠١٨، نقطة التحول فى مستقبل الإخوان بموريتانيا، إذ تحدث الرئيس، محمد ولد عبدالعزيز، عن الدور التخريبى الذى لعبته الجماعة فى البلدان العربية، محذرًا الشعب من الانسياق وراء الشعارات الدينية الزائفة لهم، قائلًا: «الإخوان جعلوا إسرائيل فى وضع مريح، لا سيما بعد انشغال العديد من البلدان العربية بمحاربة إرهاب الجماعة فى الداخل».
ومنذ سبتمبر ٢٠١٨، بحث الإخوان عن إمكانية ترتيب البيت من الداخل وتوحيد المعارضة للاتفاق على مرشح رئاسى يتم تدعيمه، ووقع الاختيار على رئيس الوزراء السابق «سيدى محمد ولد بوبكر»، الذى يوصف بأنه «رجل الدوحة» و«مبعوث قطر فى موريتانيا».
هروب الحلفاء
تصدع البيت الإخوانى وانفرط العقد بعد أن أعلن عدد من قيادات الصف الأول والنساء انشقاقهم، والانضمام إلى مرشح الأغلبية «محمد ولد الغزواني»، وأعلنت مجموعة شبابية بولاية «الحوض الشرقي» الموريتانية، خروجهم عن التنظيم فى مارس الماضي، بقيادة «الكنتى ولد سيد أعمر»، مرشح التنظيم سابقًا لبلدية تابعة لعاصمة الولاية، إلى جانب عدد من المستشارين البلديين السابقين عن «تواصل»، وأعلنوا دعمهم الكامل لـ«ولد الغزواني».
ونجح «ولد الغزواني» فى استقطاب بعض رموز الإخوان، أبرزهم القيادى فى التجمع الوطنى للإصلاح والتنمية السفير «المختار ولد محمد موسي»، الذى برر انسحابه بأنه جاء احتجاجًا على توجه الحزب، ليعلن دعمه لمرشح الأغلبية، ولحق به «سالم ولد همد»، الذى قرر المغادرة دون عودة، احتجاجًا على قرار دعم الإخوان للمرشح «محمد ولد بوبكر»، إضافةً إلى «محمد عبدالجليل»، عضو مجلس شورى «تواصل»؛ حيث انضم هو أيضًا إلى جبهة «الغزواني».
كما أعلنت كلٌ من، الدكتورة «لالة سيدى الأمين»، عضو مجلس شورى الحزب، وعضو أمانة الشرق الدكتورة «عييه عالي»، الانشقاق عن الإخوان، والتحاقهما بمرشح الأغلبية، منتصف مارس الماضي، وجاء ذلك بعد أقل من ٢٤ ساعة من إعلان القيادى الإخوانى «عبدالرحمن باباه»، انشقاقه عن «تواصل»، وبررت القياديتان فى رسالة موقعة باسمهما الانشقاق بالاختلافات العميقة مع الحزب بخصوص قراءة الساحة السياسية الموريتانية.
وقال الناشط الموريتانى «سعدبوه الشيخ محمد»: إن «تواصل» يسير على خُطَى الجمَاعة الأم فى مصر، ويُطبق المنهج البراجماتى للإخوان، والمتمثل فى قاعدة «ما لا يدرك كله، لا يترك جله».